في كل عام وفي مثل هذا التوقيت تتجدد أزمة العمرة . وطوال السنوات الماضية كانت ضوابط العمرة التي تفاجئ بها المملكة شركات السياحة المصرية هي السبب في كل أزمة . وهذا العام جاءت توسعات الحرم المكي لتكون هي بطلة الأزمة حيث تم تخفيض حصة مصر من تأشيرات العمرة بنسبة كبيرة جدا وتخفيض مدة العمرة أيضا. وهو ما خلق مشكلة لدي الراغبين في أداء العمرة من جانب وشركات السياحة التي تضررت كثيرا من القرار. تري السعودية من جانبها أن هناك ظروفا استثنائية هذا العام تتمثل في توسعة الحرم المكي ومنطقتي الطواف والمسعي مما أثار تخوفات لدي السلطات السعودية من حدوث تكدسات وإصابات فأصدرت قرارات لتنظيم دخول وخروج المعتمرين وتحديد مدة الإقامة داخل المملكة بخمسة عشر يوما فقط . قامت لجنة السياحة الدينية بغرفة شركات السياحة مع وفد مشترك من وزارة السياحة والغرفة التجارية بمقابلة وزير الحج السعودي لمحاولة إيجاد آلية للتعامل مع تلك الأزمة غير المتوقعة وخلال المباحثات التي تمت أبدي الجانب السعودي تفهمه الكامل لتحفظ الجانب المصري علي توقيت تلك القرارات وتأثيرها السلبي علي شركات السياحة المصرية وعلي التزاماتها تجاه عملائها وأكد الجانب المصري علي صعوبة إعادة جدولة رحلات العمرة في هذا التوقيت الحرج حيث أبرمت شركات السياحة المصرية كافة تعاقداتها مع المعتمرين ومع الوكلاء السعوديين ورتبت كافة التزاماتها منذ أكثر من شهرين علي نوعية معينة من البرامج والرحلات إلا أن الجانب السعودي أكد علي صعوبة الوضع وخطورته داخل منطقة الطواف بالحرم المكي حيث أصبحت لا تستوعب أكثر من 20 ألف معتمر في الساعة بعد أن كانت تستوعب 50 ألف معتمر في الساعة مما أدي الي صدور القرارات السعودية بضرورة اتخاذ مجموعة من الإجراءات لمنع حدوث حالات إصابة أو وفاة داخل الحرم.زيادة الحصة يؤكد قول ناصر تركي..نائب رئيس غرفة السياحة أن النتائج المتوقعة للقرارات السعودية وبعد جهود الغرفة تتمثل في انخفاض إعداد المعتمرين بنسبة 30% عن العام الماضي بعد أن كانت 70% وكان من الممكن أن تقل النسبة عن ذلك لو كانت الشركات التزمت بإبلاغ الوكيل بالبرامج الحقيقية والمواعيد الفعلية للتأشيرات المصدرة في شهر رجب حيث قامت بعض الشركات بإدخال برامج بتواريخ تختلف عن التواريخ الفعلية مما تسبب في خفض حصة الوكيل السعودي لتلك الشركات بنفس النسبة لحين دخول المعتمرين المملكة في المواعيد الحقيقية. وأوضح انه تم مخاطبة وزارة الحج السعودية لمحاولة تقليل الأزمة وكذلك تم مخاطبة شركات الطيران بعدم فرض أي غرامات علي شركات السياحة عند تعديل الحجوزات أو إلغائها وقد استجابت شركتي مصر للطيران وطيران ناس لطلبات الغرفة وجاري التنسيق مع باقي شركات الطيران. وأشار إلي أن الغرفة ستعمل علي مخاطبة وزير الحج السعودي للتدخل للحفاظ علي حقوق الشركات السياحية باعتبار أن القرارات السعودية تمثل قوة قاهرة تمنع شركات السياحة المصرية من تنفيذ التزاماتها وأن عدم التزام الجانب السعودي برد المبالغ للشركات المصرية سيؤدي الي اتهام شركات السياحة المصرية بالنصب علي معتمريها. تداعيات خطيرة يقول باسل السيسي. رئيس اللجنة الاقتصادية بغرفة شركات السياحة. الأزمة الحالية سينتج عنها تقليل أعداد المعتمرين من 350 ألف معتمر إلي 150 ألفاً فقط .