في مجال حديثنا عن الوطن وتفعيل دروس المواطنة فإنني أؤكد علي الاهتمام والتركيز علي شريحة الشباب وذلك لعدة أسباب أولها وأهمها هو ما تمثله هذه الشريحة من طاقة حقيقية وفعالة في المجتمع فأكثر من نصف سكان الأرض هم في مراحل الشباب وينتظر العالم أكثر من 7 مليارات في سنة الشباب مع حلول عام 2015 وهذا الموشر يدل علي اعتبار المشاركة الشبابية دعامة وركيزة هامة من دعائم المواطنة كما أن الشباب يقوم بدور مؤثر وبفعالية في تشكيل وتطوير ثقافة المجتمع وما يفرضه من أشكال وصيغ وأنماط سلوكية وعادات وقيم جديدة في البناء الثقافي للمجتمع المصري وعلي الدولة بمؤسساتها والمجتمع المدني بجمعياته أن يضعوا في مقدمة أولوياتهم التركيز علي الأطفال وفئة الشباب وتعزيز وغرس قيم المواطنة لديهم بشكل خاص. وأكرر علي أن المشاركة الشبابية تمثل دعامة هامة من دعائم المواطنة فالشباب له دور فاعل وبارز في ممارسة دوره في المواطنة ويتجلي ذلك من خلال مشاركاته وممارساته ومساهماته في العديد من مناحي الحياة الاجتماعية والبيئية والصحية والاقتصادية والرياضية. ومن الأمور التي تشدد للاهتمام وللتركيز علي فئة الشباب ولما لها من تأثير فاعل علي جيل الشباب وهي تتمثل في التطور والثورة التكنولوجية الحديثة والانفتاح السريع علي العالم والتواصل المباشر مع العديد من الثقافات المختلفة من حولهم في دول العالم وهذا جانب إيجابي يكتسبه الشباب من جراء هذا الانفتاح والتواصل المباشر مع الثقافات الأخري كاحترام الرأي الآخر واحترام التعددية الفكرية والحرية المسئولية والعديد من السلوكيات الإيجابية. ولكن هناك محاذير وتأثيرات سلبية يتحتم علينا إدراكها ودراستها من أجل معرفة درجة تأثيرها الشباب وعلي هويته الوطنية مثل ما تعرضه شبكة الانترنت من منتديات تأسر عقول الشباب بتنوعها واختلاف مقاصدها ويمكن القول بأنها خلقت نوعا جديدا من المواطن بل يمكن اعتبارها "مواطنة كونية" لما يمتع به أعضاؤها من حقوق كاملة ولا تعتبر حكرا علي فئة معينة "كالجنسية والانتماء" كما أنها تحرك الرغبة الجامحة لدي الشباب للانفتاح وخطورة ذلك في أن الشباب في هذه المراحل العمرية تتشكل فيها القيم والاتجاهات وقابلية لاحتواء أفكار ومباديء قد لا تتفق مع ما يؤمن به المجتمع من قيم ومباديء عالية. وهذا الأمر لا يقتصر علي شبكة الانترنت فحسب ولكن نواجه الانفتاح الثقافي في الوسائل الإعلامية الاخري المرئية والمسموعة والمقروءة والتي تخاطب الشباب دون حواجز وتثير بعض القضايا التي تمس المجتمع بشكل مباشر وتقدم للشباب بعض التفسيرات والتأويلات المضللة وغير الدقيقة ونؤكد أن أي قصور أو خلل تجاه دعم المواطنة والانتماء وغرسه في نفوس الشباب سنجد تأثيره وصداه لا يقتصر علي قيم المواطنة لدي شبابنا بل سيتعدي ذلك ليتغلغل وينخر في بناء وقواعد وثوابت المجتمع والأمة بأسرها. ولكي نتمكن من مواجهة التحديات والتصدي لها والتأكيد علي غرس المواطنة لدي الشباب وتفعيله نقدم مجموعة من الإجراءات التي من شأنها أن تعزز مفهوم المواطنة والانتماء في نفوس الأطفال والشباب وتتمثل هذه الإجراءات في التالي: 1- وضع استراتيجية وخطة محكمة لتفعيل مشاركة الشباب في الحياة السياسية. 2- تمكين الشباب عمليا عن طريق مساعدتهم علي تنمية كفاءاتهم واكتساب الثقة والاعتداد بذواتهم وقدراتهم علي أخذ المبادرة والثقة بهم وبقدراتهم ودورهم في المساهمة في حياة المجتمع. 3- تعديل موقف الأجيال من الكبار تجاه الشباب وإعادة النظر في الأحكام من الكبار الفوقية التي تصدر باعتبار الشباب أنهم قصرا أو غير أكفاء وأنهم بحاجة إلي وصاية دائمة. 4- تفعيل مشاركة الشباب في إنجاز أهداف التنمية. 5- إيجاد فرص عمل دائمة وكافية الدخل للشباب. 6- إتاحة الفرصة الكاملة للشباب للمشاركة في السياسات العامة للدولة وتنفيذها وتقييمها وتدعيم الاتجاه نحو اللا مركزية. 7- تدريب الشباب علي مهارات وواجبات وحقوق المواطنة وتعزيز التثقيف والتدريب علي حقوق الإنسان والممارسة الديمقراطية وتعميق ثقافة المبادرة والتطوع والمسئولية.