1⁄4 سيناء تمرة أو جمرة.. فقد تكون تمرة في حلوق المصريين.. أو جمرة تكوي حلوقهم وتحرق أفئدتهم.. وهي دوما بوابة الأمن القومي المصري الذي أصابه الوهن. 1⁄4 وسيناء الآن تحولت إلي جمرة في حلوق المصريين تؤلمهم وتحزنهم وتؤرقهم علي مستقبلها ومستقبل الوطن كله.. فقد أصبحت مرتعا ً للمخدرات والسلاح وأعمال البلطجة علي المصانع والشركات .. فضلا ً عن أفكار التكفير والتفجير.. وأصبحت ملعبا ً لكل من يريد العبث بأمن مصر. 1⁄4 والغريب أن فكر التكفير والتفجير انتشر بقوة بعد ثورات الربيع العربي.. رغم الاعتقاد بأنها ستساهم في انحساره وانكماشه.. فقد قطع هذا الفكر الأرض تكفيرا ً من مصر واليمن إلي تونس.. مرورا ً بليبيا والجزائر ومالي وغيرها. 1⁄4 والتكفير لابد وأن يعقبه تفجير.. فهذه قاعدة ثابتة.. فالتكفير يعد قتلا ً معنويا ً للمسلم ولابد أن يعقبه عاجلا ً أم أجلا ً القتل المادي بالتفجير. 1⁄4 وفكر التكفير والتفجير هو الخطر الأول والأخطر علي مصر بل وحكم د/ مرسي والإخوان.. فبعضهم يكفرونه علنا ًويكفرون قبله الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية.. فضلا ً عن الأشاعرة والصوفية وقبلهم جميعا كل الليبراليين والاشتراكيين.. وهؤلاء أيضا قابلتهم في تونس وهم يكفرون حزب النهضة والغنوشي ويكفرون كل الطوائف السابقة . 1⁄4 ألم أقل أنهم ينطبق عليهم حديث رسول الله "صلي الله عليه وسلم" "من قال هلك الناس فهو أهلكهم". 1⁄4 فمن قال لا خير في المسلمين ولا صلاح وأنهم سيئون فهم أسوأهم وأفسدهم. 1⁄4 وللحديث الشريف روايتان "أهلكُهم" بالضم "أي أسوأهم".. و"أهلكَهم" بالفتح .. "أي كان سببا ً في هلاكهم وانصرافهم عن الدين باستطالته علي الناس وتكبرهم عليهم واستعلائهم عليهم بغير حق". 1⁄4 وفكر التكفير كان سببا ً في زوال الخلافة الراشدة حيث قتل أجداد هؤلاء الخليفة العظيم "علي بن أبي طالب".. بحجة أنه حكم الرجال ولم يحكم الله .. غافلين عن أن الله حكم الرجال في أرنب قال تعالي: 1⁄4 "لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمى وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّداً فَجَزَاء مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلي مِّنكُمْ" 1⁄4 فكيف لا يحكم الرجال في دماء المسلمين التي تراق في القتال بينه وبين معاوية. 1⁄4 وقد بدأ هؤلاء بتكفير الليبراليين أو الاشتراكيين أو اليساريين مما أسعد بعض قصيري النظر.. دون أن يدركوا أن من انطلق في فكر التكفير فلا حدود لشططه ولا رادع لبغيه.. ولن يستنكف أن يكفر أصلح الصالحين إذا اختلف معه فكريا ً.. لأنه يري أي خلاف معه هو كفر وإيمان.. بخلاف الصحابة والتابعين وسلف الأمة الصالح الذين كانوا يختلفون فيري أحدهم رأيه راجحا ًوالآخر مرجوحا ً.. أو بين الخطأ والصواب كما قال الشافعي رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب. 1⁄4 والتكفيري يستلب مهمة القاضي المنوط به الحكم علي الناس.. ويستلب مهمة الشرطي والحاكم والنيابة وكل أصحاب الولايات.. وينسي أننا دعاة لا قضاة.. ودعاة لا بغاة.. ودعاة لا ولاة .. ودعاة لا قساة.. وأن مهمة الدعاة إدخال الناس في الدين وليس إخراجهم منه بتكفيرهم أو تفسيقهم أو تبديعهم. 1⁄4 والتكفيري يظن نفسه بوابا علي أبواب الجنة والنار يدخل منها من يشاء ويخرج من يشاء. * ومشكلتهم المستعصية أنهم يستكثرون رحمة الله بعباده ويضنون بها عليهم ناسين أن الله أدخل بغيا الجنة في كلب سقته.. وأدخل امرأة النار في قطة حبستها فلم تطعمها أو تتركها تأكل من "خشاش الأرض" أي طعامها. * إن القلوب القاسية والأعين الجامدة والعقول المتحجرة لن تدرك سعة رحمة الله بعباده ومدي عفوه لهم وحدبه عليهم .