سموات سبع شداد. وسقف محفوظ. وشمس وقمر. ونجوم مسخرات. معين من طاقة السراج الوهاج. وشجرة للطاقة أنشأها الله. وسحاب مسخر بين السماء والأرض. وطير يمرح في جو السماء. وقبة سماوية تبهج البصر. وبناء محكم للسماء. وغلاف جوي تستنشق منه الخلائق بالأوكسجين. وتأخذ منه النباتات ثاني أكسيد الكربون وتحوله إلي خشب يصدر الطاقة. وتحترق فيه الشهب فلا تصيب الأرض. وسماء ذات رجع للماء وللأشعة الضارة بالإنسان. وعلي وجه العموم سماء بل سموات. بأبراجها ومجراتها وعوالمها ما عرفنا منها وما لم نعرف. مسخرة لذلك المخلوق الذي استخلفه ربه في الأرض. مَا تَرَي فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتي "الملك:3" انظر النظرة الأولي واتبعها بالثانية ثم اتبع النظرتين بنظرات. نظرك عليل وحسير. فلا يوجد في خلق الرحمن من تفاوت. بل استواء منزه عن كل نقص وعيب. ولكنا نري في السماء صراعا بين البشر علي حرب النجوم. وتجارب نووية مهلكة في الأرض وفي السماء. وثقبا لطبقة مهمة من طبقات الغلاف الجوي. وسموما من الغازات تلوث الهواء. وفسادا في الهواء بما كسبت أيدي الناس. أما الأرض فقد وضعها الله للأنام. وكل شيء فيها بمقدار. جعلت فيها الرواسي. وبورك فيها. وأودع فيها خالقها العظيم أرزاقها. ودحاها. وأخرج منها الماء والمرعي. وشق فيها الأنهار. وسخر فيها البحار. وألقي فيها الرواسي. وذرأ فيها الثروات. فهي الفراش والمهاد. وهي المستقر والمستودع وعليها وفيها بُثت الدواب. أنعامها دفء ومتاع وأثاث ومأكل ومشرب. ومن دوابها ركوب. فيها من كل زوج بهيج. ماؤها هو الحياة. خلق الله كل ما فيها صالحا. فلماذا أفسدت أيها الإنسان ذلك الصلاح فاستنزفت ثرواتها استنزافا. ولوثت هواءها ومياهها تلويثا وها أنت أيها الإنسان. تغير في مخلوقاتها. أمرك ربك ألا تفسد فيها فأفسدت. فظهر الفساد في البر والبحر. وكنت أنت السبب. فتجرع صنيعك. ذق ما كسبت. وأي كسب جعلك تضحي بالهواء فتلوثه. وبالماء العذب فتفسده. وبأزواج النبات البهيج فتحرق وتقطع الأشجار والغابات. وتأتي علي التربة الخيرة فتجرفها. خير ربك إليك نازل وشرك إليه صاعد. أيها الإنسان الكادح البائس هل لك غير الأرض موئلاً. ليس أمامكم أيها المفسدون إلا أن تمدِدُوا بسبب إلي السماء. فما هو المخرج من ذلك النفق المظلم الذي حفرته لنفسك؟ المخرج العودة إلي ربك. وها نحن في تلك السطور نلقي الضوء علي مشاكل تلوث البيئة. وطرق إصلاحها في هدي القرآن وضوء العلم.