* علي عبدالرحمن من منيا القمح شرقية: ما هي الدرجة التي وردت في قوله تعالي: "وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم". ** يقول د.محمد نجيب عوضين الأمين العام للمجلس الأعلي للشئون الإسلامية السابق: هذه الآية تعالج وضعا في العلاقة الزوجية وهو وضع الطلاق والانفصال بين الزوج والزوجة فقد سبق هذا الجزء من الآية قوله تعالي: "ولبعولتهن أحق بردهن في ذلك إن أرادوا إصلاحا ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف" فوضع الطلاق يشوبه التوتر والانفعال من غضب ورغبة في التشفي والانتقام والتعريض بما دار خلال الحياة الزوجية ولما كان الإسلام منهج حياة ويحرص علي المعاملة الحسنة بين الناس وبخاصة لو كانت قد بنيت علي ميثاق غليظ وعهد كريم كعقد الزواج والمرأة خلال وبعد طلاقها تكون أشد توترا وانفعالا سواء كان الأمر بيدها وبسببها أو من جانب الزوج. لهذا كانت واجبات ومسئوليات الزوج خلال هذه الفترة العصيبة أكثر من المرأة فأعطت الرجل بعد هدوئه حق مراجعة زوجته في الطلاق الرجعي خلال العدة تصديقا لقوله تعالي: ولبعولتهن أحق بردهن في ذلك إن أرادوا إصلاحا". ثم جاء مفهوم "الدرجة" التي يسأل المستمع عن دلالتها في قوله تعالي "وللرجال عليهن درجة" أي زيادة في الواجبات الملقاة علي عاتقه عن حسن المعاملة فالقرآن لم يكتف بالمماثلة في المعاملة بين الزوجين أنه يطلب من الزواج أن يكون في الفرقة محسنا كما كان في العشرة محسنا لقوله تعالي: "الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان" كما يطلب منه أن يكرم المرأة بالتسامح كما في تركه لنصف المهر إن طلق المرأة قبل الدخول بها وهذا من جانب الرجل وليس من جانب المرأة. كما يقدم لها متعة إن طلقت بسببه كما في قوله تعالي: "ومتعوهن علي الموسع قدره وعلي المقتر قدره متاعا بالمعروف حقا علي المحسنين". كما نصحه المولي عز وجل عامة بقوله: "ولا تنسوا الفضل بينكم إن الله بما تعملون بصير". فالدرجة ليست درجة تمييز وإنما تكليف بالمزيد من الإحسان علي الرجل لصالح المرأة.