المحارم في الإسلام: وكان الإسلام حريصًا علي سمو العلاقات الإنسانية حينما حدد المحارم» حتي تظل الدائرة المحيطة بالمحارم خارج حدود الشهوات. وجاء التحريم محددًا في قوله تعالي: "حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا * وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا" "النساء: 23-24". أيُّ تشريع هذا الذي يجعل دائرة المحرمات إكليلًا يحفظ للنفس البشرية سموها وعزَّتها. وتأنَف الفطرة الإنسانية من كسر تلك الدائرة النورانية. بل إن الحيوانات قد جُبِلت علي احترام دائرة المحرمات. ونسمع كثيرًا أن أعلي معدلات الانتحار المرتفعة في العالم تحدث في أُمم تعد راقية بمقاييس البشر اليوم. وذلك بين من ينتهكون دائرة المحرمات تلك. لا سفاح ولا اتخاذ أخدان في الإسلام. والمسافِحة هي امرأة للكل. والأخدان هي امرأة لرجل خارج نطاق الزواج المتعارف عليه في شريعة الإسلام. وإذا كانت الشهوة التقاء ماءَين - ماء الرجل. وماء الأنثي - فإن الإسلام يحرم تمامًا أن يسفح ذلك الماء كسائل ينحدر من سفح» ليُلقي في أسفل وادي. بل لا بد عند التقاء الماءين أن يكون في حلال. ولا حلال في ذلك سوي طريق الزواج الشرعي الذي حدد الإسلام شروطه. وحرام حرام معاشرة نساء غير اللائي تزوَّجن. فأصبحن محصنات» يقول تعالي: "وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا" "النساء: 24". رابعًا: الزنا فاحشة: الإسلام يسمي الأشياء بمسمياتها. فمعاشرة الرجل لامرأة لا تحل له في فرجها تسمي زنًا. ودعك من الألفاظ الخادعة وعدم مسميات الأشياء بأسمائها. من مثل العلاقات الحرة. وفعل الحب. وما إلي ذلك من الخلاعة والتهتك. فالزنا زنا» يقول - صلي الله عليه وسلم -: ¢ما من ذنب بعد الشرك أعظم عند الله من نطفة وضعها رجل في رحم امرأة لا تَحِل له¢. والزنا فاحشة بنص القرآن الكريم: "وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا" "الإسراء: 32". ونتحدث في الحلقة القادمة عن فاحشة الزنا وكيف عالجها الإسلام