العيد فرحة.. العيد بهجة للغني والفقير.. الغني يفرح ويخرج صدقة الفطر.. والفقير يفرح ويحصل عليها. صدقة الفطر.. فرض شرعه الله لإغناء المساكين عن السؤال في العيد. ورغم تحديدها وحسمها فقهياً. إلا ان هناك مستجدات.. وأموراً استوجبت الاجتهاد فيها. يوضح د. علي جمعة مفتي الجمهورية السابق هذه الشعيرة ويقول: زكاة الفطر يجب إخراجها علي المسلم قبل عيد الفطر بمقدار محدد - صاع من غالب قوت البلد - علي كل نفس من المسلمين. لحديث بن عمر رضي الله عنه "ان رسول الله صلي الله عليه وسلم فرض زكاة الفطر في رمضان علي الناس صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير علي كل حر أو عبد ذكر أو أنثي من المسلمين". ويخرجها العائل عمن تلزمه نفقته. وشرعها الله تعالي طهرة للصائم من اللغو والرفث وإغناء للمساكين عن السؤال في يوم العيد الذي يفرح المسلمون بقدومه. حيث قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "أغنوهم عن طواف هذا اليوم". يضيف د. علي جمعة: تجب زكاة الفطر بدخول فجر يوم العيد عند الحنفية. بينما يري الشافعية والحنابلة أنها تجب بغروب شمس آخر يوم من رمضان وأجاز المالكية والحنابلة إخراجها قبل وقتها بيوم أو يومين. فقد كان ابن عمر رضي الله عنهما لا يري بذلك بأساً إذا جلس من يقبض زكاة الفطر. وورد عن الحسن أنه لا يري بأساً ان يعجل الرجل صدقة الفطر قبل الفطر بيوم أو يومين. ولا مانع شرعاً من تعجيل زكاة الفطر من أول دخول رمضان. كما هو الصحيح عند الشافعية لانها تجب بسببين: بصوم رمضان والفطر منه. فإذا أوجد أحدهما جاز تقديمه علي الآخر. قال: زكاة الفطر تخرج للفقراء والمساكين وكذلك باقي الأصناف الثمانية التي ذكرها الله تعالي في آية مصارف الزكاة "إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم". يجوز ان يعطي الإنسان زكاة فطره لشخص واحد كما يجوز له ان يوزعها علي أكثر من شخص. إخراجها قيمة يري البعض ان إخراج صدقة الفطر من قمح أو دقيق أو أرز لا قيمة لها في العيد في هذا العصر ويري هؤلاء ان إخراجها نقوداً أفضل وانسب. * د. علي جمعة يؤيد هذا الرأي ويقول: إخراج زكاة الفطر هو الأصل المنصوص عليه في السنة النبوية المطهرة وعليه جمهور فقهاء المذاهب الا ان إخراجها بالقيمة أمر جائز ومجزئ وبه قال فقهاء الحنفية. وجماعة من التابعين وطائفة من أهل العلم قديماً وحديثاً.. وهذا هو الذي عليه الفتوي الآن لأن مقصود الزكاة الأغنياء. وهو يحصل بالقيمة والتي هي أقرب إلي منفعة الفقير. لأنه يتمكن بها من شراء ما يحتاج إليه. تساؤلات حائرة وهناك تساؤلات أخري تشغل ذهن العامة منها علي سبيل المثال. * إذا كانت زكاة الفطر واجبة علي كل المسلمين.. فهل علي المساجين زكاة. يقول د. علي جمعة: وزكاة الفطر واجبة عن كل مسجون لأنهم أحياء. وعليهم زكاة. ولكن هم أنفسهم لا يستطيعون إخراجها لأنهم في حالة أسر. ولذلك من الممكن ان يخرجها عن المسجون أهله. أو المسجون نفسه حسبما يقوم به داخل السجن فهناك مساجين يعملون في السجن في عدة مهن وتقوم إدارة السجن بصرف رواتب لهم. يمكن ان يتم فتح هذا الأمر زكاة الفطر عن المسجونين مع مصلحة السجون فإن رأت قدرتها في الدفع