تعجبت من قسم طبيبة ابنة الداعية الصديق الشيخ هادي غلاب عندما سافرت مؤخرا الي الولاياتالمتحدة في بعثة علمية بأنها لن تعود الي مصر مرة أخري بسبب فساد المنظومة الطبية واحترام آدمية المريض فيها مقارنة بما رأته وعايشته في مصر والولاياتالمتحدة. دخلت مع الشيخ هادي في جدل كبير حول ما قررته ابنته التي عانت معه الامرين وهو مريض ظل الجبس في قدمه عشرين شهرا وخارت قواه من ¢ اللف والدوران بين مستشفيات التأمين الصحي في القاهرة والقليوبية وروي لي قصصاً وحكايات يشيب لها الوليد من متاجرة الأطباء بحالته المرضية وخاصة ان كسر ساقه تأثر بشيخوخته ولكنه لم يجد قلوبا رحيمة تحترم علمه الديني وشيخوخته.. ومازال مسلسل معاناته مستمرا في ظل الاستنزاف المستمر له حتي انه لم يعد لديه أمل في الشفاء بعد إصابته بهشاشة العظام. تذكرت قصة الشيخ هادي وابنته وأنا أعيش قصة معاناة يوم الأربعاء الماضي عندما أصيب أحد الأقارب في حادثة وتم نقله إلي المستشفي بعد قرابة الساعة التي ينزف فيها من رأسه وفمه وأذنه وأنفه وتم إجراء الإسعافات الأولية واثبت الإشاعات انه أصيب بكسر في الجمجمة ونزيف في المخ ويتطلب الأمر نقله إلي مستشفي بها رعاية مخ وأعصاب وتم تحويلنا في منتصف الليل إلي مستشفي الساحل التي رفضت استقباله لأنه لا توجد أسرة رعاية وأجهزة الأشعة معطلة فكتبوا تحويل إلي مستشفي الدمرداش اكبر مستشفي تعليمي فوجئنا بنفس الرد وزيادة وفي المستشفيين لم يتم إعطاء المريض شربة ماء وليس حقنة أو كبسولة او أي اسعاف حتي دخل المريض في غيبوبة من كثرة النزيف. نصحوني في مستشفي الدمراداش بالاتصال بغرفة الطوارئ في وزارة الصحة ليدلوني علي مستشفي بها سرير طوارئ باعتبار أن لديهم خريطة بمستشفيات مصر فاتصلت وعرفته بنفسي واخبروهم عن خطورة الحالة فوعدوني بالاتصال بمجرد ان يتم خلو سرير رعاية مخ وأعصاب في أي مستشفي علي مستوي الجمهورية ومن يومها حتي الآن لم يتصلوا وظهر في الصورة تجار المحنة الذين عرضوا مستشفيات خاصة وبسيطة التأمين 5آلاف جنيه والليلة علي السرير ب 500 جنيه فقط بدون علاج أو كشف.. وسط هذه المتاجرة وجدت نفسي أتذكر أول كلمة قالها المسعف ونحن نخرج من مستشفي قليوب ¢ لا تتعب نفسك سنخرج ونلف علي المستشفيات ونرجع هنا تاني ولن تجد سرير رعاية لأنني كعب داير في هذا الموضوع كل يوم ¢.. ومازال المريض بين الموت والحياة. تذكرت هذه المعاناة وقلت: بنت الشيخ هادي علي حق إذا كانت هذه قيمة روح الإنسان في مصر. ولكني راجعت نفسي ووجدت نقطة مضيئة وفكر ثاقب من الجمعية الشرعية التي قررت مؤخرا بناء مستشفيات ¢رعاية مركزة¢ ضمن مشروعاتها الصحية المجانية العملاقة التي تعد ملاذا للمرضي الفقراء لعل أرواحهم يكون لها ثمن.