فجاة تحول حلم الانتخابات الرئاسية الي كابوس.. هذه الاجابة ستسمعها من عدد غير قليل من جماهير المواطنين اذا سالتهم عن رأيهم بعد الجولة الاولي من انتخابات الرئاسة حتي جماعة الاخوان المسلمين نفسها والتي حقق مرشحها المركز الاول بدلا من ان تشعر بالسعادة اصبحت تشعر هي الاخري بقلق رهيب من القادم. احد المحللين قال ان هذه هي اول انتخابات في التاريخ يخاف فيها الطرفان المتنافسان لا من الهزيمة وحدها بل من الفوز ايضا بسبب ان رد فعل الشارع غيرمتوقع ابدا في حال فوز احد الطرفين. وبعيدا عن الاسباب التي ادت بنا الي هذا الموقف العصيب كما يصفه رجل الشارع والناخب دعونا نقم بقراءة في المشهد السياسي الحالي وماذا سيحدث في المرحلة القادمة وماهو السبيل للخروج من هذه الازمة كما يصفها ويشعر بها الجميع. بداية نقول انه منذ ظهور النتائج الاولية لانتخابات الرئاسة وحتي هذه اللحظة والدنيا قامت ولم تقعد وسمعنا عبارات تقول لا اخوان ولا فلول في اشارة الي عدم اختيار احد المرشحين الفائزين في الجولة الاولي. وبداية انطلقت دعوات تطالب بمقاطعة الانتخابات وعدم اختيار اي من المرشحين وقد استجاب لهذه الدعوة عدد غير قليل. وفي المقابل حاولت جماعة الاخوان التنبيه الي ان هذه المقاطعة ستؤدي الي نجاح شفيق ودارت مبارزات وسجالات عديدة في هذا المجال ومازالت مستمرة حتي هذه اللحظة. وفي محاولة لاحتواء الموقف المتأزم اطلق النائب عمرو حمزاوي وتبعه الدكتور حسن نافعة دعوة تقضي بانسحاب الدكتور مرسي من سباق الاعادة لصالح المرشح حمدين صباحي الذي حل ثالثا في نتائج الانتخابات طبقا للمؤشرات الاولية وعمليات الفرز العلني للجان الفرعية وهي الدعوة التي واجهها الاخوان بغضب شديد وجري فيها سجال قانوني حول صحة هذا الاجراء وانه سوف يؤدي الي ان يخوض شفيق انتخابات الاعادة لوحده. اما التطور الثالث فكان في الطعون الانتخابية التي قدمتها حملة المرشح حمدين صباحي وحملة الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح وايضا حملة الفريق شفيق . وامام هذا المشهد السياسي المعقد جدا نستطلع اراء عدد من الخبراء والسياسيين فيما نحن مقبلون عليه خلال الايام القادمة . الدكتور معتز عبد الفتاح الاستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية يري ويطالب بضرورة احترام سيادة القانون وتقبل نتيجة الانتخابات ايا كانت. واحترام قواعد الديمقراطية واحترام كلمة الشعب وإرادته الحرة فهذا هو اختياره ويجب ان نسير في العملية الديمقراطية للنهاية. وانه لايوجد اي مبرر لاي دعوات للمقاطعة او الخروج في مظاهرات اعتراض وان كل هذا غير مجدي وكفيل بان يصل بالبلد الي نفق مظلم قد لايكون له نهاية. اضاف من اعطوا صوتهم للفريق شفيق هم فصيل من الشعب المصري قال كلمته واقتنع بها وهؤلاء مثلوا اغلبية كانت كفيلة بالدفع بمرشحهم الي الاعادة وهذا لا يعني غضب الفصائل الاخري التي لم تصل الي الاعادة. ويجعلهم يطلقون دعوات لا مبرر لها. ونحن نطالبهم باحترام كلمة الصندوق وان يمتثلوا لها وان يشاركوا بقوة في انتخابات الاعادة . الدكتور يحيي الرخاوي استاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة يتفق مع وجهة النظر السابقة ويقول يجب ان يكون معلوما انه اصبح لدينا