حذر الخطباء والجماهير من استسهال بعض الأئمة والدعاة للاشتغال بمهن بجوار عملهم لزيادة دخولهم حتي لو كانت لا تتناسب مع الرسالة التي يحملونها .. وطالبوا مسئولي الأوقاف والأزهر بسرعة إقرار كادر الدعاة حتي يوفر لهم الحماية المادية اللازمة التي تكفيهم ذل العمل في مهن وضيعة لا تتناسب مع كونهم ورثة الأنبياء. في البداية يؤكد الشيخ مسعد الشايب . إمام وخطيب بأوقاف قليوب . أن العمل الشريف ليس عيبا ولا مانع من أن يلجأ الداعية إلي عمل يزيد به دخله بشرط أن لا يؤثر ذلك سلبا علي عمله الدعوي علي رسالته وعمله الأصلي كأن يقوم بافتتاح مكتب تحفيظ للقرآن في بيته أو مسجده أو يقوم بتدريس العلوم الشرعية في المعاهد الأزهرية أو مكتبة أو مطبعة إسلامية أو غيرها من المهن التي تفيد الداعية في عمله. ورفض الشيخ مسعد. استسلام بعض الدعاة ويعملوا في مهن لا تليق بالداعية مؤكدا أن هناك تحسنا مستمرا في مرتباتهم وبالتالي يمكن أن يكفيه المرتب إذا اخلص في عمله فسيجعل الله له فيه البركة وسيرزقه من حيث لا يحتسب لأنه سبحانه القائل ¢وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَي اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءي قَدْرًا.¢ تجربة عملية يشير الشيخ أيمن عواض . إمام وخطيب بأوقاف قليوب . إلي أن انه اضطر لتعلم مهنة ¢النقاشة¢ بعد تخرجه في كلية أصول الدين - جامعة الأزهر . وقبيل تعيينه خطيبا في وزارة الأوقاف بعد اجتيازه الاختبارات وذلك لأنه حرص أن لا يمنعه تعلم مهنة تعيينه علي متطلبات الحياة مواصلة الاطلاع وحفظ القرآن. وقال الشيخ أيمن عواض : بعد أن أكرمني الله بالتعيين إماما وخطيبا حاولت زيادة دخلي عن طريق جديد وهو تحفيظ القرآن الكريم في البيت أحيانا ومكاتب التحفيظ والحضانات أحيانا أخري وخاصة أن دخلي من الأوقاف لا يكفي احتياجات أسرتي المكونة من الزوجة وثلاثة أطفال لهم متطلباتهم المتزايدة يوما بعد يوم. ويحذر الشيخ أيمن . الدعاة من العمل في المهن اليدوية التي يكون فيها اختلاط كبير بالصنعية حيث يتأثرون بهم ويؤثرون فيهم وتصبح الكارثة إذا تأثر الداعية بأخلاق الصنيعية وأصبح مهني يجيد الخطابة وليس ¢خطيب يجيد مهنة¢ تساعده في تحمل أعباء الحياة. وأنهي الشيخ أيمن كلامه مؤكدا انه إذا كانت الحاجة ¢مرة¢ فإن ما يخسره الداعية من علمه وهيبته إمام الناس يفوق كثيرا ما قد يكسبه من مال من هذه المهنة . ولهذا فإن الحل هو تحسين رواتب الدعاة وعمل ¢ كادر خاص¢ لهم يغنيهم عن اللجوء إلي أي عمل آخر مهما كان لأنه لا يوجد مثيل للعمل الدعوي الذي يعد رسالة يكون القائم به من ورثة الأنبياء حيث قال صلي الله عليه وسلم ¢ إن العلماء ورثة الأنبياء. إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر¢. حث الشيخ مصطفي طه خطاب . أمام وخطيب بأوقاف القاهرة . الدعاة أن يبتعدوا عن امتهان أي مهنة تقلل من هيبتهم أمام الناس لأنه يحملون أفضل رسالة شرفهم الله بها هي تبليغ الدين حتي يكونوا ممن قال الله فيهم ¢ إِنَّمَا يَخْشَي اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزى غَفُورى ¢. وأكد الشيخ مصطفي طه . أن العمل الشريف ليس عيبا ولكن يجب أن يكون غير مؤثر علي هيبة الداعية كأن يقوم بتحفيظ القرآن وتعليم السنة