تحرص الأوطان الواعية علي تقوية الروابط والوئام بين أبنائها فذلك يؤدي إلي تضامنهم وتكافلهم. كما يكون حافزا قويا لهم في وحدة أهدافهم وحرصهم جميعا علي تحقيق كل هدف وطني نبيل بداية من الفوز في مباراة كروية وحتي عمارة الأرض وترقية الحياة علي كل أرض الوطن ومصر بتاريخها العريق. وحضارتها الفريدة واحدة من هذه الأوطان الواعية. ومما يقوي الروابط وينشر الوئام بين أبناء الوطن الاتفاق أو حتي التوافق علي محتوي ومضمون المصطلحات والمفاهيم السائدة بين المواطنين فماذا يراد أو يعني بمفهوم الإلحاد؟ - تكاد معاجم اللغة العربية تجمع علي أن معني الإلحاد هو: الطعن في الدين. والميل عنه ومن هنا يكون الملحد: هو الطاعن في الدين. والمائل عنه وجمعه "ملحدون" أو "ملاحدة" قال تعالي: "الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا". أما التربية فهي منظومة متكاملة ومتفاعلة تعد النشء علي التكيف والتفاعل مع المجتمع وما به من قضايا مختلفة ويسهم كل منهم في حل مشكلات الوطن. وعمارته وترقية الحياة فيه وتفاعل النشء مع غيرهم من أبناء الأوطان الأخري ومن هنا تحرص التربية ذات الفعالية علي تزويد أبناء الوطن بالمعلومات المفيدة. وإكسابهم المهارات والبناءة وتحصينهم بالميول والاتجاهات والقيم التي تحفظهم من الخطأ وتقيهم من الخطر وتسهم بفعالية في تحقيق ذواتهم. ثم يأتي الإعلام الذي تحرص الأوطان الواعية علي أن يكون إعلاما نقيا مفيدا حتي يسهم في بناء الإنسان الذي لا يقتصر نفعه علي وطنه فقط بل يكون وفق خير الناس أنفعهم للناس في كل زمان ومكان. وفي هذا المقال أحاول وبالله التوفيق أن أقدم للقاريء محتوي ومضمون المقال بحيث يكون واضحا ومحددا حتي يسهل علي القاريء إدراك أبعاده وأعماقه خلال المحاور الآتية: الإلحاد والدين: يعني بالدين هنا ديانات السماء اليهودية والمسيحية والإسلام خاتم هذه الديانات ويدين به زهاء مليار ونصف المليار من سكان الكرة الأرضية كما تدين به الأكثرية من سكان مصر أكثر من 90% والملحد قد يكون ملحدا باليهودية أو المسيحية أو الإسلام أو بكل دين سماوي ولعل ذلك يتبلور في العرض الموجز الآتي: وجد الإلحاد مع كل دين سماوي فهناك من يلحدون باليهودية فعذبوا موسي عليه السلام برغم أنه من أولي العزم كما كان هؤلاء الملحدون قساة مجرمين مع نبي الله عيسي عليه السلام وأمه مريم البتول العذراء وكثر الإلحاد باليهودية والمسيحية بينما في الإسلام لا يكون المسلم مسلما لا مؤمنا إلا إذا آمن بالمسيحية واليهودية وبالتوراة والإنجيل. ثم أشرقت شمس الإسلام علي الدنيا كلها وأيد الله العزيز الحكيم محمدا خاتم الأنبياء والمرسلين صلي الله عليه وسلم بالمعجزات الناطقة برغم ذلك كان الملحدون بالإسلام منذ شروق شمسه بمكة المكرمة وإلي اليوم وحتي يرث الله الأرض ومن عليها وما نقص الإسلام شيئا برغم من يلحدون. تنوعت الجماعات والفرق في أهدافها وفي أسمائها فكان المتأفقون وهم أشد خطرا من الملحدين وقال تعالي في سورة الأنفال: "وآخرين من دونهم لا تعلمونهم ثم كانت البهائية وهؤلاء البهائيون ملحدون بكل دين ومنذ سنوات قليلة ظهر في مصر عبدة الشيطان وكان للإعلام في مصر فيها دور يكاد يشبه دوره مع الملحدين الآن وخلاصة هذا المحور أن الإلحاد كمصطلح أو مفهوم وجد في كل دين سماوي ووجد أيضا الملحدون بكل الأديان وبرغم أنه اضمحل أو تضاءل أو اختفي المحلدون وبقيت وستبقي إن شاء الله ديانات السماء وخاتمها الإسلام الحنيف الذي ينمو ويزدهر في كل مكان كما نراه.