من الآيات المحكمة في القرآن الكريم.. "وإن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا" وهذا معناه أن المسجد تقال فيه كلمة الله إلي الناس سواء كانت تعني أمرا من أمور حياتهم الواقعية أو توجيهها إلي ما هو أفضل في حياتهم. والمساجد بذلك ليست مقصورة علي أداء الصلوات وإنما هي مدرسة إسلامية تبصر الناس بدينهم وتدعوهم إلي الالتزام به وأقرب مثل لذلك هو خطبة الجمعة والعيدين والدروس التي يلقيها أئمة المساجد بين الصلوات المكتوبة. والمساجد بذلك تعد مدرسة كاملة يتعلم فيها المسلمون شئون دينهم ويتبصرون فيها شئون دنياهم كما ينظمها الدين. وبذلك فإن المساجد تعتبر ميدانا لتعليم الناس شئون دينهم ودنياهم بشرط أن تكون شئون الدنيا ملتزمة بتعاليم الدين ومن هنا فإن المسجد ليست مكانا فقط لأداء الصلوات وإنما هي مدرسة تعليمية علي مستوي واسع حيث كانت في عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم هي الميدان الذي يتعلم فيه المسلمون شئؤن حياتهم في ضوء من تعاليم الدين وفي هذه الأيام تدور أحاديث بين الناس عن أن المساجد أصبحت ميدانا تلقي فيه الخطب السياسية التي توجه الناس إلي اختيار هذا أو ذاك قائدا لأمور حياتهم مع أن المفروض في إمام المسجد أن يبسط للناس الحقائق كاملة دون محاباة أو انحياز إلي هذا أو ذاك هما ممن يرشحون أنفسهم للمسئوليات القيادية وذلك لأن رسالة المسجد أعم من ذلك كله وأصدق مثال علي هذا قول الله تعالي: "وإن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا" ومعني كون المساجد لله أنها تدعو الناس إلي الالتزام بتعاليم الدين كما وردت في الكتاب والسفه لأن هذه التعاليم هي سفينة النجاة وسط الأعاصير والأنواء ويدل علي ذلك قول رسول الله صلي الله عليه وسلم للمسلمين في خطبة الوداع: "لقد تركت فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا: كتاب الله وسنتي" وفي رواية إضافة مليئة بمعاني الاستمساك بالكتاب والسنة حيث يقول رسول الله في هذه الإضافة معنيا بالكتاب والسنة: "عضوا عليهما بالنواجز" ومعني هذا التعبير أننا يجب أن نتمسك تمكاسكا شديدا بالكتاب والسنة وتنفيذ الأوامر والنواهي فيهما وذلك هو المسلك الذي يجب أن يسلكه المسلمون للنجاة بحياتهم من الغرق في خضم الحياة. ورسول الله صلي الله عليه وسلم حين قال في خطبة الوداع إننا حين نتمسك بالكتاب والسنة في شئون حياتنا فإننا نجد الطريق ممهدا إلي النجاح في حياتنا. والحديث في هذا المجال يطول ويجب الرجوع فيه إلي تعاليم الكتاب والسنة حيث لا يضل المسلمون طريقهم إلي الغاية المأمولة وفي تحقيق النجاح في الحياة علي ضوء الكتاب الكريم والسنة النبوية المطهرة.