رغم أن العيد يأتي هذا العام في ظروف استثنائية حيث الانقسام بين أفراد المجتمع حتي وصل الأمر إلي أن زوجة تخلع زوجها الإخواني لانها لم تعد تستطيع العيش معه. وزوج إخواني يعذب زوجته لانها قامت بتشغيله أغنية "تسلم الأيادي" وزوجة إخوانية تطلب الطلاق من زوجها "الفلول" لأن المعيشة بينهما أصبحت مستحيلة. ليست الأسر وحدها التي تعيش علي صفيح ساخن وإنما المجتمع كله يغلي وتسوده حالة الضبابية لأننا لم نصبح علي قلب رجل واحد أو حتي آمالنا لبلدنا متقاربة. قد يري البعض ذلك ظاهرة إيجابية حيث يتم التمايز بين من يحب الوطن حقيقة ومن يحبونه من خلال الشعارات والأغاني فقط حتي وان تناقضت أقوالهم مع أفعالهم ودخلوا في زمرة المنافقين حيث ينطبق عليهم قول الله سبحانه وتعالي: "يا أيها الذين آمنوا لِمَ تقولون ما لا تفعلون. كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون". أيها السادة ونحن اليوم في عيد في حاجة إلي مراجعة النفس وعمل مراجعات صادقة لبناء مستقبل أفضل لكل أبناء الوطن حتي لا يكون عيدنا كمن قال فيهم المتنبي يوم العيد: عيد بأية حال عُدت يا عيد.. بما مضي أم بأمر فيك تجديد أما الأحبة فالبيداء دونهم.. فليت دونك بيداً دونها بيد يمر الشعب المصري بحالة غير مسبوقة من الانقسام حتي تفرقوا في يوم أعيادهم بدليل ما حدث يوم السادس من أكتوبر وما هو مرشح أن يحدث اليوم في ظل دعوات البعض إلي التظاهر وإفساد فرحة العيد ليطال الانقسام كل شيء في حياتنا. وأخشي أن نصل إلي درجة المخالفين لكل ما أمر الله به فنكون ممن غضب عليهم فمثلاً أين نحن من الأوامر الإلهية: يقول الله سبحانه وتعالي: "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً وكنتم علي شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون". قوله تعالي: "وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين". قوله تعالي: "إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء إنما أمرهم إلي الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون". عن أبي مسعود الأنصاري قال: كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يمسح مناكبنا في الصلاة ويقول: "لا تختلفوا فتختلف قلوبكم ليليني منكم أولو الأحلام والنهي. ثم الذين يلونهم. ثم الذين يلونهم". قال أبو مسعود: فأنتم اليوم أشد اختلافاً. كلمات باقية: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "توشك الأمم أن تتداعي عليكم كما تداعي الأكلة إلي قصعتها فقال قائل ومن قلة نحن يومئذ قال بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن فقال قائل يا رسول الله وما الوهن قال: حب الدنيا وكراهية الموت".