يخيم الهدوء علي جامعة الأزهر في الأسبوع الثالث من بدء الامتحانات بالجامعة مع تواجد كثيف لقوات الأمن علي مداخل ومخارج الجامعة وداخل الحرم الجامعي وأمام أبواب الكليات واللجان لضبط الأمن والتأكد من هوية الطلاب وقد أسفرت هذه الإجراءات الأمنية المشددة عن وقوع عدة اشتباكات بين بعض الطلاب وبعض أفراد الأمن حيث اعترض البعض علي التضييق عليهم من قبل الأمن مما يزيد من قلقهم ورهبتهم داخل الجامعة والحقيقة هناك فرق شاسع بين جامعة الأزهر الاسبوع الماضي وهذا الاسبوع فقد اختفت تماما المظاهرات وأصبح الهدوء هو سيد الموقف كما ذهبت أصوات من ينادي بتعطيل الامتحانات إلي غير رجعة وراح الكل يتساءل عن طبيعة المادة وما تم إلغاؤه وما تم اقراره من قبل الأساتذة خاصة ان هذا العام كان فوضويا بدرجة كبيرة وتعطلت الدراسة بسبب المظاهرات التي لم تنقطع طوال التيرم. "عقيدتي" تجولت داخل الجامعة ورصدت ما لاحظته. حيث قال أحمد موسي الطالب بالفرقة الثالثة بكلية التربية: لا يوجد أي قلق داخل اللجان فزملاؤنا الذين كانوا يدعون لمقاطعة الامتحانات والامتناع عن الحضور يحضرون كل يوم دون أن يتلفظ أي منهم بكلمة واحدة لأن الدعوة للمقاطعة لم تنجح لوجود قلة رفضتها وفضلت مصلحتها الشخصية وخشيت أن يضيع العام الدراسي عليها هباءا وهؤلاء محقون ومن يطالب بالمقاطعة كان علي حق كذلك لكن وجهة النظر لم تلتق في نقطة واحدة فرضخ الجميع للأمر الواقع ودخلوا الامتحان. أضاف: الامتحانات سهلة مقارنة بالأعوام الماضية وأعتقد ان هذا مقصود ليدخلوا علينا السرور. وعبر اسلام صفوت الطالب بالفرقة الرابعة بكلية التربية عن استيائه الشديد من الاجراءات الأمنية المبالغ فيها التي تتبع داخل الجامعة قائلاً: يكفي أن نبرز كارنيه الكلية علي باب الجامعة لكن الأمر لا يكتفي بذلك فيتم تفتيشنا قبل دخولنا الكلية والتأكد من هويتنا مرة ثانية ولما اعترض أحد زملائنا علي ذلك كان جزاءه علقة ساخنة من العساكر المنتشرين أمام الكلية ولا ندري ان كان قد دخل الامتحان أم لا. أشار سعيد أبو زيد طالب بالفرقة الرابعة بكلية التجارة إلي تركه المدينة الجامعية والسكن علي نفقته الخاصة بسبب توتر الأوضاع داخل المدينة رغم ان ذلك يكلفه أعباء مادية وجسدية كثيرة. أما أشرف السعيد الطالب بكلية الطب فقال: المظاهرات تسببت في الغاء امتحان الميدتيرم والأساتذة أعطونا حق الاختيار اما أن تؤديها الآن أو بعد التيرم أو قبل الامتحان النهائي وهذا شيء ايجابي. وأضاف: بالرغم من انني متضامن مع زملائي في مطالبهم إلا ان العام الدراسي ضاع هذا العام ونحن كلية عملية وفي حاجة لكل دقيقة وكل معلومة. ولفت محمد التاني آدم الطالب بالفرقة الرابعة بدراسات اسلامية وعربية إلي سهولة الامتحانات لكن المظاهرات المستمرة طوال التيرم حالت دون حضورهم المحاضرات مما انعكس علي سوء اجاباتهم في بعض المواد. ووافقه الرأي عبدالله ابراهيم من دولة نيجيريا قائلاً: لاشك ان الأوضاع استقرت إلي حد كبير داخل الجامعة مقارنة بالأيام الماضية لكنه أفصح عن خوفه وقلقه الشديد عندما يأتي إلي الجامعة كل يوم. أضاف: انتظر ان تنتهي الامتحانات بفارغ الصبر لأعود إلي بلادي وأنسي الفترة العصيبة التي قضيتها بجامعة الأزهر.. فلم تمر علي حياتي أيام كهذه. أما صالح مصطفي الطالب بالفرقة الأولي بكلية العلوم فأشاد بعودة الهدوء داخل جامعة الأزهر شاكراً قوات الأمن علي ما تبذله من مجهود لتحقيق ذلك نافياً قيام أي من الطلاب بإحداث فوضي داخل لجان الامتحانات كما اشيع. وأشار عثمان تولون من روسيا ويدرس بكلية الدراسات الاسلامية والعربية إلي ارتياحه لعودة الاستقرار داخل الجامعة مشيدا بدور أعضاء هيئة التدريس في التضامن مع الطلاب والرد علي استفساراتنا وتساؤلاتنا.