خلق الله السماوات والأرض بالحق. وعلي العلماء أولا أن يعرفوا تلك الحقائق. ثم يتدبروها حتي يستفيدوا منها في أبحاث علوم الفلك والكونيات. فإلي الباحثين عن بداية الكون. القرآن يقول لهم إن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقه الله. وإلي الباحثين عن نهاية الكون. القرآن يقول لهم إن السماء ستطوي كطي السجل للكتب وأن الأرض ستقبض. وإلي المشتغلين بالبحث عن المادة الأصلية للسماء.القرآن يقول إنها الدخان. كما أن القرآن يخبرنا عن حالة الكون منذ لحظة الفتق إلي ما قبل الطي بأنه في توسع دائم. ولا يجب أن يقول العلماء باتساع الكون بل يستخدموا ألفاظ القرآن اتساع السماء. وهذا كنز عظيم عن تطور خلق السماوات والأرض نهديه إلي علم الكسمولوجيا. وهي المراحل الثلاث الواردة في سورة فصلت. من المؤكد أن العلماء لم يتوصلوا إلي معاني السماوات التي وردت في القرآن من حيث عددها وهيئتها وأبوابها ومعارجها وشدتها وأمرها وعمدها والقوي التي تمسكها. وحبكها. وزينتها. وبروجها. وسقفها. والبينية بينها. ورجعها. والتصعد والعروج فيها. والنفاذ من أقطارها. وركوب أطباقها. وجريان شمسها. وأيام خلقها. وهوي نجمها. ونجمها الطارق والثاقب. ونجومها الخنس الكنس. وأراضيها السبع... إلخ. اما بالنسبة لخلق الأرض ذات الصدع فهذا قسم عظيم: وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ الطارق: .لن أزيد في بيان إعجاز القرآن إلا أن أشير إلي أن علماء الجيولوجيا. قد اكتشفوا حقيقتين عن صدوع الأرض: الأولي منهما اكتشفت مع بداية تطوُّر علم الجيولوجيا. وهي أن الصدوع تكون عنصرًا أساسيًّا في بنيان الأرض. فما من مكان في الأرض إلا وبه صدوع» إما ظاهرة علي سطحها. أو مرسومة في داخل غلافها الصخري. تُمزقه إلي قطعي كبيرة وأخري صغيرة. والحقيقة الثانية اكتشفت بعد عام 1962م. وهي وجود منظومة هائلة من الصدوع تقطع أطول سلسلة جبال العالم. والتي توجد في المحيطات عبر منتصفات قيعانها "أحيد وسط المحيطات". وتمتد لمسافة قرابة الثمانين ألف من الكيلومترات.تلك الأحيد بشقوق تصل إلي وشاح الأرض. فتصعد الحِمم من جوف الأرض» لتجعل البحر دائمًا مسجورًا بالنار. قسمان عظيمان» هما: وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ الطارق:. وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ الطور: .قسمان عظيمان. واللهِ الذي أقسم بهما هو الله الأعظم. نعوذ بالله من شرورهما ونسأله من خيرهما!