نواصل حديثنا فنقول وبالله التوفيق: لا نقول ان حلاوة المولد فريضة. لكنها أيضاً ليست حراماً. لا هي فريضة ولا هي محرمة. لكنها شأن خاص للاختيار. لقد كان بني أرفدة "وهم من الأحباش" يوم العيد يرقصون في مسجد رسول الله. فقالت السيدة عائشة رضي الله عنها للرسول صلي الله عليه وسلم: "يا رسول الله. ما هذا الذي يحدث في مسجدك؟" فقال النبي: "يا عائشة. إنه يوم عيد وإنهم بنو أرفدة هكذا يرقصون في الحبشة" يعني "هكذا تعودوا علي الفرح" يلعبون بالحراب بالعصي. وهو حلال ولو في مسجد رسول الله صلي الله عليه وسلم. لا أحد يستدرك علي الله. الحرام ما ورد به نص. والحلال ما لم يَرِد به نص. والمباح هو ما لم يَرِد به تحريم ولا تحليل. وتحريم المباح تشريع بغير نص. والتشريع بغير نص حكم بغير ما أنزل الله. والحكم بغير ما أنزل الله قال عنه الله: "أولئك هم الفاسقون" و "أولئك هم الظالمون" و "أولئك هم الكافرون". إن التحريم محدد "حُرّمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أُهلَّ لغير الله به والمنخنقة " المخنوقة " والموقوذة "المحروقة " والمتردية "المقتولة بالسقوط " والنطيحة " المقتولة بالنطح " وما أكل السبع إلا ما ذكَّيتم وما ذُبِح علي النُصُب" ثم جاء الرسول عليه الصلاة والسلام ليبيح ميتتين "السمك والجراد" ودمين "الكبد والطحال" إن ذلك يعني أن ما حُرِّم وارد علي سبيل الحصر. ومن يملك نصاً للتحريم يُبرزه. لا أحد يتحدث عن الصحابة والرسول. التحريم بنص فقط. لقد أمسك ابن عباس رضي الله عنه بضب "حيوان بري أكله حلال" وبعد الشواء قال: "ألك في شئ منه يا رسول الله؟" قال الرسول صلي الله عليه سلم: "نفسي تعافه" رفض الرسول تناوله. لكن لم يُحرِّمه علي ابن عباس. طالما أن الشرع الحكيم لم يمنع. فعلي كل شخص يقول بغير ذلك أن "يلم" لسانه ويضعه في حلقه ويحترم نفسه لأن لا مُشرع غير الله ورسوله. يقول سبحانه وتعالي: "وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا" نحن لا نريد من بعض الخطباء والوعاظ أن يجعلوا من حلاوة المولد عبادات. لكن لا نريد أيضاً أن يعتبروها من المحرمات. لا أحد ينكد علينا عيشتنا بغير نص. ومن يسمح لهم بذلك يصبح مثلهم. يقول سبحانه وتعالي: "يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوماً غضب الله عليهم" نريد أن نربأ بالمناسبة عن الكلام في حلاوة المولد. ياكلوا حلاوة ياكلوا جاتوه ياكلوا كل اللي يحبوه. هذه تفاهة. إفلاس علمي بكل المقاييس. إن الحرام في المولد حرام في غير المولد. والحلال حلال في أي وقت وأي مكان. الحرام في الكعبة حرام في غيرها. والحلال في مولد النبي حلال في شم النسيم. مرة أخري لا تنكدوا علينا عيشتنا بغير نص. ولا حول ولا قوة إلا بالله.