* يسأل الأستاذ عمر محمد السيد: من الشهداء منوفية: إمام المسجد يواظب علي قراءة سورة السجدة في صلاة فجر الجمعة والبعض يعترض عليه. فما هو الحكم الصحيح لنخرج من الخلاف؟ ** يجيب الشيخ رسمي عجلان من علماء الأزهر: معلوم أن قراءة سورة السجدة والإنسان في صلاة فجر الجمعة من السنن التي كان يفعلها النبي "صلي الله عليه وسلم" كما جاء في البخاري ومسلم وزاد الطبراني في روايته: "وأنه "صلي الله عليه وسلم" كان يديم ذلك". وهذا يدفع المعترضين علي مداومة ذلك. أما قول البعض بأنه من المستحب الفعل والترك. فهذا الكلام غير صحيح علي عمومه. إذ حقيقة المستحب والمندوب من السنة ما أمر بفعله أمراً غير جازم. وفي كل الحالات فهو مأمور به وليس المستحب تركه. إنما المستحب تركه هو المكروه الذي نهي عنه النبي نهياً غير جازم. فأصبح تركه لذلك مستحباً. وقد كان فعل الصحابة والتابعين عكس هذه المقولة بأنه من المستحب الفعل والترك حيث أنهم كانوا يتعاملون مع المستحب والمندوب من السنة كأنه واجب. فيداومون علي فعله ويتلاومون علي تركه حرصاً منهم علي حسن الاتباع للنبي في جميع أفعاله وأقواله ولو كانت علي سبيل الاستحباب ليشربوا من يده يوم القيامة شربة لا يظمأوا بعدها أبداً. حتي كان أنس بن مالك يقول لتلاميذه: "إنكم تفعلون أشياء كنا نعدها في عهد النبي من الكبائر» فقالوا له ما هي؟ قال: تأخير الصلاة عن وقتها. وعدم إدراك الأذان والإقامة وتكبيرة الإحرام والصف الأول". أما قول البعض بأن رسول الله كان يترك فعل بعض المستحبات خوفاً أن تفرض علي أمته مثل تركه صلاة التراويح جماعة في المسجد بعد ما صلاها لمدة ثلاث ليال. فهذا كان قبل استقرار جميع الاحكام الشرعية. أما بعد استقرارها وتميز المستحب من الواجب فلا مكان هذه المقولة. ولا مجال للأخذ بها فضلاً عن قول أهل العلم: "أن سنة النبي أولي بالاتباع علي كل حال". وأقول للسائل: إن قراءة السجدة والإنسان في فجر الجمعة أولي من تركها ولو كانت علي الاستحباب ولكن يجب أن يعلم الجميع أنها ليست فرضا فمن تركها وقرأ بغيرها لم يكن أثما. ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم إلا خلاف تنوع بالدليل ليكون فيه سعة علي المسلمين. والله أعلم.