فعلت وإن لم يتيسر لها فلها الخيار. ولا تجبر الداخلية علي دفع زكاة فطر المسجونين. طلاب البعوث * هناك اشكالية فجرها طلاب البعوث الإسلامية بالأزهر الذين قالوا: اننا طلاب علي منحة من الأزهر فلابد علي الأزهر ان يخرج زكاة فطرنا. * يقول الشيخ علي عبدالباقي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر: زكاة الفطر واجبة علي من يملك قوت يومه. ويأخذها الفقير والمساكين وباقي مصارف الزكاة.. أما بالنسبة لطلاب مدينة البعوث الإسلامية بالأزهر والذين استقدمهم الأزهر من بلادهم ليتعلموا علوم الإسلام علي نفقة الأزهر تعليماً وإعاشة ولذلك فمنحة الأزهر ليست عبالة. وإنما هي مكافأة علي طلب العلم والأزهر ليس مكلفاً بأن يخرج عنهم زكاة الفطر. الهيئات الخيرية * رغم تعاطف أغنياءالمسلمين مع الهيئات الخيرية الا ان بعضها يطالب بالحصول علي زكاة الفطر والقيام بتوزيعها. * يقول د. عبدالله الصبان - أستاذ الحديث بجامعة الأزهر: زكاة الفطر لها حكم بالغة أهمها: شأن المسلم ان يشكر نعمة الله عليه. ويعيش مع الناس يحس بإحساسهم ويتجاوب مع مشاعرهم. والزكاة لون من ألوان شكر النعمة والمساهمة في اشاعة البسمة والسرور علي قلوب المحرومين والبؤساء. ومناسبة شهر رمضان وعيد الفطر أدعي لأن يتعاون المسلمون ويتكافلوا ويظهروا جميعاً بمظهر الأخوة الدينية العامة. اضف إلي هذه الحكم زكاة الفطر لشهر رمضان.. كسجدة السهو للصلاة. تجبر نقصان الصوم كما يجبر السجود نقصان الصلاة. زكاة الفطر محددة في المقدار والمصادر في الموعد ولذلك يجوز اعطاء زكاة الفطر لهيئة خيرية تكون كوكيل عن صاحب الزكاة بشرط ان يتم توزيعها قبل صلاة العيد. وعلي الفقراء والمساكين. زكاة للمعتصمين * مع كثرة الاعتصامات في المجتمع المصري الآن.. ووجود اعتصام شبه دائم في رابعة العدوية. والنهضة فهل من الجائز ان نخرج زكاة فطرنا لمعتصمي رابعة العدوية والنهضة؟ * يقول الشيخ عادل أبوالعباس عضو لجنة الفتوي بالأزهر: صدقة الفطر من الصدقات التي أكد عليها رسول الله صلي الله عليه وسلم حيث عبر عنها الصحابي بقوله: فرض رسول الله صلي الله عليه وسلم صدقة الفطر علي كل مسلم ومسلمة. ولفظ "الفرض" لا يطلق إلا علي الشيء المؤكد الذي أكده الله عز وجل ورسوله صلي الله عليه وسلم وهي - زكاة الفطر - تخرج كل عام في رمضان من غالب قوت أهل البلد. ويمكن ان نخرجها قيمة. كما قال بذلك كثير من العلماء. وهي تساوي صاعاً وقدر العلماء الصاع بأنه قدر كفي الرجل وتبين أي ما يعادل 2.4 من الكيلوهات. وأضاف أبوالعباس: زكاة الفطر تجب لفقراء المسلمين. ومنهم المعتصمون في شتي ميادين دون تفرقة بين معتصم وآخر أو معتصم هنا أو هناك. فليست العبرة بالاختلافات السياسية. وانما العبرة باطعام المحتاج والفقير في أي موقع كان. تجوز صدقة الفطر علي المعتصمين لأنهم خارج بيوتهم. فهي تشبه موائد الرحمن التي يأكل منها ابن السبيل. وعابر الطريق والعائد من عمله متأخراً والمعتصم السلمي صاحب قضية حتي وان اختلفت الآراء فالإسلام قرر انه إذا فاضت زكاة المسلمين وشبعوا منها جاز اعطاؤها لأهل الذمة الفقراء. لأنهم من أبناء الدولة التي أقر الإسلام برهم والإحسان إليهم.