منذ قيام ثورة 25 يناير وحتي الآن والمساجد تشهد انفلاتا كبيرا وخطيرا وصل إلي حد تبادل اطلاق النار ومحاصراتها واطلاق قنابل المولوتوف في محيطها بل وإلي قيام المصلين بتبادل الضرب "بالقلل" كما حدث في أحد المساجد. هذه الحالة من الانفلات سببها غياب القانون ورغبة كل فصيل في السيطرة علي المسجد للوصول إلي أكبر عدد من الناس. وقد تناسي هؤلاء أن المساجد في مصر معظمها تابع لوزارة الأوقاف أي انها خاضعة لجهة تنظم شئونها وتدير أمورها. ولكن شهدنا ايضا بعض التيارات تقصي أمام الأوقاف المعين في بعض المساجد وتستولي علي المنبر حتي أصبح أمام المسجد محاصرا وعاجزا علي القيام برسالته المكلف بها واصبحت المساجد ساحة للصراعات السياسية والمذهبية. نقابة الأئمة والدعاة المستقلة في ختام مؤتمرها "الأزهر ووحدة الأمة". كانت قد اصدرت 17 توصية. من بينها تنشيط العمل الدعوي تحت عباءة الأزهر الشريف. عباءة الوسطة والاعتدال. وإطلاق مبادرة وحدة الأمة في كل المحافظات. والتأكيد علي استقلال المسجد. كما أوصي المؤتمر بالحفاظ علي كرامة الأئمة والدعاة والعمل علي تحقيق المصالح المشتركة لهم. والعمل علي تنظيم وتطوير العمل بالمساجد بما يكفل أن يؤدي المسجد دورا إيجابيا في تنمية الوعي الثقافي والاجتماعي والديني. وتحسين أوضاع الأئمة وظروفهم المعيشية. وإعادة تنشيط وتنظيم دور وزارة الأوقاف في العمل الدعوي. المساجد مستباحة هذه التوصيات لم يأخذ بها أحد ومازالت المساجد مستباحة من كافة التيارات والفئات ومازال أمام المسجد مهدداً وعاجزا عن القيام بدوره الدعوي المنوط به. يقول الدكتور عادل عبد الشكور إمام وخطيب بالأوقاف اقحام المساجد في الصراعات السياسية هو الذي أدي إلي هذا وجعلها تتحول إلي ساحات معارك وليست ساحات دعوة. والأولي بالمساجد أن تكون مستقلة عن كل هذه الصراعات. أضاف من يقولون إن المسجد كان علي أيام رسول الله صلي الله عليه وسلم مكاناً للعبادة والسياسة والحرب وكل شئ أقول لهم إن الرسول صلي الله عليه وسلم لم يكن يطرح قضايا خلافية داخل المسجد ولم نجدها تتحول إلي ساحات للخلاف الفكري والسياسي فهذا لم يحدث ابدا. والمطلوب الآن ابعاد المساجد عن كل هذه الخلافات وألا تتحول إلي أبواق دعاية للتيارات المختلفة وأن يكون لها الاستقلال الكامل البعيد عن كل هذا الصراع وان تبسط وزارة الأوقاف سيطرتها علي مساجدها بكل قوة وحزم علي أجهزة الدولة المختلفة أن تساعدها وتمكنها من هذا. استقلال الدعاة يقول الشيخ محمد نصر أمام وخطيب بالإسكندرية. استقلال المساجد بعيدا عن الصراعات والتيارات السياسية أمر مطلوب ومهم جدا. وهناك قوانين تنظم هذا الأمر وهناك وزارة للأشراف علي المساجد ولا ينبغي ابدا أن نري هذا الصراع ويجب حماية ائمة المساجد وتمكينهم من ممارسة عملهم. أضاف الأمر الآخر المهم هو استقلال الدعاة انفسهم فيجب أن يكون الدعاة مستقلين ولا يغلبون انتماءاتهم الفكرية أو الحزبية علي عملهم ويجب أن يضعوا نصب أعينهم المنهج الدعوي الوسطي الذي تعلمناه في الأزهر الشريف. يقول الدكتور سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف سابقا. اقحام المساجد في الصراع بين التيارات السياسية المختلفة أمر في غاية الخطورة. فالمساجد هي أماكن للعبادة فقط ولا يجب تسييسها واقحامها في الصراعات الدائرة حاليا. أضاف المساجد ليست أماكن للدعاية السياسية والانتخابية فهي أماكن لذكر الله والصلاة والعبادة ويجب علي أمام المسجد أن يكون مستقلا ولا يغلب انتماءه الفكري أو السياسي علي العمل الدعوي. فوضي عارمة يقول الدكتور رأفت عثمان أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر وعضو مجمعي البحوث الإسلامية وفقهاء الشريعة بأمريكا إن المساجد لها حرمتها ولها مكانتها فهي بيوت الله في الأرض. ولكن ما تشهده المساجد هذه الأيام من خلافات وصراعات وصلت إلي حد التراشق بالألفاظ والعبارات بل والضرب كما سمعنا أمر مرفوض ومحرم من الناحية الشرعية فالكلام اثناء خطبة الجمعة ممنوع تماما مهما كان. أضاف أن المساجد منزهة عن أن يصرخ واحد من هنا أو من هناك ليعترض علي خطيب الجمعة. أو ينادي الخطيب من علي المنبر. وكل هذه دليل علي أننا نشهد فوضي عارمة في مساجدنا وحان الوقت لإيقافها. قال المساجد يجب أن تبتعد عن الصراعات السياسية تماما؟. وعلي إمام المسجد أن يكون منزها عن أي هوي أو غرض ولا يحول دفة الخطبة أو الحديث نحو وجهةمعينة حتي لا يحدث فتنة أو صراعاً داخل المسجد بين المصليين.