تعد مدينة البعوث الإسلامية بالأزهر بحق منظمة الأممالمتحدة الإسلامية بما تضمه من ثلاثة آلاف طالب وطالبة يمثلون 105 دول عربية وإسلامية بل غير إسلامية من أبناء الأقليات الذين يعيشون في دول غير إسلامية في مشارق الأرض ومغاربها يتعايشون معاً ليلاً ونهاراً يتناقشون في همومهم العامة والخاصة ويتعاونون في حلها ما استطاعوا إلي ذلك سبيلاً ونظراً لتعدد مشكلاتهم وتنوعها فقد تقرر أن يكون لهم برلمان يتم من خلاله مناقشة أوضاعهم ومشكلاتهم وعرضها من خلال البرلمان علي مسئولي الجامعة الذين أثار تغيبهم عن الجلسة استياء لدي الوافدين.. حضرت "عقيدتي" آخر جلسات هذا البرلمان وسجلت ما تم فيها. شهدت جلسات برلمان الوافدين حواراً جاداً بين الدكتور عمر عبدالله كامل المشرف العام علي شئون الوافدين بالرابطة العالمية لخريجي الأزهر مع أعضاء البرلمان الذي يتشكل من الطالب أبوبكر توري "جمهورية مالي": رئيساً.. وعبداللطيف عبدالله عيسي "جمهورية افريقيا الوسطي" نائباً أول للرئيس.. وعبدالله قوبيلة "مملكة المغرب" نائباً ثانياً وبحضور 68 طالباً من جنسيات مختلفة. أكد أبوبكر توري رئيس البرلمان أن هناك العديد من المشكلات الخاصة بالوافدين سواء فيما يتعلق بالامتحانات وتأخر إعلان النتائج وخاصة في السنوات النهائية مما يجعل الخريج يسافر قبل الحصول علي شهادته كما أن هناك مشكلات أخري تتعلق باللغة العامية التي يتحدث بها أعضاء هيئة التدريس بالكليات مما يجعل الطلبة الوافدين يفتقدون التواصل وعدم فهمهم لتلك اللغة لأنهم يجيدون الفصحي فقط. تعجب رئيس برلمان الوافدين من تغيب ممثل لجامعة الأزهر رغم أن غالبية المشكلات متعلقة بها وقد كان مقرراً أن يحضر الدكتور إسماعيل شاهين نائب رئيس الجامعة إلا أنه لم يحضر أو يرسل من ينوب عنه حتي تكون الجلسات أكثر فاعلية وتأثيراً . بدأ رئيس البرلمان أبوبكر توري بعرض المضبطة والتي طرحت عدة محاور أهمها: ارتفاع رسوم الدراسة لبعض الطلاب الوافدين بمركز "الشيخ زايد" لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها الأمر الذي يحول دون التحاقهم بالمركز والاستفادة منه لتنمية مهاراتهم اللغوية حيث أوصي البرلمان المطالبة بإعادة النظر في رسوم المركز بما يتناسب وقدرات الطلاب المالية. حول مشكلة ارتفاع رسوم الالتحاق بمركز "الشيخ زايد" قال د. عمر عبدالله كامل: إنه لاحظ الضعف العلمي للطلاب الوافدين بسبب عدم تمكنهم من اللغة العربية وأكد علي ضرورة أن يكون الطالب الوافد حاصلاً علي شهادة معادلة للثانوية الأزهرية من موطنه حيث يصل البعض للأزهر دون استطاعة التحدث بالعربية الأمر الذي أدي إلي تعسر الوافدين للاستمرار بالدراسة فضلاً عن أن اندماج الوافدين بالمجتمع المصري مما أدي إلي ضعف استخدامهم للغة العربية. قدم دكتور عمر كامل حلاً للمشكلة بأن انشاء كلية العلوم الإسلامية للوافدين تمكن الطالب من التدرب علي المهارات اللغوية الأربعة في السنة التمهيدية ثم التأهيل لدراسة مواد متخصصة في علوم الشريعة وأصول الدين والفقه والتفسير واللغة العربية ثم ينتهي الطالب من السنة الرابعة ليحصل علي الإجازة العالية في العلوم الإسلامية وبهذا يصبح عالما شاملا وخطيبا يجيد العلوم الشرعية والعربية ولكن هذه الكلية لم يكن الإعلام والإعلان عنها كافياً بالشكل المناسب والكافي ولهذا نعمل الآن علي تعريف الطالب بها حتي يمكنهم الاستفادة منها. انتقد الدكتور عمر عبدالله كامل بعض الإجراءات الخاطئة التي تتم في استقبال الوافدين حيث يجري اختبارهم في اللغة العربية بالقاهرة وبالتالي يكون من الصعب إعادتهم إلي بلادهم إذا كانت درجة إجادتهم للعربية دون المستوي ويلتحقون بالمعاهد الأزهرية وجامعة الأزهر ومستواهم ضعيف مما يجعل نسبة استيعابهم قليلة ويرسب كثيرون منهم ويكتفي آخرون بالحفظ وعدم الذهاب إلي الجامعة مع أن الاستمتاع إلي المحاضر لا يقل أهمية عن تحصيل العلوم من الكتب بدون شرح من أعضاء هيئة التدريس ويتميز التعليم الأزهري بأنه يجمع بين الحفظ والفهم بوسطية واعتدال يتميز بها الأزهر عن غيره من المؤسسات التعليمية العالمية. مشكلات الوافدين تحدث أعضاء البرلمان حول أهم المشكلات التي يتعرضون لها ويطالبون