* بإذن الله وعونه سيصدر هذا العدد من جريدة عقيدتي الغراء والحبيبة إلي قلبي يوم 24 يناير ..2012 أي قبل يوم واحد من الذكري الأولي لثورة 25 يناير.. وأمامنا في هذه الذكري طريقان لا ثالث لهما: * فأما الخيار الأول: ويتلخص في أن تتحول هذه الثورة وذكراها الأولي إلي أيقونة وذكري جميلة تعتز بها كل الأجيال ويتكرر الاحتفال بها دورياً ويسعد بها المصريون كل عام.. ولن يكون ذلك إلا إذا حرصنا علي سلمية الاحتفال والتظاهر في هذه الذكري الغالية.. وإلا إذا حرصنا علي المباني الحكومية العامة والممتلكات العامة والخاصة.. وإذا اطلقنا قنابل المولوتوف طلقة بائنة لا رجعة فيها.. وإلا إذا استكملنا مطالب الثورة بشعار "سلمية.. سلمية".. الذي بدأته هذه الثورة بنجاح.. وليس "مولوتوفية.. مولوتوفية". * فهل نحن أقل من تونس حتي تحتار الأمة المصرية ويصيبها القلق الشديد في ذكري الثورة. * هل ستسبقنا تونس في كل شيء.. في الثورة.. وفي حل مشكلة الرئيس.. وفي التوافق الوطني.. وفي منع الاستقطابات الحادة بين أطياف المجتمع.. وفي التوافق علي الدستور دون مزايدات رخيصة.. وفي استلهام إسلامي تونس لمسئوليتهم التاريخية.. وسوق تونس إلي الحق والشرع بالتدرج والحكمة والعقلانية التي حثت عليها مقاصد الشريعة الإسلامية.. والتي جاءت بها أوامر الشريعة في عهد النبوة الأولي.. والتي حرمت الربا والخمر والميسر علي مراحل. * ثانياً أما الخيار الثاني: * فهو أن يحمل كل منا المولوتوف.. ويحرق كل منا مؤسسة حكومية. * أو يحمل كل منا حجراً ليلقيه علي السيارات أو الشرطة أو الجيش أو متظاهرين مناهضين لفكرته. * أو يحمل كل منا لساناً حاداً يشتم به كل القوي الأخري المناهضة له. * أو يحمل كل منا سكيناً أو خنجراً ليوم 25 يناير "يوم الفصل الأكبر" الذي سيتضح بعده من سيحكم مصر.. هل الثوار.. أم المجلس العسكري.. أم الإسلاميون؟ * أو يحمل كل منا قلباً أسود يحرق الوطن بالضغائن والأحقاد.. بدلاً من أن ينيره بالتسامح والتغافر. * أو يحمل كل منا وقوداً ليعيد ذكري حريق القاهرة الكبري في أوائل الخمسينات في القرن الماضي.. والذي لا يعلم أحد حتي الآن من أحرقها. * أيهما تختارون أيها الناس؟ * نعم الثورة لم تحقق كل مطالبها.. ولكن كما تحققت المطالب من قبل بمباديء التوافق والسلمية وتوافق الثوار مع الشعب والجيش.. فيمكن أن نحقق الكثير والكثير من المطالب بالسلم والتوافق مع التظاهر والاحتفال. * إن مصر الآن تحتاج إلي عود ثقاب فقط لتشتعل.. فالأزمة الاقتصادية زادت عن حدها.. وهناك أزمات مفتعلة في السولار والبنزين وأنابيب البوتاجاز.. فهل نطفيء الحرائق أم نشعلها؟ * هل نبدأ في الإنتاج.. أم نخرب ما تبقي لنا من الوطن. * أما كفانا أن المشروع النووي السلمي الوحيد في مصر قد احتله البدو.. وكأننا لسنا في دولة أو كأننا في غابة.. أو كأن هذه الأرض قد تملكها هؤلاء القوم بالتقادم مع أن البدو أخذوا كل شيء قبل ذلك.. وباعوا معظم الأراضي التي عندهم.. وكأنها أرضهم.. ثم ها هم يريدون أن يبيعوا أيضاً هذه الأرض لكبار المستثمرين ورجال السياحة. * إن هذا لم يحدث في أي دولة علي الإطلاق.. فهل مصر تحتاج إلي فتيل آخر ليشعل البقية الباقية فيها؟ * فمتي نبدأ الإنتاج.. ومتي نبدأ العمل.. ومتي نطفيء الحرائق.. ومتي نغرس العفو والصفح الجميل؟ * متي نهدأ لنبني بعد أن تهدم الكثير من وطننا؟ * إن قنبلة مولوتوف واحدة لا تتكلف عشرة جنيهات كافية بإشعال الموقف في ذكري الثورة.. وعندها سيلقي كل واحد بالتهمة علي الآخر.. ويتباري القوم في التبرؤ من المسئولية.. ويندم البعض علي مشاركته.. ويندم الآخر علي سلبيته.. ويندم الثالث علي أنه لم يأخذ علي أيدي الآخرين.. وهكذا.. ولكنه ندم حيث لا ينفع الندم.