نظم معهد الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس يوماً ثقافياً تحت رعاية د. عمر الشوربجي - عميد المعهد - الذي أكد في كلمته أن اليوم الثقافي يأتي استكمالا للأدوار الخدمية التي يقوم بها المعهد لخدمة المجتمع من خلال مركز رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة الذي يعد مركزاً نموذجيا في تخصصه ونواة يسعي المعهد من خلالها لإنشاء مركز قومي للإعاقة علي مستوي الجمهورية مشيراً إلي ان اليوم الثقافي يهدف إلي نشر الثقافة العلمية المبسطة وتهذيب الذوق العام من خلال مجموعة من الانشطة الثقافية والفنية. معلناً عن بدء تشكيل فريق مسرحي تابع للمعهد. وبدأت فعاليات اليوم الثقافي بندوة علمية حول "المدرسة وعمالة الاطفال" تحدث خلالها د. جمال شفيق - أستاذ علم النفس الاكلينيكي ورئيس قسم الدراسات النفسية للاطفال - عن تأثير الاعباء الدراسية علي صحة الطالب النفسية والبدنية خاصة أنه يقضي ما يقرب من 18 ساعة يومياً في الدراسة ما بين حصص دراسية في اليوم الدراسي ومجموعات تقوية ودروس خصوصية ثم يليها أداء واجبات دراسية مرهقة. وعن أهم الآثار النفسية الواقعة علي أطفال المدارس نتيجة الاعباء الدراسية المتصلة أشار د. جمال شفيق إلي أن دراسة الطفل لفترة طويلة خلال اليوم تؤدي إلي شعوره بالارهاق الجسدي والعصبي وتضعف قدرته علي الانتباه والتركيز وتفقده القدرة علي التفكير الابداعي والابتكاري بما يؤدي إلي انخفاض مستوي تحصيله الدراسي وتضطرب علاقته بوالديه نتيجة للوهم المتكرر له لشعورهم بعدم تقدمه في الدراسة رغم طول الفترة التي يقضيها في الدروس والمذاكرة بجانب اضطراب علاقته بمدرسيه نتيجة عدم قدرته علي انجاز كل الواجبات الدراسية كل ذلك يدفع الطفل إلي أن يكره بعض المواد الدراسية أو كلها بل قد يصل الأمر إلي عدم رغبته في استكمال دراسته ويلجأ إلي التمارض والكذب والهروب من أداء الواجبات الدراسية وقد تنهار نفسية الطفل نتيجة لكثرة الاعباء الدراسية ويقع ضحية للأمراض النفسية. ودعا د. جمال شفيق إلي ضرورة إجراء موازنة في حياة الطفل حتي لا يطغي الجانب الدراسي علي جوانب حياته بالإضافة إلي عدم المبالغة في إعطاء الطفل دروس تقوية في كل المواد والاقتصار علي المواد التي يحتاجها فقط لتخفيف حدة الاعباء علي الطالب. وناشد وزارة التربية والتعليم لإعادة النظر في المناهج الدراسية وحذف غير الضروري منها وعلي المدرسين انتقاء التمرينات التي تساعد علي الفهم والابتكار والبعد عن التكرر وتحفيز الطلاب علي أداء الواجبات الدراسية بالهدايا والحوافز المعنوية بدلا من التهديد والوعيد كما يجب ان تتخلل فترات المذاكرة فترات راحة وممارسة وسائل الترفيه التي يحبها الطفل بالإضافة إلي قيام الاخصائيين النفسيين في المدارس بتقديم خدمات الأرشاد النفسي للطالب عن كيفية تنمية مهارات الاستذكار وطرق وأساليب المذاكرة المفيدة.