النبوية أو العمل في مكتبة أو مطبعة إسلامية تمكنه من الاستزادة من العلم الذي الله رسوله صلي الله عليه وسلم وبالتالي أتباعه من المسلمين في كل عصر فقال الله تعالي¢وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا¢. وانهي مصطفي طه كلامه داعيا مسئولي الأوقاف وخاصة في عهد وزيرها الحالي الدكتور محمد مختار جمعة ان يواصل مسيرته في تحسين الأحوال المادية للدعاة وذلك بعد الزيادات التي قررها مؤخرا. مهنة مفيدة للدعوة يؤكد الشيخ احمد عاشور . إمام وخطيب بأوقاف قليوب . انه حرص علي تحسين دخله بما لا يتعارض مع عمله الأصلي كإمام وخطيب بالأوقاف فانتقي وظيفة مصحح لغوي في احدي دور النشر الإسلامية وبالتالي تحول العمل الجديد إلي وسيلة للاستزادة من العلم وليست مانعة منه كما هو الحال في بعض المهن التي قد يضطر الداعية إلي ممارستها تحت ضغط الحاجة المادية. وأشار الشيخ احمد عاشور. أن قيمة الداعية فيما لديه من علم يحفظ له هيبته بأن يكون عاملا بعلمه وناقله الي غيره مع العمل علي الاستزادة منه ما استطاع الي ذلك سبيلا حيث قال تعالي ¢ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ¢. وأبدي الشيخ أحمد حزنه الشديد علي قيام أي داعية بالعمل في مهنة لا تتناسب مع مكانته العلمية أو لا تعينه علي مستواه العلمي قبل المادي ولهذا فيجب أن تعمل وزارة الأوقاف علي التحسين المستمر للمستوي المادي للدعاة وعمل دراسة حالة ميدانية لأبنائها من الدعاة لحمايتها من العمل في مهن لا تتناسب مع ما يجب أن يكونوا عليه من هيبة. انتقاء المهنة يؤكد الشيخ جلال الشايب . انه عمل بعد تخرجه في كلية اللغة العربية خطيبا بالمكافأة لفترة وبالطبع لم يكن ما يتقاضاه منها يكفي احتياجاته لهذا بحث عن مهنة أخري في مجال الإعلام الإسلامي للاستفادة من تخصصه الدراسي بقسم الإعلام بكلية اللغة العربية وبالفعل وفقه الله للعمل بعدد من القنوات الإسلامية ثم مواقع وصحف ومجلات إسلامية مما كان له اثر ايجابي في زيادة معلوماته الثقافية عن الشأن المصري والعربي والإسلامي مما ساعده علي الخطابة بشكل غير تقليدي بل انه لم يكن - احيانا - في حاجة الي تحضير الخطبة نظرا لتتابع وتجدد الاحداث باستمرار. يقسم الشيخ جلال الشايب . العمل الذي قد يمارسه الداعية أو الخطيب الي جانب عمله كإمام إلي ثلاثة أنواع أولها : عمل ينتقص من هيبته وهو كل أقل مكانة اجتماعية من عمله الأصلي بالإضافة إلي عدم رابط بين وبين الاستزادة بالعلم وهنا يكون الهم الأول للخطيب هو الإلمام بالخطبة بأي وسيلة فقط ولهذا فهو يدفع ضريبة ذلك من هيبته ومكانته العلمية وخاصة انه يحمل أشرف علم في الوجود وهو العلم الشرعي . النوع الثاني من المهن ما يكون له صلة بالعلوم الشرعية مثل العمل في الإعلام الإسلامي أو المكتبات أو التدريس في مدارس او معاهد خاصة بنظام الحصة أو افتتاح مكتب لتحفيظ القرآن الكريم سواء منزله أو مسجده وهنا تكون المهنة مفيدة للداعية لوجود رابط بينهما مما يجعل الإمام يفيد غيره . ويستفيد هو ماديا من هذه المهنة . النوع الثالث من المهن أن يقوم الإمام بعمل مشروع صغير خاص به أي لا يعمل لدي غيره وهنا تكون مهمته في اختيار مشروع يرتبط إلي حد ما بعمله الدعوي. العمل بالمعاهد يشير الشيخ خالد عبد الله قاسم . إمام وخطيب بأوقاف قليوب . ويعمل مدرس بالحصة في تحفيظ القرآن الكريم بأحد المعاهد الخاصة .