درست اللغة العربية بعد الشريعة.. لأخدم الإنشاد والابتهالات يعد الشيخ إسلام السرساوي من الأصوات العذبة الندية التي فرضت نفسها علي الساحة مؤخراً فرغم صغر سنه إلا أنه يؤدي القصائد الدينية بمهارة فائقة مما جعله يجذب كل من استمع إليه.. وحين سألنا العديد من المتخصصين في مجال الابتهالات والمقامات الصوتية عن مستقبله أجاب فضيلة الشيخ عبدالرحيم دويدار المبتهل بالإذاعة والدكتور طه عبدالوهاب خبير الأصوات والمقامات الموسيقية إجابة مبشرة مؤكدين أنه من الأصوات الواعدة التي تدل علي استمرارية تعاقب النجوم التي تبدع وتتألق في هذا المجال أمثال العظماء من المشايخ الفشني والنقشبندي وطوبار وعلي محمود وغيرهم.. ومصداقاً لقول سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم في حديثه الشريف: "الخير في وفي أمتي إلي يوم القيامة" لذا فاننا نجد بين الحين والحين أن مصر "ولادة" كما يقولون في جميع مناحي الحياة وها هو الشيخ إسلام السرساوي تظهر موهبته بقوة عندما قامت الهجمة الشرسة علي سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم ويشارك في دار الأوبرا في عمل كبير وينشد ثمانية قصائد لدفع الاساءة عن الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم مما أذهل الحضور بالمسرح الكبير بالأوبرا ويصفقون له طويلاً في أوبريت "محمد رسول الحق" رداً علي الفيلم المسييء. "عقيدتي" التقت المبتهل الشيخ إسلام محمود السرساوي المولود في 9/12/1987م بقرية جريس أشمون منوفية وأجرت معه الحوار التالي: * متي ظهرت موهبتك ولمن تدين بالفضل؟ * * بحمد الله تعالي ظهرت موهبتي عندما ألحقني والدي لأتعلم بالأزهر الشريف بعدما حفظت القرآن الكريم وجودته علي يد فضيلة الشيخ فاروق حمودة حيث تألقت في طابور الصباح بالمعهد بإلقاء القصائد الدينية التي كنت أحفظها من والدي منذ نعومة أظفاري. وأذكر انني حينما تألقت في المرحلة الابتدائية بالمعهد ان فوجئت بجميع من بالمعهد يشجعونني علي أن آتي بالجديد مما جعل والدي يحضر لي النصوص في مدح سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم لأحفظها ثم أؤديها في طابور الصباح ومع مرور الوقت ازدت ثقة وثقلاً وخبرة إلي أن جاء احتفال الأزهر الشريف بمناسبة المولد النبوي الشريف التابع للمنطقة الأزهرية بالمنوفية الذي حضره المحافظ حيث فوجئت بالزغاريد تتعالي ابتهاجاً وفرحاً بسيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم أثناء تقديمي لوصلة الابتهالات والمدائح النبوية. أدين بالفضل لله ابتداء ثم لوالدي ثم لخالي الشيخ رضوان شاهين الذين شجعوني كثيراً وهيئوا لي فرصة الظهور القوي واذكر ان خالي كان شيخاً بمعهد قريتنا مما جعلني أتألق في ظل وجوده دراسياً وفي طابور الصباح. * وماذا عن دراستكم وهل أثقلتم بها علم الانشاد والقصائد؟ * * بحمد الله حرصت علي أن أكرس كل وقتي وجهدي لخدمة هذا العلم حيث قمت بعد حصولي علي ليسانس الشريعة الإسلامية من كلية الشريعة والقانون بالالتحاق بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة لدراسة اللغة العربية باتقان وحتي أتمكن من مادتي في المستقبل وهي الابتهالات والانشاد والمدائح النبوية لدرجة انني حينما عرض علي السفر للعديد من الدول لاحياء ليالي شهر رمضان المعظم رفضت حتي لاضيع الفرصة حيث خشيت أن أهمل التعليم بسبب سفري. * وبمن تأثرت في مجال القرآن والابتهالات؟ * * تأثرت في مجال تلاوة القرآن الكريم بمدرستين كبيرتين في دنيا التلاوة هما فضيلة القاريء العالم الشيخ مصطفي إسماعيل وفضيلة القاريء العملاق الشيخ محمد عبدالعزيز حصان أما في مجال الابتهالات فقد تأثرت بأكبر مدرستين علي الاطلاق في دنيا الابتهالات الشيخ طه الفشني والشيخ محمد عمران وأري انني بسبب تقليدي لهما والسير علي نهجهما أعتبر نفسي مع الكبار في هذا المجال حتي أنني أحلم أن أكون مثهلما في يوم من الأيام إن شاء الله. * وماذا عن دراستك لعلم المقامات وظهورك بالإعلام؟ * * أقول إنني ظللت أتنقل بين خبراء النغم لأنهل من كل واحد منهم حتي انتهي بي المطاف إلي خبير المقامات الدكتور طه عبدالوهاب الذي أدركت مفهوم المقامات علي يديه حيث لاحظته وهو يلقي الدرس عدم استخدامه لآلات الموسيقي بل يقوم بالتلقين الصوتي مثل الشيخ الذي يحفظ التلاميذ القرآن وعند ظهوري بالإعلام فما من أسبوع يمر إلا وأدعي لأبتهل في القنوات الأرضية والفضائية وربما أقل من أسبوع وبحمد الله أشارك في أمسيات إذاعة وسط الدلتا بصفة مستمرة وأدعو ربي أن تنعقد اللجنة حتي يصدر قرار اعتمادي بالإذاعة والتليفزيون فقد اخطرنا بأن اللجنة متوقفة بسبب ما يجري في مصر حالياً من أحداث. * وماذا عن أهم التكريمات وأمنية تتمناها تتحقق؟ * * التكريم الأول في حياتي يوم أن وهبني والدي للقرآن والعلم وأعتبر يوم وقفت علي مسرح الأوبرا الكبير لأدفع الاساءة عن رسول الله صلي الله عليه وسلم لمن أهم التكريمات في حياتي حيث القيت عدد 8 قصائد في الرسول صلي الله عليه وسلم مما وجدت تشجيعاً من الحضور وتصفيقاً يفوق الوصف ووجدتهم يكرمونني في ختام الحفل وسط سقوط الدموع من عيني فرحاً.. والتكريمات التي حصلت عليها كثيرة ومتعددة لدرجة انني لم أعد استطيع حصرها أو عدها ولكن أذكر أول تكريم حين كرمني محافظ المنوفية في أزهر المنوفية وأنا في المرحلة الابتدائية. أما عن أمنيتي العامة أتمني من الله عزوجل أن يحفظ لنا مصرنا من كيد الكائدين وأن يعيد إليها الريادة والأمن والأمان وعن أمنيتي الخاصة فقد أشرت إليها سابقاً وهي اعتمادي كمبتهل بالإذاعة والتليفزيون قريباً جداً إن شاء الله.