الرجل أي رجل يعتقد بأنه هو فقط ملك "القلعة" وحاميها والمدافع عنها والقلعة هنا يعني بيته ومن أركان تلك القلعة أن زوجته تابع له. ليس لها رأي ولا قول في القرارات المتعلقة بالحياة اليومية.. وهذا بالطبع ينطبق علي المعاشرة الحميمة بينهما أيضاً. ويكاد المحافظون من الرجال يحرمون إفصاح الزوجة عن رغبتها في زوجها. بعد أن تعدوا اعتباره أمرا معيبا أو مشينا. ماذا يعني هذا الكلام؟! يعني أن هناك أخطاء شنيعة تعتري العلاقة "المقدسة" بين كل زوجين. وهي أخطاء قد يقترفها الرجل أو تقترفها المرأة أو يقترفاها معا. وتكون النتيجة "فتور" أو "برود" في العلاقة الحميمة. ثم يعقبه "نفور". ثم كل واحد "يعطي ظهره للثاني في الفراش" وهو أضعف الإيمان في تلك العلاقة وكثيرا ما تتفاقم الأمور ليصبح لكل منهما سرير مستقل. والأدهي والامر أن يكون السرير في غرفة مستقلة أيضا. ومن خلال اطلاعي علي مشاكل زوجية كثيرة والمساهمة في حلها صحفيا. واشرافي علي لجان مصالحة زوجية والمساهمة في حلها واقعيا. استنتجت أن حكاية الغرفة المستقلة هي الطامة الكبري التي تعتري المشاكل الزوجية. وهي القلعة الحصينة التي تحول دون حلها. ولهذا السبب كانت الإشارة القرآنية الجميلة للرجال مع زوجاتهن المطلقات: "لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة". وبالطبع عدم الإخراج فيه مندوحة للصلح والتراجع عن فكرة الطلاق. ويعضدها حديث النبي الأكرم صلي الله عليه وسلم: "ولا تهجر إلا في المضجع". أي الفراش الذي يضمكما فتعطيها ظهرك حتي تعود عن غيها إلي رشدها. فيكون هذا بالطبع أدعي للمصالحة والمفاهمة وبعدها تكون المعاشرة التي تذيب جليد الخلافات والمشكلات. بالإضافة للعامل الأول المتمثل في احساسه بأنه "ملك القلعة". فإن للرجل أيضا أخطاء أخري قد يرتكبها في تلك العلاقة الحميمة مع زوجته وإليكم بعضها في تلك النقاط السريعة: ** أولاً: "الأنانية" أي التفكير في نفسه فقط أثناء الممارسة الحميمة. وهي جريمة قد أرتكبها أنا وأنت وتصمت الزوجة العاقلة الطيبة التي تريد الحافظ علي بيتها ولا تريد أن تخسر زوجها أو تهد سقف القلعة التي تعيش فيها تحت كنف زوجها. ** ثانيها: عدم فهم أحاسيس الأنثي. وهي طامة كبري لان صديقك الذي تعرفت عليه من ساعة فقط. وأردت مداومة صداقته. تعرف كل كبيرة وصغيرة عنه. وعن أخلاقه وصفاته وتقلب مزاجه ولكي تكسبه فإنك تتعامل معه بناء علي معرفتك بهذه الصفات. فكيف بالزوجة التي تعيش معها أكثر من نصف عمرك أو ثلاثة أرباع عمرك. ومعلوم أن الأنثي عواطف وأحاسيس رقيقة وهي كما شبهها سيد الخلق صلي الله عليه وسلم بالقوارير وخشي عليها الكسر في مخاطبته لحادي الإبل "أنجشة" وهو يحدو فتطرب الإبل لحدائه فتهتز الهوادج التي تحل النساء فقال له: "رفقا بالقوارير يا أنجشة"! ** ثالثها: عدم إظهار عواطفه وأحاسيسه لزوجته باعتبار أنه شئ معيب لرجولته أو منقص لكرامته كزوج أو "ملك للقلعة". وكل واحدة من الثلاثة السابقة بالإضافة للسبب الأول تريد شيئا من التفصيل لاتسعنا فيه مساحة ولا وقت ولا صبر علي القراءة. وتنبئنا عنه دراسات حديثة أمريكية أو كندية أو أوروبية وتنشرها بعض الدوريات أو المجلات العربية المعنية بهذا الأمر. وهي وسائل تثقيفية مهمة للرجل قبل المرأة أيضا.. ومن حقنا كرجال معرفتها ومن حق زوجاتنا كنساء معرفتها أيضا. وقد كان سيد ولد آدم صلي الله عليه وسلم ملك الرومانسية كلها في بيته ومع زوجاته. وكان يقبل ويداعب ويحضن ويضفي علي شريكة حياته كل علامات الحب والود والمشاركة الحميمة. ويمهد لتلك العملية الحميمية بالقبلة والسلام والكلام. ومص اللسان. ثم المداعبة. ثم عدم النزع بعد المعاشرة الزوجية. عدم تستكمل غايتها. ثم الدلال بعد العملية بالغسل المشترك الذي تتسابق فيه الأيادي إلي إناء الماء المشترك بينهما حتي لتقول زوجته الكريمة السيدة عائشة: "دع لي" أي اترك لي من الماء شيئا وهو يخاطبها بالمثل "دعي لي". أي اتركي لي من الماء شيئا!! وتؤكد الدراسات الأجنبية الكثيرة إلي صدق ما كان يفعله رسول الله صلي الله عليه وسلم مع زوجاته. بمعني أن المعاشرة الزوجية تحتاج إلي التخلي عن "الجدية" التي قد يلجأ إليها الرجل في برنامج حياته مع زوجته.