الي أن غالبية الدعاة لا يكفيهم راتبهم وخاصة في ظل ارتفاع الأسعار وعدم وفاء الدولة معهم بوعدها بعمل كادر خاص لهم منذ سنوات تعود الي ما قبل الثورة مما جعل بعض الدعاة يبحث عن عمل أو مهنة تساعده علي الوفاء باحتياجاته واحتياجات أسرته وقد يوفقه الله ويجد عملا يتناسب مع عمله كإمام وخطيب وقد لا يوفق بالإضافة الي تأثير الإمام وتأثره بالبيئة الموجود بها من حيث المهن المتاحة. وأوضح الشيخ خالد انه يجب علي الداعية ان يحافظ قدر الإمكان علي هيبته ومكانتهپقال الله تعالي¢ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتي وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرى¢ وقوله صلي الله عليه وسلم ¢فضل العالم علي العابد كفضلي علي أدناكم ¢ قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ¢ إن الله وملائكته. وأهل السموات والأرض . وحتي النملة في جُحرها.وحتي الحوت ليصلون علي معلمي الناس الخير¢. دعاة المستقبل التقت "عقيدتي" مع طلاب جامعة الأزهر باعتبارهم دعاة المستقبل للتعرف علي الطالب بالفرقة الأولي بكلية الشريعة والقانون: الداعية الذي يمتهن مهنة بجانب عمله الدعوي لا يثق فيه الناس ولا يثقون في الفتوي التي تصدر منه كما ان عمله المهني يمنعه من القراءة والاطلاع ويحول بين تفرغه للدعوة. وأشار رضوان نوح.. الطالب بكلية أصول الدين الي أنه لا حرج في أن يجمع الداعية بين عمله بالدعوة وأي مهنة أخري طالما انها مهنة شريفة وتدر عليه دخلا حلالا.. فكلنا يعرف الرواتب المتدنية التي يتقاضاها الدعاة والتي لا تكفيهم ولا أسرهم.. فالداعية معذور فهو لم يقبل علي العمل بغير الدعوة برغبته وانما رغما عنه.. لذا نطالب بتحقيق كادر الدعاة الذي يحفظ لهم كرامتهم وهيبتهم بين الناس. وقال محمد نوفل الطالب بكلية الشريعة: كنت أتمني من الدولة أن ترعي الدعاة والخطباء رعاية كاملة وتوفر لهم كافة متطلباتهم لأن هذا من مسئوليتها الأولي.. أما ان تترك الدعاة يتسولون ويعملون بأعمال حقيرة ومتدنية تنال من كرامتهم وتحط من شأنهم وتشكك الناس في علمهم واذا كان ولا مفر من تحسين الداعية لدخله فيمكنه اعطاء دروس دينية أو دروس تحفيظ قرآن لتحسين دخله. أبدي عبدالرحمن محمد الطالب بكلية الشريعة عدم ممانعته لعمل الدعاة بالمهن المختلفة قائلا: لا حرج في أن يعمل الداعية في أي مهنة شريفة فالنبي صلي الله عليه وسلم كان قبل نزول الوحي عليه كان راعيا للغنم ويعمل بالتجارة كما ان أنبياء الله كانوا يجمعون بين الدعوة والعمل فمثلا نبي الله نوح عليه السلام كان نجارا وسيدنا داود عليه السلام كان حدادا. وأضاف: الداعية سلوكا وأفعالا وليس أقوالا وخطبا وامتهان الداعية لأي مهنة يزيد من هذه المهنة ويحسن من أخلاق أصحابها لأنه بذلك يرسي قواعد عظيمة انه داعية وتاجر صادق غير غشاش فلا تعارض بين الدعوة وأي مهنة أخري. واختلف معه صديقه محمد بدوي ابراهيم قائلا: الأولي والأفضل للداعية التفرغ للدعوة حتي يظل محتفظا باحترام الناس له ومكانة الداعية التي هي من مكانة العلماء والأنبياء لأن المهن المختلفة شابها اللغط والكذب ولاشك انها ستنال من هيبة الداعية.