تبني المجلس القومي للأخلاق والمواطنة إطلاق مشروع قومي تحت عنوان ¢استرداد الشخصية المصرية والأخلاق¢ برعاية د. صدّيق عفيفي. أوضح ناصر علي. المدير التنفيذي للمشروع. أنه تمّ إطلاق وتبني هذا المشروع نتيجة طبيعة المشكلة الراهنة المترتبة علي التطورات الاقتصادية والاجتماعية في مصر خلال العقود الأخيرة والتي أدت إلي تراجع مستوي الالتزام الأخلاقي والسلوك القويم بين شرائح متزايدة في المجتمع. وبالتالي ضعف الوازع الأخلاقي في توجيه السلوك مع ترتيب بعض الخلل في الشخصية المصرية. وقد ساهم تراجع هيبة الدولة في الفترة الأخيرة. مع تراجع الدور الذي تلعبه الأسرة والمدرسة في تكوين الشخصية وغرس القيم الحميدة. ساهم في انخفاض العناية بالتنشئة السوية للأطفال والشباب بسبب انشغال الأسرة في مواجهة الأعباء الاقتصادية. وانشغال المُعلِّم بالتعليم والدروس الخصوصية علي حساب التربية الأخلاقية. وقد ساعد كل ذلك علي تفشي الفساد والإهمال وتزايد معدلات الجريمة ابتداءً من التحرش وحتي القتل لخلافات عائلية بسيطة أو للسرقة أو حتي للثأر. استطرد ناصر علي قائلا: وقد خلق هذا الوضع فراغاً تربويا كبيرا يلزم ملؤه بالجهد الأسري أو بالمدرس أو بالإعلام أو بالدعوة الدينية. ولما كانت كل هذه الأدوار ضعيفة أو غائبة تماما. فقد تركت الساحة خالية أمام بعض الجمعيات أو الجماعات المتطرفة والمنحرفة لتكون هي اللاعب الرئيسي أو الوحيد في صياغة مفاهيم النشء وفي تضليلهم أحيانا وفي هدم القيم الحميدة في المجتمع. ونتج عن ذلك تدهور وخلل في شخصية المواطن وأخلاقه إلي مستوي يُنذر بالخطر الشديد علي مستقبل الأمة. يستوجب كل ذلك التحرك العاجل والنشط لتصحيح الموقف. ويكون ذلك بالتصدي للنشاط غير السوي الذي تقوم به الجماعات المتطرفة لكي نسترد ساحة التربية ومعها الشخصية المصرية الحقيقية وأخلاقها الحميدة. أشار ناصر علي إلي أن المشروع أهلي يتبناه المجلس العربي للتربية الأخلاقية كجهة غير حكومية. ويهدف إلي القيام بمنظومة متكاملة من الأنشطة الموجهة نحو تصحيح أي خلل في الشخصية المصرية وأيضا نشر الأخلاق الحميدة والتنشئة الصحيحة لأبناء وبنات مصر. وأعلن. في لقاء خاص ب¢عقيدتي¢ أن الأنشطة المخططة للمشروع تتطلب تحقيق أهداف عدة من الأنشطة المتعلقة ببناء الشخصية ونشر الأخلاق الحميدة وتصحيح السلوكيات غير السوية. و مثال ذلك: - برامج توعية للأطراف المختلفة " الأسرة. الإعلام. الدعاة. الخ " من خلال التليفزيون والإذاعة. ندوات للتوعية. - المؤتمرات العلمية. - البحوث التي تخدم الأنشطة الأخري. - تنظيم برامج تدريبية للأمهات والآباء وأخصائي رعاية الشباب والمعلمين والإعلاميين والدعاة وكل من له صلة بتربية النشء. - المساهمة في تطوير البيئة التشريعية في ما يخص النشء والشباب. - أي نشاط آخر يخدم أهداف المشروع. أضاف: تدير المشروع لجنة تنفيذية ويمكنها الاستعانة بالخبرات والكفاءات التي يحتاج المشروع إليها. علي أن يتم القيام بالعمل تحت إشراف مجلس الإدارة. ويتم تمويل المشروع في البداية بواسطة مجموعة طيبة والنهضة " تبرعات " ويمكن بعد السنة الأولي السعي لاستقطاب مساهمات من جهات أخري.