أكد الدكتور معتز بالله عبدالفتاح - استاذ العلوم السياسية جامعة القاهرة - ان المجتمع غير قادر علي ان يستوعب انتقاداته ويحقق أهداف الثورة لأن نجاح الثورة أضعف جهاز المناعة للحكومة. والجسد السياسي لا يستطيع ان يعيش بأسلوب الماضي. والمجتمع حدث فيه تغير ثقافي للجيل الجديد. لا يستوعبه الجيل القديم. فالمجتمع اليوم مفتوح لأنه تجري فيع عملية جراحية ولا يجوز الحكم عليه الآن حيث نعيش في مرحلة إنتقالية كانت الدولة تدار ويحكمها شخص واحد لمدة 30 سنة وهو رئيس المؤسسة العسكرية وتدار بمنطق العزبة والمافيا. والشعب المصري قد عاني عقودا من القهر والاستبداد أدت به الي تخبط في ممارسة الحريات. وأهمية الحرص علي إكتساب مهارات تطبيق الديمقراطية تتضمن في ضوئها استعداد المواطن في الحصول علي حقوقه المشروعة. مع الإلتفات إلي أهمية تطبيق معاني التعايش وقبول الطرف الآخر دون تعصب. وكل ما قدم لنجاح الثورة شيء زهيد إذا قورن بما قدم في ثورات أخري فالشهيد عندنا ب50 ألف شهيد من الثورات الأخري. جاء ذلك في الندوة التي عقدها المجلس القومي للشباب بحضور جمع غفير من شباب مصر يتقدمهم المهندس خالد عبدالعزيز - رئيس المجلس القومي للشباب - واللواء عثمان حجاج المدير التنفيذي للمجلس القومي للشباب - والدكتور محمد رفاعي مساعد رئيس المجلس القومي للشباب - وقيادات المجلس. أوضح د.معتز أنه لا يصلح اليوم ان نوقف الاحتجاجات بالقوة أو قتل العمال كما حدث لعمال كفرالدوار أو السجن للبعض الآخر كما حدث في ثورة 52 والمستقبل اليوم لا يخرج من تصحيح مسار الدستور والحكم والمجتمع المدني فالدستور كلنا مصريون وليس فينا أجانب سواء كان إخوانيا أو سلفيا أو مسيحيا أو يساريا أو ليبراليا فالدستور لنا جميعا ولا يجوز ان نشكك في فئة دون الأخري لأن الجميع يعمل لمصر. وما يقال: مصر أو الإسلام؟ هذا خطأ لأن الإسلام لا يدخل في تناقض مع مصر لأن الانتماء للوطن أوسع من الانتماء الديني فلابد للاثنين معا. فالمجتمع الآن متفرق سياسيا ومتشرزم سياسيا لأنه منذ 60 سنة كان السجن والسحل لمن يتكلم في السياسة والناس تخاف ان تتكلم مع بعضها البعض وكلهم خائفون من عرض وجهة نظرهم السياسية أو الحديث في الدستور فالقوي السياسية الآن ساحة للتراشق حتي لو كانت لصالح المجتمع وحتي لا يشك الآخر ان هذا لا يعمل لصالح الوطن فكان لابد لطرف ثالث ان يكون جسراً بين هذا وذاك بين الطرفين. فكان لابد من طرف ثالث يجمع بين القوي السياسية في مصر والمجلس العسكري. فكان بيت الحكمة الذي أنشيء من اجل ذلك وأنا عضو فيه ومجموعة أخري تعمل لصالح الوطن واجتمعنا مع العسكر والقوي السياسية في مصر واتفقنا بعد مناقشة جميع الدساتير الموجودة في بعض الدول ودستور 71 ولم نجد أفضل من دستور 71 المصري فالأربعة أبواب الأولي لا خلاف عليها وتحتاج فقط لتعديل ما بعد ذلك من قوانين تعديل انتخابات رئيس الجمهورية ونظام المؤسسات والبرلمان وغيرها لأنه ولو حاولنا تغيير الدستور كاملا هذا يحتاج اعواماً. فهناك دول عدلت دستورها كاملاً أخذت 5 سنوات والوضع الآن لا يستحمل ذلك ودستور 71 رائع ويحتاج تعديل أبواب فقط وهوية البلد لم تكن في الفترة السابقة آمنة في تطبيق الدستور لأنهم كانوا يريدون تحويل البلد الي ملكية خاصة لهم فالخلل لم يكن في الدستور ولكن في التطبيق. ومن يقول اليوم: نطبق أحكام الشريعة الإسلامية. وهناك من يقول: مباديء الشريعة. وهناك فرق بينهما كبير فالحكم بالشريعة يلزمنا بفقه معين مثل السعودية رغم ان عندنا الأزهر يدرس جميع المذاهب الأربعة وهنا مذهب مالك في الصعيد وبحري الشافعي وغيره ومثلا الخمر عند أحد المذاهب محرمة إذا كانت من العنب الأحمر يعني الخمر وإذا كانت من غير العنب الأحمر عنده ليست محرمة فالحكم بمباديء الشريعة أوسع وأحكم لأنه يشمل المذاهب الأربعة وغيرها. الحكومة الحالية وقال د.