قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "أنا ابن الذبيحين" صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم رواه الحاكم. ان النور النبوي الذي انتقل من الأصلاب الطيبة إلي الأرحام الطاهرة عبر التاريخ الطويل حماه الله من أحداث كادت تطفئه وتوقف مسيرته من أبرزها فداء جده إسماعيل من الذبح علي اثر الرؤيا التي رآها أبوه إبراهيم عليهما السلام.. فلو لم يكن هذا الفداء فمن أين كان يوجد العرب الذين ولد منهم النبي صلي الله عليه وسلم. كذلك فداء أبيه عبدالله نفسه وإنقاذه من المصير الي كان سيصير إليه إسماعيل من قبله.. ذلك أن عبدالمطلب لما أراد حفر زمزم بعد أن طمست. منعته قريش وآذاه سفهاؤهم ولم يكن له إلا ولد واحد هو الحارث.. فنذر إن رزقه الله عشرة من البنين يكونون له عوناً أن يذبح أحدهم قربانا له.. فاستجاب الله دعاءه. ثم جاءه من يأمر بالوفاء بنذره. فضرب السهام علي أولاده فكانت القرعة علي ولده عبدالله.. وتكرر ضرب السهام فلم تتغير النتيجة. وانتهي الأمر كما هو وارد في كتب السيرة والتاريخ إلي فدائه بمائة من الإبل. وبهذا ادخر الله عبدالله كما ادخر إسماعيل من قبل ليكون منهما سيد الأنبياء محمد عليه الصلاة والسلام. كما هناك إرهاصات وعلامات كثيرة تتصل بالمولد النبوي روتها كتب السيرة ودلائل النبوة ظهرت أثناء الحمل به أو عند ولادته تجاوزت مكة وأهلها إلي البلاد المجاورة. بل تجاوزت الأرض إلي السماء. والإنس إلي الجن والإنسان إلي الحيوان والطير كارتجاج إيوان كسري وخفض بحيرة طبرية وخمود نار فارس وغير ذلك من الأحداث التي نقف منها موقف الاحتمال دون القطع واليقين وكل ذلك بأمر الله وقدرته وما سطره القرآن يكفي في الاقناع الكامل. فإن الله سبحانه وتعالي هيأ الكون كله منذ آلاف السنين ليستقبل الوليد الجديد الذي تختم به الرسالة وتتم النعمة ويكمل الدين. وتبدو عظمة النبي صلي الله عليه وسلم فوق ما مَنَّ الله به عليه من الرعاية الكاملة والرسالة الشاملة. تبدو في سيرته وسلوكه قبل البعثة وبعد البعثة. فقد عاش شريفا كريما عفيفا أبيا صادقا أمينا مجاهدا مكافحا صابرا محتسبا. بلغ الرسالة وأدي الأمانة ونصح الأمة وترك لنا دينا حَوَّل بمبادئه مجري التاريخ وليس هناك من تكريم له ولذكراه أحسن من اتباع هديه والتمسك بكتاب الله وسنته فهو القائل "من أحبني فليستن بسنتي".