عرضنا في العدد الماضي لاهم المصطلحات الوافدة وخطورتها .. ونواصل في هذا العدد لخطورة هذه المصطلحات.. ففي وثيقة بكين الخاصة باتفاقية حقوق الطفل ينص البند "14" علي أن تلتزم الدول بأن تدين بقوة كافة أشكال العنف ضد النساء. وأن تمتنع عن التذرع بأي عرف أو تقليد أو اعتبارات دينية لكي تتجنب الوفاء بالتزاماتها فيما يتعلق بالقضاء علي العنف الموضح في الإعلان الخاص بذلك. وبها نصوص أخري تطلب ضمان عدم إبداء تحفظات لا تتفق مع الهدف والغرض من هذه الاتفاقيات. كما تطلب مراجعة التحفظات بشكل منتظم. بغية سحب ما يتنافي منها مع الهدف من المعاهدة وتنفيذها بالكامل. ولابد من التصدي- حسب الوثيقة- للعنف المنزلي بتدابير عقابية ومنع الإفلات من العقاب من خلال ضمان المساءلة. أشكال العنف ومظاهره عندهم وتتعرض الوثيقة لبعض ما تسميه مظاهر للعنف. ومنها: 1- حرمان المرأة من حرية التنقل. أي بدون إذن زوجها أو ولي أمرها. فلها أن تسافر إلي أي دولة وأن تخرج من بيتها متي شاءت بلا إذن. 2- منع المرأة من أن تتحكم في المسائل المتصلة بحياتها الجنسية. أي من حقها أن تمارس الفاحشة وتمنح جسدها لمن تشاء. 3- عدم رفع الحد الأدني للزواج وإنهاء التزويج المبكر. وعدم السماح للمراهقين بالممارسات الجنسية. المحرمة شرعا. 4- القوامة والمهر. حيث يعتبرون قوامة الرجل علي المرأة وتقديم المهر لها من أنواع العنف. 5- حصول الرجل علي ضعف المرأة في الميراث. 6- استئثار الرجل بحق الطلاق. فهو عندهم عنف. وتطالب الوثيقة بالاستعانة بالإعلام وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات لإقناع الناس بما في هذه الوثيقة وبتقاسم المسئولية بين الرجل والمرأة في العمل المنزلي. هذا هو المراد بمقاومة العنف ضد المرأة بكل وضوح وتجرؤ علي جميع الشرائع السماوية. فالأعراف والتقاليد والاعتبارات الدينية مرفوضة إذا تعارضت مع هذه الوثيقة وكأنها فوق القرآن والسنة. وتحفُّظ بعض الدول- التي اشترطت لتنفيذ هذه الاتفاقيات ألا تخالف الشريعة الإسلامية- لابد أن يسحب ولابد من تنفيذ كل ما جاء فيها بالكامل. وإلا وقعت الدولة المتحفظة تحت طائلة الجرائم الدولية وتحت هيمنة محكمة العدل الدولية. ولنا أن نتصور امرأة شكت زوجها بأنه تحرش بها جنسيا إلي القضاء الدولي. وأن نتصور طفلا أراد أبوه أن ينصحه أو يأمره بالصلاة أو بالأخلاق شكا أباه أمام القضاء. كما لنا أن نتصور زوجا استيقظ من نومه فوجد أطفاله الرضع نائمين وأمهم في أمريكا أو أوروبا. إن عواقب الخضوع لهذه الوثائق قد رأينا نتائجه المدمرة حين ارتضينا رفع سن الطفولة إلي الثامنة عشرة. فترتب علي ذلك تكوين عصابات مسلحة من الفئة العمرية التي تدخل في هذه السن واستغلالها في التدمير والقتل والتخريب وهم واثقون أنهم لن يعاقبوا لأنهم أطفال. وقد رأينا فرق ¢البلاك بلوك¢ و¢الأشباح¢ ومعظمهم ما بين سن الخامسة عشرة والثامنة عشرة. خداع المصطلحات إن أي مصطلح يحمل فكر من أطلقه ومن طبقه. فلنكن علي حذر من التجاوب مع الألفاظ البراقة والفضفاضة التي تأتينا من الغرب. ولندقق في مفهومها عندهم. فهم يخدعوننا بالكلمات المعسولة والإعلام المضلل. كما قال رب العزة: "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِييّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَي بَعْضي زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ وَلِتَصْغَي إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ" "الأنعام: 112.113". نجانا الله من الفتن والمحن. ما ظهر منها وما بطن.