معتز بالله: ان الحكومة الآن تتجه الي الانتخابات البرلمانية وهناك مجموعة سياسية خائفة من فوز حزب معين لأن فوزه يعطيه حق تشكيل حكومة جديدة. وهذا ما لا تريده. فما الحل. ان تترك الجماعة الفائزة بالبرلمان الحكومة تعمل كما هي إلي أنتخابات الرئاسة لأن آداءها الآن جيد فالأمن مستقر بعض الشيء وبدأت المصالح تنتظم في العمل فعليهم ان يجددوا الثقة في الحكومة ويحاسبوها إذا أخطأت لأن الحكومة الآن لها رؤية تطبقها وهي خير للبلد ولا ننسفها لحسابات حزبية ويراقبها البرلمان ويحدد لها الأولويات في مجلس الشعب ويسمع خططها للمرحلة القادمة ويركزوا علي الدستور وتعديله أفضل لأن بولندا من 89 الي 97 اختلفوا فيها علي تعديل الدستور أو وضع دستور جديد ولم ينفذ إلا بعد 8 سنوات ولا نريد ذلك والمجتمع المدني مصطلح لم يفعل في مصر لأن الحكم كان لحزب واحد هو كل شيء فلابد في المرحلة القادمة من تنشيط المجتمع المدني الآن لأن كل دول العالم المجتمع المدني فيها اساسي وعلي الشباب المصري الذي ليس له ميول حزبية ان يتجه الي المجتمع المدني وهو مجتمعات متجمعة لها هوية واحدة وقواسم مشتركة تجتمع معا برؤية واحدة وسابقة عن الحزب لأن المجتمع المدني هو حزب علي ما هو وطني وهنا نترك لكل واحد الاختيار لأن الاختلاف بطريقة متحضرة ديمقراطية ونقول لصالح الوطن إن تعديل دستور 71 أفضل من التغيير والمطلوب تعديل قانون انتخابات رئيس الجمهورية ومجلس الشعب والحصانة للعضو لأن في السابق كانت تستغل الحصانة للسيء ومخالفة القانون وفي العالم عضو مجلس الشعب يطبق القانون عليه لأنه هو الذي وضعه فإذا لم يطبقه. فمن يطبقه؟! مواصفات الرئيس وفتح باب الحوار بين الشباب والدكتور معتز وأجاب علي اسئلتهم بالتالي: * سألت ياسمين جمال - بني سويف - رئيس الجمهورية القادم هل يستطيع ان يصلح وإذا لم يصلح هل نقوم بثورة جديدة أم ماذا؟ ** أجاب الدكتور معتز: لابد لرئيس الجمهورية ان يكون ذات مواصفات خاصة منها القوة والقبول والرغبة والأمانة ويكن شخصا تولي إدارة مؤسسة كبيرة حتي تكون لديه مهارات إدارية وسابق خبرة في كل شيء والأمانة تعني أنه إذا أكل بالمعروف ولا يأكل من تحت "الترابيزة" وان يقيم دولة عصرية تحترم القانون ويكون معه أعضاء برلمان ذات شخصية يخافون الله في التشريع للقوانين لمصلحة الدين والوطن ولا يكون كالسابقين مساعدين له لأن السابق كان هناك عدم استقرار سياسي يساوي المظالم التي تقضي علي المؤسسات وتحترم الإنسان لأن قيمته فيما ينتج قيادة توصل المجتمع لبر الأمان لأن الدولة كانت تدار وكأنها عزبة ويناقش اعضاء البرلمان وتوظف الموارد وتبني الدولة علي مؤسسات ولا تبني علي النهضة علي شخص واحد وينفق ثروات البلد في مشروع وطني ويوظف عقول البشر ليعملوا في كل شيء ولا يسلم الحكومة لحزب واحد ويكون هدفه نبيلاً. 25 يناير القادم * سأل أحمد علي: مظاهرات 25 يناير القادم هل تنصح الشباب بالخروج أم لا؟ ** أجاب الدكتور معتز بالله: أنا عن نفسي سوف أنزل ومن أراد ان ينزل ينزل ومن لا يرد فلا ينزل.. للأسف الثورة تحولت الي هوجة مثل هوجة عرابي تشوهت بعد فترة فعرابي هزم ولم يهزم لأنه أخطأ المنبع حتي ان العقاد كتب عنه كتاباً ليبين للناس ان قصده كان شريفاً ولمصلحة البلد ولكن خزلوه. كذلك الثورة لأن هناك أخطاء أرتكبت من الثوار بدون قصد. لأن الغاية نبيلة والهدف نبيل وكذلك العسكر وكما يقول مشرط الجراح وليس ساطور الجزار. * سألت دينا محمود: نطالب بدولة حرية وثقافية ولدينا أمية وهذا ما يقال عن الإنتخابات الأخيرة إن الحزب فاز بفضل الأمية؟ ** أجاب الدكتور معتز بالله: كانت هناك آراء نعمل انتخابات اليوم أولاً لأن اي يوم تأخير لتسليم السلطة من العسكر يخلق مشاكل لأن المجلس العسكري يدير القوات المسحة ولا يستطيع إدارة دولة. فكان لابد من الانتخابات ولحب البلد كانت الانتخابات تشريعية. ومن يقول: كان لابد من وقت للاحزاب الأخري وللشباب نسي هؤلاء ان كل حاره بها مسجد أو زواية وكل مسجد أو زاوية بها إما إخواني أو سلفي ولن يستطيع اي حزب والشباب ان يقوز مثلهم لأن الوقت لم يسعفهم ولأن الإخوان والسلفيين موجودون منذ 70 سنة في المجتمع وخرجوا علي نظام فاسد ومدرسة أجهضت الدستور واضاعته والواجب ان تكون الفترة الانتقالية قصيرة حتي لا يحدث إنفلات أمني والمعمول به الاساسي برلمان منتخب والمجتمع اليوم في عملية جراحية مفتوحة ولا يجوز الحكم عليه الآن. حق الفلول * سأل أحمد محمد الغربية: البعض يري الثورة كابوساً علي البلد ومن هو ليس معها يسمي فلولاً وهل نحن جادين في الديمقراطية؟ ** أجاب الدكتور معتز بالله: نعم جادين في الديمقراطية بأخلاقياتها ونحترم الرأي الآخر ووجهة نظره مادام التغيير باللسان. نعم الثورة تأخذ وقتا كبيراً ولكن لا نلغي شرعية الثورة ومعارض الثورة هذا حقه ولكن الثورة قامت حتي لا تسرق الدولة وتعيد كرامتنا التي اهدرت وحقنا الذي سلب وسوف نري العائد. ودفعنا الثمن من دماء أبنائنا الشهداء. هذا الدم الغالي الذي اعاد لنا حقنا وكرامتنا بعد 30 سنة كانت الدولة عزبة تدار لمصلحة شخص وتتحول الي ملكية لأولاده ونريد دولة عصرية تحترم القانون من قبل من يضعون القانون. * سأل محمد عاشور - الشرقية - عن منظمات المجتمع المدني. ما لها وما عليها؟ ** أجاب الدكتور معتز بالله: المجتمع المدني كيان أقوي من الأحزاب علي الشباب الذي لا ينتمي لحزب فالمجتمع المدني أفضل له لأن فيه عمل أفضل من الحزب وهو انخراط في المجتمع وهو مجتمع واحد يجمع آراء وتيارات مختلفة في الآراء والأفكار ولكن الكل يعمل معاً لمصلحة الوطن وليس آراء جماعة أو فرد أفضل من الآخر. فمثلا منهج السلف في أمور الدين نأخذها بلا نقاش. أما اجتهاد السلف في أمور الدنيا "مجهود" منهم فقط لأننا نتطور وهناك أمور لم تكن موجودة في عصرهم. فماذا نفعل وأملنا ان يرد سلفي علي سلفي وإخواني علي إخواني مثلة ويساري علي يساري وليبرالي علي ليبرالي مثله حتي ولو داخل الحزب الواحد لأن انفتاح الكلام يخلق عند الناس كلاماً وحتي لا يكون الناس معه بلا رأي وليس رأيك هو الأحسن ونختلف معا ونتكلم في قضايا معينة ونعمل الاجتهاد ومناقشات داخل التيار الواحد والحزب يكون نقاش جاد وحاد داخل الحزب الواحد في كل علاقتنا بالدنيا فالمجتمع المدني أقوي من كل مؤسسات الدولة ولا يجب ان أفند الناس دائماً بما هو صح ونترك للآخرين الحق فيما يختارون لأنفسهم حني ولو اختلف معهم والتوجه السليم والإجراءات سليمة فالتعايش ملزم للجميع والديمقراطية للجميع.