بسرعة حلها وتمثلت أهم هذه المشكلات المعروضة في الإضرار التي يتعرض لها الخريجون نتيجة تأخر استلامهم للشهادات لأكثر من عامين مما يتسبب في ضياع فرص عمل للطلاب سواء في بلادهم أو بلاد أخري بالإضافة إلي تأخر فرصة الالتحاق بجامعات أخري. ولم تتوقف مشكلات الوافدين عند هذا الحد وإنما امتدت شكواهم إلي مشكلة عدم ترجمة الشهادات الأزهرية غير الموحدة من الجامعة التي تصدر الشهادات باللغة العربية علي ورقة كبيرة وبنفس صيغة تخرج الطلاب المصريين مما يجعل الطلاب الوافدين يقومون بأنفسهم بترجمتها ذاتياً وكل خريج علي حدة مما يؤدي إلي ضياع الثقة أو تقليلها بين الخريجين والجهات المختصة سواء تعليمية أو مهنية في بلادهم أو بلدان أخري وليست هذه المشكلة خاصة بشهادة الليسانس أو البكالوريوس فقط وإنما تمتد إلي صيغة كتابة الشهادة سواء الماجستير أو الدكتوراة أو الدبلومة تكون واحدة مما يفقد قيمتها. تطرقت جلسة برلمان الخريجين إلي تأخر إعلان النتائج وخاصة في السنة النهائية مما يجعل الطالب يسافر إلي بلاده بدون الحصول علي النتيجة مع أن هذا يمكن أن يتم عن طريق الإنترنت. وقد أوصت بالجلسة بمناشدة الجامعة بسرعة إعلان نتائج الامتحان بعد الانتهاء منها بمدة 15 يوماً ولو للوافدين علي وجه الخصوص دون الانتظار لإعلان النتيجة العامة لكل الطلاب المصريين حتي يتم تسليم الشهادات بعد إعلان النتائج بعد خمسة عشر يوماً أخري علي الأقل حتي يتسني للطالب الحصول علي الشهادة بدلاً من انتظاره عاماً أو أكثر. طالب البرلمان جامعة الأزهر بأن تقوم بترجمة موحدة لشهادات الوافدين بكل اللغات الأجنبية الحية وخاصة اللغتين الانجليزية والفرنسية بصيغة موحدة حتي لا تفقد المصداقية حتي ولو كان ذلك مقابل رسوم رمزية يدفعها الطالب إذا كانت الترجمة تمثل عبئاً مادياً علي الجامعة. أشار الوافدون إلي أهمية التزامن بين استخراج تذاكر السفر للوافدين والعودة إلي بلادهم مع انتهاء إقامتهم بالمدينة وإعلان النتائج بدلاً من إنهاء الإقامة بالمدينة قبل استخراج التذاكر وإعلان النتائج. حث الوافدون أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر علي التحدث بالفصحي دائماً والبعد عن العامية وكذلك البعد عن الاعتماد علي الحفظ فقط دون الفهم بل لابد من الجمع بينهما والاستفادة من وسائل البحث الحديثة عن المعلومات عن طريق الإنترنت. وعد الدكتور عمر عبدالله كامل بعرض الأمر علي المسئولين في جامعة الأزهر لحلها باعتبارها مطلباً مشروعاً ومن مهام الجامعة التجاوب مع مطالب أبنائها سواء أثناء الدراسة أو بعد تخرجهم حتي لو استلزم الأمر استخراج قرارات من الدكتور أحمد الطيب بذلك وكذلك لابد من إسهام الدول التي لها طلاب بالأزهر بسداد ما عليهم من مسئوليات مادية تجاه طلابها بالأزهر حتي يستمر في أداء رسالته علي أفضل وجه ومن المؤسف أن الدول العربية والإسلامية الغنية هي التي تتأخر في سداد ما عليها من التزامات مادية وأن تستشعر تلك الدول أهمية الدراسة في الأزهر وأنها أقل تكلفة حتي أن طالب الطب الأزهري لا تزيد تكلفته الدراسية عن طالب الطب بماليزيا عن 20%. تطرق البرلمان لمشكلة تكدس الطلاب أمام منافذ الجوازات الخاصة بتجديد الإقامة بمصر حيث أوصي البرلمان بضرورة إنشاء إدارة تتولي إجراءات تجديد الإقامة دون الحاجة للوقوف أمام تلك المنافذ. عقب السيد جهلان علي مشكلة تكدس الطلاب قائلاً: إن مكتب جوازات حدائق القبة قد ضم لمكتب جوازات مدينة البعوث الأمر الذي أدي لظهور المشكلة أمام الطلاب ووعد بتخصيص مكتب لتجديد الإقامة للطلاب الوافدين سواء كانوا مقيمين داخل مدينة البعوث أو خارجها وهو الأمر الذي ستوصي الرابطة برفعه لفضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر لاتخاذ القرار المناسب. قال إسماعيل أبوالهيثم: قيادات الأزهر وعلي رأسها الدكتور أحمد الطيب لا تدخر جهداً عن تلبية أي مطلب للوافدين لإيمانه الشديد بأنهم رسل الدعوة الإسلامية الأزهرية الوسطية إلي بلادهم ولهذا فإن مطالب برلمان الوافدين في هذه الجلسة والجلسات القادمة سيتم رفعها واتخاذ قرارات سريعة فيها كما ستشهد الجلسات القادمة مزيداً من الغموض في مشكلات الوافدين والعمل علي حلها.