وعلينا أن نري التداعيات الخطيرة علي شركات السياحة جراء هذا التخفيض المفاجئ.وأضاف: ما سيحدث هو تقليل فترة تواجد المعتمرين داخل السعودية من شهر الي 15 يوما فقط وعدم دخول معتمرين جدد حتي خروج من هم هناك بالفعل وهو ماسيمثل ازمة كبيرة جدا للمعتمرين ولشركات السياحة التي انهت حجوزاتها بالفعل. وقال :إن نفس الأزمة سنواجهها أيضا في موسم الحج . وشركات السياحة لا تجد وسيلة حتي الآن للتعامل مع تقليل إعداد التأشيرات. انهيار الشركات يقول حسام العكاوي ..المنسق العام لائتلاف السياحيين شركات السياحة مهددة بالانهيار بسبب أزمة العمرة الحالية وبالفعل هي في ورطة كبيرة خاصة وأن القرار كان مفاجئا وشركات السياحة انتهت بالفعل من الحجوزات الخاصة بها. أضاف ان القرار سيصيب هذه الشركات في مقتل خاصة ان هذه الشركات عليها التزامات كبيرة عليها الوفاء بها لهذا فإن موسم هذا العام يعد موسما ¢ مضروبا ¢ تحاول كل شركة فيه التقليل الخسائر قدر الإمكان وخاصة أن الأمر فوق طاقة الجميع ولا يستطيع احد التحكم فيه. تأثيرات متعددة يقول أيمن عبد الموجود المدير التنفيذي لمؤسسة الحج والعمرة بوزارة التضامن الاجتماعي :لاشك أن القرارات السعودية الأخيرة الخاصة بالعمرة أوجدت أزمة هذا العام في موسم العمرة سواء بسبب ارتفاع قيمة التأشيرات أو خفض مدة التواجد داخل الأراضي السعودية وتقليص الأعداد. وأضاف : الأمر يمكن النظر له من عدة أمور منها أن التأثير الأساسي سيكون علي شركات السياحة التي تضررت من هذا القرار أما التأثير المباشر علي الأفراد فهو ضئيل لان العمرة يمكن تأجيلها إلي العام القادم ويمكن أيضا الاكتفاء بالمدة المحددة للبقاء بالأراضي السعودية فهي كافية لأداء نسك العمرة نفسه رغم ما نعلمه من حب المصريين قضاء أطول فترة ممكنة بالأراضي المقدسة وختم القرآن خلال شهر رمضان ولكن هناك ظروف تمر بها المملكة وعلينا التعامل معها لأنها أصبحت أمرا واقعا ولا جدال فيه ولا شك أن ما تقوم به المملكة من توسعات من شأنه المساهمة في تسهيل مناسك الحج والعمرة في الأعوام القادمة فهو شيء ايجابي لو نظرنا إليه نظرة عامة . وقال : وزارة الصحة لم تخطرنا حتي الآن بأي شيء عن مرض كورونا وبالتالي لم تصدر أي تحذيرات بخصوص المعتمرين أو الحجاج ولاشك أن وزارة الصحة تتابع الأمر أولا بأول وستخبرنا بأي جديد فيه وحتي الآن لا يوجد أي خوف علي سفر المعتمرين..نرجو ألا يترك هذا الأمر انطباعا سلبيا لدي شركات السياحة التي تستعد من الآن لموسم الحج الذي سيعاني بالتأكيد من نفس مشكلات العمرة وبإذن الله يمر هذا الموسم علي خير وتتحسن الأمور العام القادم .