إن مما يفخر به المسلم هو حفاوة الاسلام باليتيم قبل ان تحتفل به المنظمات والهيئات الدولية بتخصيص يوم في العام. إذ جعله موضع تقدير المجتمع كله. والتفافه حوله كل وقت وحين. عندما رفع مقام الحدب الحاني عليه الي قريب من مقام النبي صلي الله عليه وسلم وكفي به من حظوة ومقام لمجرد انه وضع اليتيم ورعايته منهج حياة. لقول النبي صلي الله عليه وسلم :"أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا. وأشار بالسبابة والوسطي وفرج بينهما" رواه البخاري. وخص البيت الذي فيه يتيم يجد الرعاية اللازمة بالخيرية علي جميع بيوت الأمة فقال: "خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه. وشر بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يساء اليه" رواه ابن ماجة. بل وجعل أم اليتيم التي نسيت حظوظ نفسها وما يستهوي النساء عادة من زينة وتجمل وبحث عن الهيئة الحسنة لتلفت أنظار الرجال تزاحم النبي صلي الله عليه وسلم علي باب الجنة. فقد قال صلي الله عليه وسلم:"انا أول من يفتح باب الجنة. إلا أني أري امرأة تبادرني فأقول لها: مالك. ومن أنت؟ فتقول : أنا امرأة قعدت علي أيتام لي" .. رواه أبويعلي .. ورواية ابي داود عن عوف ابن مالك الاشجعي ان رسول الله صلي الله عليه وسلم لأ سأنا وامرأة سفعاء الخدين يوم القيامة كهاتين .. وأومأ بالوسطي والسبابة. امرأة آمت زوجها ذات منصب وجمال حبست نفسها علي يتاماها حتي بانوا أو ماتوا" وآمت زوجها أي فقدت زوجها..! وهكذا نجد روح الاسلام داعية الي اهتمام المجتمع كله باليتيم بعامة. والدائرة المحيطة به بخاصة. لا يوما ولا شهرا ولا سنة. ولكن كل يوم وكل شهر وكل سنة حتي يتجاوز مرحلة اليتم ويعتمد علي نفسه. وجزاء ذلك وأجره عند الله من الوفرة والحظوة بمكان. ولقد دلت الاحاديث السابقة علي ارتقاء الأجر وارتفاع الدرجات عند الله وفي الجنة ولله في خلقه شئون وافضال لاشأن لأحد في قسمتها وتخصيصها..! وغني عن البيان ان ليس كل يتيم فقيرا بل هناك اليتيم الغني مالا. الفقير رعاية وعطفا وحنانا. لانه فقد القيم المتوكل بذلك. ومن أجل ذلك كان المجتمع كله مسئولا عن تعويضه عن ذلك ابتغاء ما عند الله. اما الذي يتوكل بادارة شأنه المالي فعليه ان يحسن هذه الادارة مع الحرص التام علي سلامة المال وحسن تصريفه حتي يبلغ الرشد والعقل. أي حتي يصير أهلا لادارة أمواله بنفسه دون مساعدة من أحد. ولذلك يقول الحق تبارك وتعالي: "وآتوا اليتامي أموالهم ولاتتبدلوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا أموالهم إلي أموالكم إنه كان حوبا كبيرا" "2 النساء".