* يسأل أحمد عثمان - مصر الجديدةالقاهرة: ما حقيقة الرقية الشرعية وحكمها وهل تغني عن التداوي العلاجي الطبي؟ ** يجيب فضيلة الدكتور أحمد محمود كريمة - الأستاذ بجامعة الأزهر بقوله: من المقرر شرعاً وجوب حفظ النفس. قال الله - عز وجل - "ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما". "ولا تلقوا بأيديكم إلي التهلكة". فالحياة من أجل نعم المنعم - سبحانه - فتجب المحافظة عليها بالأسباب المشروعة من غذاء ودواء وكساء وغير ذلك. والتداوي مشروع ويجب لدفع المرض عن الجسد كله أو بعضه. قال سيدنا رسول الله - صلي الله عليه وسلم - "تداووا عباد الله فما أنزل الله - تعالي - من داء إلا أنزل له الدواء - عدا الموت -".. وقد اتخذ رسول الله - صلي الله عليه وسلم - أطباء. وتعاطي وصفات علاجية حسية كوصفات أعشاب ونحوها حسب عصره. وهذا من أنواع الأدوية الحسية. أما الأدوية المعنوية فالدعاء لله عز وجل مع اليقين ان الشفاء منه واللجوء إليه "وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم". والرقي الشرعية باب من أبواب الدعاء لله - تعالي - مع الأخذ بأسباب التداوي المشروعة. والرقي من جهة مفهومها قال ابن الأثيرة: الرُقية: العوذة التي يرقي بها صاحب الآفة. وحكمها التكليفي الجواز فيما نص عليه الدليل الشرعي ومن ذلك ما رواه مسلم والترمذي بسندها عن أنس - رضي الله عنه - "رخص رسول الله - صلي الله عليه وسلم - في الرُقية...". وقوله - صلي الله عليه وسلم - "من استطاع منكم ان ينفع أخاه فليفعل". أما أخبار النهي فهي في الشرك وما يؤدي إليه من ألفاظ ومعان. والرقي قسمها الإمام القرطبي- رحمه الله تعالي -: أحدها: ما كان يرقي به في الجاهلية ما لا يعقل معناه فيجب اجتنابه لئلا يكون فيه شرك أو يؤدي إلي الشرك. الثاني: ما كان بكلام الله - تعالي - أو باسمائه فيجوز فإن كان مأثوراً فيستحب. الثالث: ما كان بغير اسماء الله - تعالي - من المخلوقات فإن كان توسلاً بالعرش والكعبة وما أشبه فالأولي تركه. وان كان تعظيماً لغير الله - تعالي - لمعتقدات شرك أو تؤدي إليه فيجب تركه. وقال الشوكاني - رحمه الله تعالي -: التداوي بالدعاء ينجح بأمرين: من جهة العليل وهو صدق القصد. والآخر: من جهة المداوي وهو توجه القلب إلي الله تعالي والتوكل علي الله تعالي. ومما ينوه به وينبه عليه ان الرقية لا تؤثر بذاتها بل بقدر الله - تعالي - ولا يقتصر عليها فقط بل مع أسباب التداوي.