ويتجلي الإعجاز العلمي في: 1- قطع الأرض المتجاورات: وَفِي الْأَرْضِ قِطَعى مُتَجَاوِرَاتى "الرعد: 4".توصل العلماء حديثًا إلي اكتشاف أن قشرة الأرض تتكون من عدة قطع متجاورة. وفي الأرض حُددت قطع كبري وأخري صغري متجاورات. واكتُشِف أيضًا أن تلك القطع تتميز بنشاط حركي عند أطرافها. وتلك الكشوف الجيولوجية لم يعلن عنها إلا مع مطلع الستينيات من القرن الماضي. وهنا تتجلي عظمة النص القرآني في الإشارة إلي تلك الحقائق. 2- مد الأرض وإنقاصها: ومن قدر الله أن يتساوي معدل المد والإنقاص» حيث تمد الأرض من عند مراكز الانتشار في البحار المسجورة والقارات. وفي زلزال المحيط الهندي نجد أن قاع المحيط الهندي يتسع في المكان الذي تتباعد عنده لوحة الغلاف الصخري. فتتحرك قطعة الهند باتجاه الشرق» حيث تتقابل مع قطعة بورما. وعند نطاق التلاقي تسحب قطعة الهند لأسفل. فتنشأ الزلازل. ومنها الزلزال الأخير. وتنقص الأرض من أطراف قطعة الهند. وتَنصهر هي ووشاح الأرض. فتتكون البراكين. ولك أن تتساءل: مَن الذي قطع الأرض؟ إنه الله - سبحانه وتعالي- يقول: وَفِي الْأَرْضِ قِطَعى مُتَجَاوِرَاتى "الرعد: 4". ومن الذي أنقص الأرض من أطرافها؟ إنه الله القائل في كتابه العزيز: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ "الرعد: 41" والقائل أيضا: بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلَاءِ وَآَبَاءَهُمْ حَتَّي طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ "الأنبياء: 44". ومن الذي جعل مد الأرض متعادلاً مع إنقاصها من أطرافها. عن طريق إلقاء وجعل الرواسي للأرض» حتي لا تضطرب نتيجة للمد ولا تَقر نتيجة للإنقاص؟ إنه الله - سبحانه وتعالي - الذي يحافظ علي توازن الأرض بقدرته: قارعة العصر: سان آندرياس: يقول تعالي: وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَي بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَي النَّاسَ جَمِيعًا وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةى أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّي يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ "الرعد: 31". وتمثل كارثة صدع سان آندرياس مثالاً لعجز الإنسان عن دفْع الضرر. مع علمه بحتميَّة وقوعه. وعبر هذا الصدع سيحل بالأرض قارعة من المتوقع أن تضرب الأرض اليوم أو غدًا. أو بعد شهر أو بعد سنة. أو بعد مائة سنة. أو بعد ألف سنة. وبصفة عامة في أي لحظة. ويمتد الصدع لمسافة 1300كم خلال ولاية كاليفورنيا بمحازاة ساحل الولاية من المكسيك شمالاً حتي خليج الولاية جنوبًا. وتوجد منظومة الصدع في حزام يبلغ عرضه 100كم. وقد شقت فيه الأنهار مجاريَ لها. ومن عجيب القرآن أن يأتي ذكر القارعة في الآية السابقة مقترنًا بتقطيع الأرض وسير الجبال. ثم يكون مسرح الكارثة المتوقعة عبر ذلك الصدع الذي يمثل حافة انزلاق ناتجة من تقطيع الأرض. حيث تلتقي قطعة المحيط الهادي "Pacific Plate" وقطعة كوكس "Cocs Plate". وقطعة جوان دي فوكا "Juan de Fuca Plate". وتمثل مناطق الصدع نطاقًا حيويًّا للولايات المتحدةالأمريكية. يقطنه عشرة بالمائة من السكان. ويتركز فيه 40% من أوجه النشاط الاقتصادي. وفي هذا النطاق تهاجر مدينة لوس أنجلوس 2سم كل سنة نتيجة لحركة الأرض عبر هذا الصدع. وتتولد الزلازل نتيجة الحركة الفجائية عبر الصدع. وقد سجل عشرة آلاف زلزال في سنة 1984 فقط في مناطق ذلك الصدع. وتضرب الزلازل الأرض في تلك المناطق بصورة دورية. ففي سنة 1906 ضرب الأرض زلزال كبير أدي الي إزاحة القاعدة الصخرية ما بين 5و4 إلي 6سم. تري متي تقع الكارثة الكبري عبر صدع سان آندرياس؟ الله أعلم. ولقد هُرِع الأمريكان بقوات من البحرية الأمريكية "ألف عضو من المارينز" إلي منطقة شرق آسيا التي ضربها الزلزال لتقديم المساعدات الإنسانية! أو لربما لدراسة آثار الكارثة التي ليست منهم ببعيد. أو للبحث عن بعض بقايا القاعدة العسكرية التي ضرب منها المسلمون في أفغانستان وفي العراق. والخطر الماحق أن يكون زلزال المحيط الهندي 2004 سببًا في تفجير شرارة قارعة سان آندرياس التي يطلقون عليها ¢انتظار الحدث الأعظم¢ "Waiting For The Big One" قارعة الصدع الذي سيأتي بزلازل مهلكة في مناطق الساحل الغربي أو قريبًا منه في المحيط الهادي. ولا عاصم من الزلازل أو الخسف أو الغرق إلا الله.