القرآن مأدبة الله في أرضه. فمنه ينهل الناس جميعاً لغذاء أرواحهم. لانه إذا لم تتغذ الارواح يصبح الانسان جسداً بلا روح.. كما لو كانت مثل الالة التي تدور في هذه الحياة. ولذلك يقول المولي عز وجل "ويأكلون كما تأكل الانعام والنار مثوي لهم". هنا نجد ان الله تعالي يشبه الكافرين بالانعام عندما غذو أجسادهم ولم يغذوا أرواحهم بعبادته.. ونجد في قوله تعالي "ذلك الكتاب لاريب فيه هدي للمتقين" إن لهذا القرآن نورانيات وأسرار وعجائب ورقائق ولآلئ بحيث انه سبحانه لايهدي بهذا النور إلا المتقين فهناك من يقرأ القرآن ليشكك فيه فلا يهدي الله هذا المتشكك لهذا النور لانه حرم تقوي الله. ويقول النبي الكريم صلي الله عليه وسلم: "إن الله قسم بينكم اخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقاكم إن الله يعطي الدنيا لمن يحب ومن لايحب ولايعطي الدين إلا لمن أحب فمن أعطاه الله فقد أحبه" وحينما سئلت السيدة عائشة عن أخلاقه قالت: كان قرآنا يمشي علي الارض.. فما ترك الرسول صلي الله عليه وسلم صغيرة ولاكبيرة في كتاب الله إلا ونقذها وطبقها ليكون مثلاً لجميع الامة قال تعالي: "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً". ومن أهم أسباب من يحدث في حياتنا هذه الايام ما نراه من فساد وتفرقة للامة فإنما هو لعدم عمل الامة بكتاب الله وسنة رسوله ولذلك يقول الرسول الكريم: تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وسنتي ويقول الله تعالي: "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولاتفرقوا" هنا يرشد الله الأمة إلي عزها ومجدها وقوتها في التمسك بكتاب ربها وسنة نبيها.. ولذلك قال: "واعتصموا".