أكد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر أنه لا يوجد في مصر ما يسمي بالاضطهاد الديني وخير ما يدحض هذه المقولة تلك الروح الأصيلة للمصريين التي ظهرت خلال ثورة يناير المباركة. وعلي الرغم من غياب الأمن عن الشارع إلا أنه لم يتم الاعتداء علي كنيسة واحدة. بل تعانق المسلم والمسيحي لحماية المقدسات من خلال اللجان الشعبية. جاء ذلك خلال استقباله سمير مرقص مساعد رئيس الجمهورية وعدد من المفكرين الأقباط من بينهم الدكتور منير فخري عبدالنور وزير السياحة السابق. والأستاذ جورج إسحاق المنسق العام لحركة كفاية. والدكتورة ليلي تكلا. والمهندس نبيل مرقص. والدكتور سامح فوزي والدكتورة مارجريت عازر. أكد الطيب خلال اللقاء أن الإسلام أمر المسلم بأن الذي يتزوج من مسيحية أن يبرها ويكرم أهلها. وضمن لها حرية الاعتقاد وأمر بذلك في كثير من الآيات القرآنية مثل قوله تعالي: "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم.." وكذلك هناك كثير من الأحاديث الشريفة التي تحض علي بر أهل الكتاب. ووصية الرسول - صلي الله عليه وسلم - في خطبة حجة الوداع خير شاهد موضحاً أن هناك مؤامرة علي مصر تستهدف وحدتها وأمنها واستقرارها. من خلال العبث بالنسيج الوطني للمجتمع المصري. من خلال إضفاء الصبغة الدينية علي بعض المشاكل الاجتماعية العادية. التي قد تحدث بين أفراد العائلة الواحدة. بقصد إحداث توتر في المجتمع المصري بما يحقق أهداف أعداء الوطن. والذي ظل علي مدار أكثر من ألف وأربعمائة عام نموذجاً للتعايش السلمي والإخوة والتآلف والمودة. أشار شيخ الأزهر إلي أن الهجرة لبعض المواطنين المسيحيين إلي الغرب يجب ألا تفسر علي أنها اضطهاد ديني بل هي سعي وراء تحسين الحالة الاقتصادية. وشأن المسيحي في ذلك شأن المسلم. وطالب فضيلة الإمام الأكبر أعضاء بيت العائلة - وهي مؤسسة تهدف إلي إعادة إنتاج وعي جديد لإظهار القيم الحقيقية للإسلام والمسيحية - بأن يهتموا ببث روح التآلف والتسامح والإخوة. وقد استنكر وفد المثقفين الأقباط بالإجماع الاستهزاء بالرسل الكرام عليهم السلام. وأكدوا أن المقصود مما حدث من إساءة للرسول الكريم لم يكن الإساءة للإسلام فقط. ولكن هو للإسلام والمسيحية واقترحوا أن يتبني الأزهر إصدار وثيقة جديدة تعبر عن نبض الشارع المصري تشمل القضايا التالية: كيف نضع ضوابط قانونية وأخلاقية لمنع ازدراء الأديان علي المستويين المحلي والدولي. والممارسات الخاطئة في مجال الإعلام والثقافة والتعليم والخطاب الديني الإسلامي والمسيحي. كيف نتعامل مع بعض المواطنين المسيحيين الذين يتخوفون من صعود التيارات الإسلامية إلي سدة الحكم في عدد من الدول العربية؟! كيف نبرز دور مصر الثقافي بوصفها نموذجاً للتعايش بين الأديان في المنطقة. وكيف نبرز دور الأزهر بوصفه منارة للإسلام الوسطي المعتدل الحاضن لقيم وإبداعات مكونات المجتمع المصري والعربي والإسلامي؟