ظاهرة غريبة علي الفضائيات و اسئلة عديدة يطرحها الكثيرون في مقدمتها پ.. لماذا يخصص بعض الإعلاميين حلقات للدفاع عن المثليين والشذوذ في ظل وجود عشرات القضايا التي تشغل بال المجتمع وتحتاج لاهتمام الإعلام وتتطلب تسليط الضوء عليها. سؤال طرح نفسه بسبب الحلقة التي اذيعت علي احدي الفضائيات واثارت موجة من الاعتراض والرفض بين الرأي العام خاصة أن المبرر الذي علي أساسه تم تقديم الحلقة هو التعرف علي بعض القضايا التي يرفض المجتمع الحديث عنها وممارسة التعتيم علي هذه الفئة التي اعتبرها البرنامج تتعرض لظلم فادح من المجتمع الذي لا يريد الاعتراف بحقوق المثليين الجنسية . فضلا عن حرص القائمين علي البرنامج علي تقديم الحلقة في اطار علمي مستندا لدراسات واراء طبية. حيث استضاف البرنامج أحد أساتذة الطب النفسي التي ذكرت أن بعض المراهقين يضطرون للاتجاه إلي تلك الممارسة بسبب الفصل بينهم وبين البنات وعدم وجود علاقات لديهم مما يجعلهم يعتادون الشذوذ كما حرص المذيع علي التأكيد علي أن الدراسات اثبتت أن نسبة الإبداع والذكاء لدي المثليين جنسيا مرتفعة أكثر منها عند الأشخاص السويين والعاديين. معتبرا أنهم ضحايا جهل الثقافة الجنسية. إذ أن الأسر تكتفي بتحذير أولادهم من العلاقات المحرمة بين الرجل والمرأة دون التطرق الي ذكر علاقة الرجل برجل أو المرأة بمرأة باعتبارها علاقات زنا محرمة. أثارت الحلقة استياء رواد مواقع التواصل الاجتماعي. وشنوا هجوما عنيفا علي مقدم البرنامج والقناة الفضائية واتهموا القناة بالترويج للشذوذ الجنسي والمثلية. أكد الدكتور مرعي سليم. أستاذ الإعلام بجامعة الازهر. أن الفضائيات التي تقدم برامج تحتوي علي مضامين جنسية ومواد اعلامية عن العلاقات الجنسية سواء كانت العامة أو للشواذ تنتهك كافة المواثيق والاعراف والقيم وتبتعد عن دور الاعلام. وقال إن البعض يقدم هذه البرامج وهدفه الشهرة ولفت الانتباه والحصول علي الضوء والبعض الاخر هدفه إزالة حالة الرفض المجتمعي لهذه الممارسات واسقاط الحواجز بين المفاهيم الغربية والاسلامية التي ترفض وتستهجن الشذوذ الجنسي. ويوضح أن محاولات نشر هذه المفاهيم المحرمة في مجتمعاتنا يتم منذ سنوات مع مؤتمر بكين وبجهود حثيثة وعبر وسائل متعددة تتركز في الإعلام والثقافة وصناعة الترفية. مشيرا الي أن المؤسسات الغربية وخاصة المعنية بحقوق الانسان تقدم دعماً مهولاً للشواذ تحت غطاء الحرية الانسانية والحق في الجسد وتستميت لنشر هذه الممارسات من خلال ادماجهم وتقبلهم في مجتمعاتنا وهذا يفسر لماذا انتفضت هذه المنظمات في عامپ 2008 عندما حكمت محكمة جنح قصر النيل بالسجن 5 سنوات علي خمسة مصريين بتهمة الشذوذ ومارست ضغوط كثيفة للافراج عنهم. وأضاف أن بعض المؤسسات الحقوقية والإعلامية دأبت علي استخدام مواد إعلامية سواء مسلسلات أو افلام أو برامج مراوغة تم انتاجها تحت مسميات براقة لتجميل فكرة الشذوذ من خلال التلاعب بالمصطلحات والعمل علي تذويب حالة الرفض والاستهجان في النفوس والعقول واضفاء صفات ايجابية عليها لذا استبدلوا مصطلح الشذوذ الجنسي بالمثلية الجنسية لتحسين صورتهم. ويري أن نشر هذه المفاهيم والممارسات المنحرفة يتم عبر تفكيك القيم الدينية والاجتماعية الاصيلة واستبدالها بثقافة استهلاكية زائفة ومادية متناقضة وأيهام الناس بأهمية منح الشواذ حرية الاختيار وحرية الرأي والتعبير. مبينا أنه من خلال الإعلام يتم الالحاح لتحول هذه الظاهرة المستهجة والمرفوضة مجتمعيا الي ظاهرة طبيعية ومقبولة وانهاء النظرة السلبية تجاههم. وقال إن البرامج الحوارية هدفها تسليط الضوء علي القضايا الحيوية التي تمس المجتمع واغلبيته بما لا يتعارض مع القيم والاعراف والتقاليد السائدة في المجتمع. مستهجنا اقدام القائمين علي هذه البرامج بتقديم موضوعات لا تحتل مساحة من اهتمامات الناس واستضافة الشخصيات المنحرفة اخلاقيا ومنحها فرصة عرض أفعالها وتصرفاتها وسلوكياتها غير الاخلاقية باعتبارها حرية أو مرضاً نفسياً يستوجب تسامح المجتمع والقبول بممارساتهم. وطالب بضرورة مراعاة القنوات الفضائية خصوصية الامة وقيمها وتلتزم بميثاق الشرف الاعلامي وتتحري تبني كل ما ينهض بالمجتمع وتبتعد عن كل ما يجلب المفاسد والسلبيات. ويقول الدكتور منتصر مجاهد. أستاذ الدراسات الاسلامية بجامعة قناة السويس. أن الشريعة الاسلامية ترفض أن يتم الترويج للانحراف الاخلاقي باعتباره ثقافة وتنويراً واعترافاً بحقوق الاخر وحرياته. موضحا ان الدين الحنيف يرفض هذه الرذيلة ويحاربها لانها ضد الفطرة الإنسانية السليمة. وقد اعتبرت الشريعة مرتكب هذا الفعل عاصيا لله تعالي ومتجاوزا لنواهيه ويستحق العقاب في الدنيا والآخرة. ويؤكد أن القرآن الكريم اعتبر ان الشذوذ الجنسي فساد اخلاقي يجب مقاومته والتصدي له وحماية المجتمعات من اخطاره. يقول تعالي:¢ أتأتون الذكران من العالمين وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون ¢ الشعراء 165-166. مضيفا ان البعض يسعي بكل الحيل لنشر الافكار والسلوكيات الشاذة تحت مزاعم الحرية والمرض النفسي لضرب المجتمعات من الداخل وهؤلاء حذرنا منهم الله سبحانه في قوله:¢ إن الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين امنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والاخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون ¢ النور 19 20. ويضيف ان الاسلام منهجه واضح في رفض الفواحش ما ظهر منها وما بطن ويعتبرها ظلما وعدوانا وتوعد من يشيعها بين الناس. كما لم يقبل ان يقبلها الانسان بقلبه لانها خبث وفجور وشدد علي الوعيد لهؤلاء جميعا سواء من ارتكبها بالفعل او باركها بالقول أو قبل بها قلبا.