أقامت جمهورية كوسوفا مساء أمس احتفالا بعيد استقلالها يشارك فيه نخبة من الرموز الوطنية والإسلامية والسفراء والمفكرين ورجال السياسة والإعلام وممثلين للكنائس المصرية. صرح السفير الدكتور بكر إسماعيل. مستشار وزير خارجية كوسوفا وممثل كوسوفا في مصر بأن هذا احتفال هذا العام يكتسب أهمية خاصة بعد اعتراف جمهورية مصر العربية بجمهورية كوسوفا كدولة مستقلة ذات سيادة. أوضح أن الاعتراف المصري كان بمثابة ركيزة أساسية بجمهورية كوسوفا إذ توالت اعترافات الدول المختلفة بعد اعتراف القاهرة ويعتز الشعب الكوسوفي بالعلاقات المصرية - الكوسوفية لأنها قوية وتاريخية تضرب جذورها في أعماق التاريخ وقد ترسخت العلاقات بشكل كبير بين مصر والشعب الألباني منذ أن تولي محمد علي باشا "الألباني" وأسرته حكم مصر. وإليه يرجع الفضل في بناء مصر الحديثة. وقال : يتميز الشعب الكوسوفي بحبه للإسلام وارتباطه الشديد بمصر والأزهر والفلكولور الشعبي المتوارث حتي يومنا هذا يدلل علي عمق حبه الشعب الكوسوفي لمصر وأهلها حتي أن الأم تنشد لطفلها الصغير في مهده متمنيه له أن يزور مصر عندما يكبر. كما يضرب بمصر المثل في كوسوفا كرمز للخير والجمال والخصوبة والنماء. وكشف الدكتور بكر إسماعيل. أن الشعب الألباني هو أول شعب استوطن البلقان والذي ينحدر منه شعب كوسوفا وقد بدأ الإسلام يشق طريقه إلي قلوب الألبانيين قبل الفتح العثماني وبعد مرور خمسين عاما دخل الألبانيون في دين الله أفواجا وقد شاع إطلاق لفظ أرناؤوط علي الألبانيين إبان الحكم العثماني وقد اشتهر من بينهم كثير من العلماء والمحققين الذين أثروا الفكر الإسلامي والحياة الثقافية في كثير من الدول الإسلامية وقد كان للدبلوماسية الكوسوفية غير الرسمية في مصر دور فاعل في تدعيم العلاقات بين البلدين وهناك أفاق رحبة للتعاون بين مصر وكوسوفا في مجالات التجارة والصناعة والمجلات الطبية وجذب الاستثمارات إلي مصر. جدير بالذكر أن ممثل كوسوفو في مصر الدكتور بكر إسماعيل ولد في العاصمة الكوسوفية بريشتينا عام 1959م في أسرة اشتهرت بالصلاح وحب العلم. فقد كان أبوه الشيخ حقي إسماعيل من كبار المشايخ وأبرز المفكرين الإسلاميين في عصره. واستطاع من خلال دراسة في الأزهر وخبراته جذب العديد من المؤسسات السياسية والثقافية مصر لإبرام الاتفاقيات التي تقضي بموجبها التعاون بين مصر وكوسوفا مما أدي إلي دعم العلاقات الثانية ومن هذه الاتفاقيات اتفاقية تعاون بين وزارات التعليم العالي في البلدين واتفاقيات أخري بين وزارات الثقافة والشباب والرياضة وبعض المؤسسات العلمية بين البلدين.