الأزهر الشريف في مناهجه يدعو إلي التعددية الفكرية والتنوع الفقهي في المجتمع المسلم. ويواصل حوار الحضارات مع أهل الكتاب خاصة المسيحيين. وهذه محمدة للمرجعية الاسلامية الكبري المعتمدة المعتبرة ولله المنة والفضل والتقريب بين المذاهب الاسلامية أولي وأهم: * والحق أن تراثنا التاريخي الاسلامي بحاجة إلي قراءة منصفة دقيقة عميقة عادلة لإعطاء كل ذي حق حقه. بعيدا عن مرويات معظمها كتب في غير عهده السياسي بل فيما يليه مما يفقده التجرد والموضوعية والواقعية مما ساهم إلي حد كبير الي مباديء تراثية متوارثة صارت مسلمات منها ما يؤجج الصراع الفكري والعرقي والطائفي. والمشهدين مذاهب "السنة والشيعة" لا يحتاج إلي براهين وما بين بعض أهل السنة كالحنابلة وبين الاباضية لا يفتقر الي أدلة. ومما يبعث علي الغرابة والنكارة معا ان تتسع صدور وتفسح عقول لحوار اديان وملل والأصوب حوار حضارات أو ثقافات لان الاديان والملل لا يفيد فيها وبينها حوارات وتغلق مساعي التقريب بين مذاهب اسلامية معاصرة: السنة. والشيعة: الامامية والزيدية. والاباضية. كلها تتفق في الأصول العامة لمكونات الدين الحق: الايمانيات والعمليات والاحسانات. وإن كانت لها رؤي في أصول وفروع مبادئ أو أدبيات مذهبية. قد كانت مساع مشكورة للتقريب بين هذه المذاهب الاسلامية فيما يعرف بالتقريب ومن رواد ذلك الامام الراحل مولانا الشيخ محمود شلتوت رحمة الله تعالي عليه بفتوي شهيرة وآراء علمية منها: 1 "إن الإسلام لا يوجب علي أحد من اتباعه اتباع مذهب معين بل نقول: إن لكل مسلم الحق في أن يقلد باديء بدء أي مذهب من المذاهب المنقولة نقلا صحيحا والمدونة احكامها في كتبها الخاصة ولمن قلد مذهبا من هذه المذاهب ان ينتقل إلي غيره. ولا حرج عليه في شيء من ذلك. وأن مذهب الجعفرية المعروف بمذهب الشيعة الامامية الاثنا عشرية مذهب يجوز التعبد به شرعا كسائر مذاهب. فينبغي للمسلمين ان يعرفوا ذلك. وان يتخلصوا من العصبية بغير الحق لمذاهب معينة. فما كان دين الله. وما كانت شريعته بتابعة لمذهب. أو مقصورة علي مذهب. فالكل مجتهدون مقبولون عند الله تعالي يجوز لمن ليس أهلا للنظر والاجتهاد تقليدهم والعمل بما يقررونه في فقهم ولا فرق في ذلك بين عبادات ومعاملات. 2 لسنا حريصين علي أن تكون دراستنا في الأزهر لمجرد العلم والتحصيل. انما نحن ندرس للاستيعاب والفهم. ثم التطبيق والعمل بكل ما يمكن العمل به. وفقه الشيعة مأخوذ ببعض احكامه في كثير من القانون عندنا وكثير من علمائنا عمل ببعض أحكام العبادات عندهم ونحن انما نرجع الي الكتاب والسنة فمتي لم يخالف الرأي اصلا من الاصول الاسلامية الصحيحة ولم يتعارض مع نص شرعي فلا بأس من تطبيقه والاخذ به وذلك هو التقريب المنشود والتيسير المرجو. فدعوة "التقريب" بين المذاهب الاسلامية دعوة مباركة طيبة. ترسخ الاخوة الايمانية الإسلامية. والزمالة العلمية. والوحدة الاسلامية. والنصوص الشرعية متوافرة. والشواهد متكاثرة. والاستنباطات متعاضدة.