يوم الأربعاء الماضي وعندما شرع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب في اداء صلاة المغرب طلب من المحيطين به أن يدعوا لمصر من صميم قلوبهم مضيفا أن مصر في محنة كبيرة وعقب أن انتهي الإمام الأكبر من الصلاة طلب من رجال الإعلام في الأزهر عدم الإنصراف والإنتظار قليلاً حيث طلب منهم التواصل مع كل الإعلاميين الذين يغطون مشيخة الأزهر الشريف لنقل بيان الأزهر بخصوص الأحداث التي تمر بها مصر وبالفعل سرعان ما صدر البيان الذي كان واضحا وطالب فيه الإمام الأكبر قوات الأمن بوقف اعتداءاتها ضد المتظاهرين مضيفاً أن الأزهر قد أفزعته مناظر الدماء التي تسيل علي وجوه المصريين وصدورهم مما طالعتنا به الصحف ووسائل الإعلام - يصرخ بأعلي صوته مناشداً قادة الشرطة المصرية. أن يصدوا أوامرهم فوراً ودون إبطاء بوقف توجيه السلاح إلي يصدرو المواطنين من إخوانهم وأبنهائهم المصريين مهما كانت الأسباب. كما ينادي القوات المسلحة المصرية أن تضع كل ثقلها للحيلولة دون أي مواجهة بين أبناء الشعب الواحد. أضاف شيخ الأزهر أن الحوار المضمخ بالدم حوار مشئوم. وثمرته شديدة المرارة في حلوق الجميع. ويدعو مصر وشعبها كله إلي اليقظة والحذر من كل مما قد ينزلق بمصر وثورتها المجيدة إلي هذا المصير البائس الكريه مباركا أيدي أبنائه من الشيوخ والعلماء الأزهريين الذين يقفون الآن حائلاً دون المزيد من المواجهات العنيفة بين الأخوة من أبناء الشعب الواحد. وبعد صدور البيان توجه شيخ الأزهر إلي منزله وفي صبيحة اليوم التالي تلقي اتصالات هاتفية من وزارة الداخلية ومن المجلس العسكري يطلبون فيها اللقاء لشرح وجهة نظرهم وبالفعل سرعان ما وصل وزير الداخلية اللواء منصور العيسوي وكذلك اللواء أركان الحرب سامي دياب قائد الحرس الجمهوري عضو المجلس الأعلي للقوات المسلحة واللذان أقسما لشيخ الأزهر أن قوات الأمن تأسف أشد الأسف بسبب سقوط ضحايا من المواطنين المصريين في التحرير وغيرها من ميادين مصر في الأحداث الأخيرة وأعلنا التزام الجيش والشرطة بالحفاظ علي سلامة كافة المتظاهرين منذ هذه اللحظة. في المقابل أكد شيخ الأزهر رفض الأزهر الشريف بكل علمائه أن تستخدم أي جهة في مصر أيا كان سلاحها ضد المصريين علي اختلاف طوائفهم ودياناتهم مشدداً علي ان الأزهر لن يتواني عن إدانة تعرض أي مواطن مصري للخطر بأي شكل من الأشكال. حرمة استهداف المتظاهرين بعد ساعتين من الحوار بين شيخ الأزهر ووزير الداخلية وعضو المجلس الاعلي للقوات المسلحة كان الوقت قد حان لعقد الجلسة الشهرية لمجمع البحوث الإسلامية برئاسة شيخ الأزهر وفي محاولة من الشيخ لإلزام القيادتين الشرطية والعسكرية بكلامهما دعاهما لحضور جلسة المجمع لتكون الجلسة الاولي في التاريخ منذ انشاء المجمع الذي يشارك فيها وزير الداخلية وعضو في المجلس الاعلي للقوات المسلحة وفي بداية الجلسة تحدث عدد من أعضاء المجمع مشددين علي أن علماء الأزهر كلهم يؤكدون تحريم استهداف المتظاهرين الموجودين في ميدان التحرير وأكدوا حق التظاهر السلمي وحرية الرأي والتعبير وكذلك رفضهم المطلق لاستخدام العنف من أي طرف ضد الأشخاص والممتلكات العامة والخاصة. بعد ذلك تحدث العيسوي مشيرا إلي أن وزارة الداخلية لم تستخدم اطلاقاً ذخيرة حية أو خرطوشية أو مطاطية ضد أي من المتظاهرين.. وأعلن أنه أصالة عن نفسه وبصفته عن الشرطة يأسف ويأسفون أشد الأسف للأرواح التي أزهقت. وللمصابين من جراء هذه المظاهرات. ومن جانبه طالب اللواء دياب من علماء الأزهر بالاستمرار في جهود المصالحة والحيلولة دون الاحتكاك والعنف بين المتظاهرين والشرطة إلي أن يتم استكمال إقامة الآليات التي تعهد المجلس الأعلي للقوات المسلحة بإقامتها لتحقيق هذا الهدف.