* يسأل ص.ع.ح من القاهرة: اتصل بي بعض الأصدقاء ورغبني في العمل معه بالمؤسسة التي يعمل بها ولما التقيت بالمسئول الأول وعاهدوني علي أن أكون أحد رجالهم وفوجئت بهم لا يتقون الله في عملهم فماذا أفعل في هذا اليمين الذي عاهدتهم عليه؟ وما الحكم إذا كان هذا المسئول عضو للجنة السياسات وظاهره يختلف عن باطنه فهل يجوز كشف أمره؟ ** يقول د.صبري عبدالرءوف أستاذ اللغة بجامعة الأزهر: جاء في كتاب أدب الدين والدنيا للماوردي: تنقسم أحوال من دخل في عداد الإخوان أربعة أقسام: منهم من يعين ويستعين ومنهم من لا يعين ولا يستعين ومنهم من يستعين ولا يعين ومنهم من يعين ولا يستعين: فأما المعين والمستعين فهو معاوض بنصف يؤدي ما عليه ويستوفي ماله فهو كالمقرض يسعف عند الحاجة ويسترد عند الاستغناء وهو مشكور في معونته ومعذور في استعانته فهذا أعدل الإخوان. وأما من لا يعين ولا يستعين فهو متروك قد منع خيره وقمع شره لا صديق يرجي ولا عدو يخشي وإذا كان الأمر كذلك فهو كالصورة المحتلة يرزقك حسنها ويخونك نفعها فلا هو مذموم لقمع شره ولا هو مشكور لمنع خيره وإن كان باللوم أجدر. وأما من يستعين ولا يعين فهو لئيم كل ومهين مستذل قد قطع عنه الرغبة وبسط فيه الرهبة فلا خيره يرجي ولا شره يؤمن وحسبك مهانة من رجل مستقبل عند إقلاله ويستقبل عند استقلاله فليس لمثله في الإخاء حظ ولا في الوداد نصيب. وأما من يعين ولا يستعين فهو كريم الطبع مشكور الصنع وقد حاز فضيلتي الابتداء والاكتفاء فلا يري ثقيلاً في نائبة ولا يقعد عن نهضة في معونة فهذا أشرف الإخوان نفساً وأكرمهم طبعاً فينبغي المن أوجد له الزمان مثله وقل أن يكون له فضل لأن البر الكريم والدر اليتيم.. إلخ. فهذه الصفات تدل علي ما ينبغي أن يكون الإنسان عليه من خلق وتبين أن كريم الطبع من يتعامل مع الله وأن التعاون لا يكون إلا في الخير فقط فهذا يدل علي أن خير معين من كان في الحق وللحق أن غير ذلك فهو باطل. جاء في مسند الإمام أحمد أن النبي صلي الله عليه وسلم كان يقول: من يؤويني؟ من ينصرني؟ حتي أبلغ رسالة أبي وله الجنة. وجاء في سنن ابن ماجه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر وإن من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير فطوبي لمن جعل الله مفاتيح الخير علي يديه وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر علي يديه. فكفر عن يمينك يا أخي ولا تعاون علي الشر وأبلغ عن هذا المسئول الذي يظهر خلاف ما يبطن والله عز وجل سيكشف أمره وأمر من يتعاونون علي الشر ليكون عبرة لغيره ودوام الحال من المحال.