الان آلية جديدة للتغيير هي صندوق الانتخابات. اما مسألة المظاهرات والمليونيات فاصبحت اليه لا تصلح الان وانتهي وقتها والشعب اصبح رافضا لها. اضاف من يقول ان الفريق شفيق قاتل ولهذا لن يصوَّت له عليه ان يقدم لنا حكم محكمة بالادانة فهكذا يجب ان تسير الامور بسيادة القانون ولا شئ اخر غير هذا. اضاف نتائج الجولة الاولي لانتخابت الاعادة تعني ان المزاج الانتخابي للشعب المصري قد تغير والفرق في عدد الاصوات بين الانتخابات البرلمانية والرئاسية دليل ان الناخب المصري قادر علي مراجعة نفسه. اما المستشارة تهاني الجبالي فتقول ان من عجائب هذه الانتخابات ان كلا المرشحين في انتخابات الاعادة عاملين حساب كبير جدا للمكسب او للخسارة وهذه مفارقة كبيرة ويجب الوقوف عندها طويلا. وهذا يعني شيئا واحدا ان هناك رسوبا جماعيا لكل التيارات سواء الثورية او الدينية وتلك المحسوبة علي النظام السابق فاصبح الكل يخاف من ردود الافعال في حالة المكسب او الخسارة . قالت: اخشي ان يتم تصنيف من صوتوا للفريق شفيق بانهم اقباط ويجب في الاعادة ان نصوت للاسلاميين فهذا سيكون خطأ كبير لان المفروض اننا الان في دولة عادلة ونحترم حقوق المواطن والحكم يكون للقانون والصندوق. ويجب ان نتقبل اننا في دولة قانون ويجب ان تكون السيادة للقانون ويجب احترام نتائج الانتخابات ايا كانت وعدم التفكير في المقاطعة او الانسحاب. الدكتور حسن البرنس عضو مجلس الشعب عن حزب الحرية والعدالة قال بغضب شديد ان المطالبة بانسحاب الدكتور محمد مرسي غير مقبول علي الاطلاق ومن يقولون انهم سينتخبون السئ هربا من الاسوأ ايضا امر غير مقبول وفيه اهانة كبيرة للاخوان الذين كافحوا وسجنوا علي مدار سنوات طويلة. قال نحن مستعدون لتوافق وطني حول القضايا الخلافية وان تتوحد القوي السياسية خلف مرشح الاخوان المسلمين حتي لانري هزيمة الثورة بأعيننا. ونري اعادة انتاج للنظام السابق مرة اخري. اما الدكتور سيف عبد الفتاح استاذ القانون بجامعة عين شمس فقال بانفعال شديد انه سيقاطع الانتخابات لانه لايتصور ان ينزل ويعطي صوته لشفيق او لمرسي. اضاف اعطاء صوتي لمن شارك في موقعة الجمل ومن يريد اعادة انتاج النظام القديم امر مرفوض تماما ولا نقاش فيه. اما جماعة الاخوان المسلمين فقد تخلت عن الثورة وارتكبت من الاخطاء والخطايا ما يجعل التعامل معها مرفوضا تماما. وانه عليها ان تقدم ضمانات مكتوبة بحضور القوي السياسية تتعلق بالدستور ورئاسة الوزراء وشكل الحكم في مصر والاتفاق علي تعيين نائبين من الثورة. وكل هذا يأتي اولا وقبل اي شئ اخر . المخرج السينمائي خالد يوسف القريب من حملة حمدين صباحي قال بداية غير مقبول ان يتهم احد المرشح حمدين صباحي بانه تسبب في الموقف الراهن لان الأصوات التي حصل عليها حمدين والتي كانت مفاجأة للجميع اثبتت انه كان جديرا بالترشح علي هذا المنصب, وكان الاجدر بغيره الانسحاب وليس هو. واضاف اما الوضع الحالي فهو وضع غريب وغير متوقع علي الاطلاق ويؤكد ان شيئا ما قد حدث في الكواليس لا نعرفه, ولكن في كل الأحوال نحن مستمرون في مشروعنا وكما قال حمدين لن نوجه احدا لاختيار اي مرشح فهو متروك لهم ولكن بالنسبة لي لا تصور ان ارشح احدا من النظام السابق فهذا مرفوض تماما بالنسبة لي.