* في رسالة من القاريء ح.و.ل محافظة القليوبية يقول فيها جمعت ثروة كبيرة من مال حرام وتوجهت إلي الله بتوبة نصوحة خالصة لوجهه الكريم وأريد أن أحج من مالي الحلال "إرث والدي" وأريد أن أرد المظالم لأهلها؟ فهل يتقبل الله توبتي؟ وكيف أرد المظالم إلي الناس؟ وإذا كنت أجهل أصحابها فهل يجوز لي التصرف بها علي الفقراء وأنا أعلم والله يعلم أنها مال حرام؟ * ** يسترشد الشيخ عواد غنيم علي مدير إدارة أوقاف شبين القناطر شرق محافظة القليوبية يقول الله تعالي "ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل" والحرام نوع من أنواع الباطل والنبي صلي الله عليه وسلم نهي عن أكل الحرام عندما قال: "كل جسم نبت من حرام فالنار أولي به" وبين أيضا أن أكل الحرام يمنع إجابة الدعوة ولذلك يقول صلي الله عليه وسلم "اطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة" هذا هو المبدأ الإسلامي أي الابتعاد عن الحرام تماما لكن إذا حدث ووقع الإنسان في ذلك فعليه أن يصحح الخطأ لأن الله سبحانه وتعالي من رحمته بعباده أن يقبل توبة العصاه منهم فعلي هذا الذي اكتسب من حرام وأراد التوبة أن يعلم أن للتوبة المقبولة شروطا.. الأول: الندم علي ما فعل ويستغفر الله والثاني: أن يعزم عزما أكيدا علي ألا يعود إلي المعاصي أبدا الثالث: أن يرد الحقوق إلي أصحابها. وما نحن فيه حاليا يستلزم من الذي أكل الحرام إذا أراد أن يكون توبته مقبولة أن يرد الأموال إلي أصحابها وكيفية الرد ينبغي أن تكون في الأصل برجوع المال مباشرة إلي أصحابه أو إذا لم يكن المال الموجود أن يطلب منه السماح فإذا لم نجد صاحب هذا المال كأن نسيناه مثلا أو لم نعرفه فعلينا أن نتصدق بهذا المال عن صاحبه ويعطي للفقراء والمساكين ويساهم به في المشروعات الخيرية لكن هذا التصرف بالمال عن صاحبه ينبغي أن يكون بعد التحري التام والسعي الجاد من أجل وصول المال لصاحبه.