الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية عالم جليل نجله ونقدر علمه ونحترمه فهو رمز يمثل سماحة الاسلام المعتدل ليس في مصر الأزهر فقط بل علي مستوي العالمين الاسلامي والعربي. وما تعرض له الدكتور علي جمعة في الأيام الماضية من هجوم شديد ونقد لاذع بعد زيارته للقدس أمر طبيعي يجب أن يتقبله فضيلة المفتي لأنه بهذه الزيارة خرج علي اجماع علماء المسلمين بمنع زيارة القدس والمسجد الأقصي وهما تحت الاحتلال الاسرائيلي والتي تعد اعترافا ضمنيا وتكريسا لوضع المحتل اليهودي الذي يسعي الي تهويد مدينة القدس منذ سنوات. إن المبررات التي أعلنها فضيلة المفتي لا تبرؤه هذه الزيارة التي استغلها الكيان الصهيوني في تجميل صورته الحقيرة أمام العالم بأنه يسمح ويرحب بزيارة الشخصيات الدينية في زيارة مدينة القدس والمسجد الأقصي. ألا تعلم يا فضيلة المفتي أن هذا الكيان المغتصب للأراضي الفلسطينية لن يترك شبرا واحدا من الأراضي المحتلة بل ويسعي منذ سنوات لتهويد مدينة القدس من خلال تغيير معالمها وطمس هويتها الاسلامية وبناء المستوطنات وتشريد أهلها. أليست القوات الاسرائيلية التي كانت تؤمن زيارتك يا فضيلة المفتي هي التي تقتحم باحات المسجد الأقصي كل فترة وتمنع المصلين من الصلاة فيه وتضرب وتعتقل الرجال والنساء والأطفال وتمنع حتي إمام المسجد الأقصي من أن يؤم المصلين فيه؟!! أنت تعلم أيضا انك لن تستطيع زيارة مدينة القدس أو الصلاة في المسجد الأقصي الا بموافقة وتأشيرة اسرائيلية وليست أردنية كما قلت فاذا كانت الأردن هي التي رتبت وأعدت الزيارة فالكيان الصهيوني هو الذي وافق ونظم وأمن الزيارة التي تصب في صالح التطبيع والرضا بالأمر الواقع. اذا كانت مدينة القدس تستصرخ العالم الاسلامي لوقف عمليات التهويد واذا كان المسجد الأقصي يستنجد بالمسلمين والحكام العرب خوفا من ان يهدم من كثرة الحفريات والأنفاق التي يحفرها الاسرائيليون تحته لهدمه فان خلاص مدينة القدس والمسجد الأقصي لن يكون الا بجهاد المسلمين ضد اليهود الذين اغتصبوا الأرض وسفكوا الدماء وشردوا العباد وليس كما قلت بعد عودتك من أن المقدسيين يحملونك رسالة للعالم للنظر في تهويد القدس فكلنا نعلم المخطط الصهيوني لتهويد هذه المدينة العزيزة علي قلوبنا جميعا. لقد جرحت مشاعر المسلمين في كل مكان بهذه الزيارة التي رفضها من قبلك البابا شنودة الثالث لأنه اعتبرها تطبيعا مع اليهود وحرصا منه علي مشاعر الفلسطينيين فكان أولي بك أن ترفض هذه الزيارة التي رفضها الأزهر الشريف الذي تنتمي له لأنها أساءت الي مصر والأزهر الشريف ولن يكفينا الاعتذار فماذا سنفعل حتي ننسي هذا الجرح.