أكد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر أن الثقافة المصرية أصابها خلال القرنين الماضيين الكثير من الآفات وخاصة التمزق والاستقطاب الأمر الذي جعلها تتضاءل وتتراجع وتتخلي طواعية عن ريادتها للثقافة العربية والإسلامية وجعلها أيضا تفقد القدرة علي صناعة الرواد الذين يقوم علي اكتافهم نهضة وتقدم هذه المجتمع. أضاف الإمام الأكبر في كلمته خلال ندوة التوافق الثقافي في ضوء وثيقة الأزهر التي عقدتها مكتبة الإسكندرية بالتعاون مع الأزهر الشريف صباح الأحد أن خطر التمزق أصاب الأمة المصرية ورماها في مقتل خاصة مع قيام البعض بإيجاد نوع من التناقض المصطنع بين التراث وحداثة الغرب وهذا ما جعل الثقافة الإسلامية الرشيدة تبدو وكأنها الفردوس المفقود الذي يحلم به المصريون جميعاً مسلمين وأقباط في ظل وجود تيارات تدعو للتغريب وهو ما أحدث خواء ثقافي في الشارع المصري فلا نحن استفدنا من الثقافة الإسلامية الحقيقية ولا نحن استفدنا من حداثة الغرب وهو ما جعل مجتمعنا يتردي في شتي المجالات العلمية. أكد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر أن الثقافة المصرية أصابها خلال القرنين الماضيين الكثير من الآفات وخاصة التمزق والاستقطاب الأمر الذي جعلها تتضاءل وتتراجع وتتخلي طواعية عن ريادتها للثقافة العربية والإسلامية وجعلها أيضا تفقد القدرة علي صناعة الرواد الذين يقوم علي أكتافهم نهضة وتقدم هذه المجتمع. أضاف الإمام الأكبر في كلمته خلال ندوة التوافق الثقافي في ضوء وثيقة الأزهر التي عقدتها مكتبة الإسكندرية بالتعاون مع الأزهر الشريف صباح الأحد أن خطر التمزق أصاب الأمة المصرية ورماها في مقتل خاصة مع قيام البعض بإيجاد نوع من التناقض المصطنع بين التراث وحداثة الغرب وهذا ما جعل الثقافة الإسلامية الرشيدة تبدو وكأنها الفردوس المفقود الذي يحلم به المصريون جميعاً مسلمين وأقباط في ظل وجود تيارات تدعو للتغريب وهو ما أحدث خواء ثقافيا في الشارع المصري فلا نحن استفدنا من الثقافة الإسلامية الحقيقية ولا نحن استفدنا من حداثة الغرب وهو ما جعل مجتمعنا يتردي في شتي المجالات العلمية. غياب الرؤية المشتركة أضاف شيخ الأزهر في ظل كل هذه الانقسامات أصبح المجتمع يعاني من غياب للرؤية المشتركة بين مختلف التيارات والاطياف الفكرية واصبح كل تيار يتعامل مع التيارات الأخري بمنطق اما تكون أنا واما تكون أنت وهو واقع مخيف يدعونا إلي ضرورة البحث عن صيغة توافق ثقافي يحافظ علي ثوابتنا ويعمل علي الاستفادة من الحداثة الغربية في نفس الوقت ومن أجل ايجاد تلك الصيغة التوافقية لابد من عقد لقاءات تشاورية منظمة مع وزارة التربية والتعليم وكذلك مع الرموز الثقافية والفكرية ومع الكنائس بحيث نخرج من تلك اللقاءات بأفكار وتصورات حول مختلف القضايا التي تواجه مصر حاليا بدءا من حقوق الإنسان ومروراً بحقوق المرأة وحرية التعبير وانتهاء بشكل الديمقراطية التي يريدها الشعب وفي النهاية يخرج المصريون من تلك اللقاءات بثقافة جامعة تلبي نداء مصر التي تستصرخ أبناءها أن يحرسوها وهي تمر بهذا المنعطف الخطير الذي وصلت إليه. انقسام تحدث الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتية الإسكندرية قائلاً: إن مصر تمر الان بمرحلة انقسام بين الجميع ولهذا فإن وثيقة الأزهر جاءت في الوقت المناسب وهي الوثيقة الوحيدة التي استطاعت إرساء مساحة عريضة من الاتفاق بين الجميع وتمتعت بقبول غالبية النخب السياسية ولعل هذا ما جعل الكثيرين ينظرون إليها باعتبارها واحدة من أهم الوثائق التي صدرت عقب الثورة ولهذا فقد سعت مكتية الإسكندرية إلي إصدار الوثيقة بأكثر من عشر لغات حتي يتمكن العالم كله من الاستفادة منها. وأضاف سراج الدين أن الوحدة الوطنية التي جمعت الشعب المصري أثناء الثورة تواجه اليوم تحديات خطيرة في ظل الانفلات الأخلاقي الحاد الذي تشهده الساحة المصرية حيث أصبح كل تيار يبني رؤاه علي إرث ثقافي قديم ويصر علي استبعاد المخالفين له في الرأي وهكذا ظهرت الكثير من المآخذ منها احادية الفكر ورفض التعددية والاستقطاب الواضح بين رؤي الإسلاميين ورؤي العلمانيين. وأشار سراج الدين إلي أن مستقبل مصر لن يبني بدون حرية التعبير وبدون التماس العلم والحفاظ علي التعددية الثقافية والدينية والإسلام يشجع ذلك فلا تعارض بين الدين والعلم والحرية ولابد أن يعي المصريين جميعاً أن مصر في مفترق طريق بين التقدم والانزلاق في الفوضي وتخبط الرؤي ولهذا فعلي الجميع أن يعملوا علي العودة لعصر نهضة المسلمين ولابد أن نعمل سويا حتي يكون لنا موطن قدم في العالم الجديد. النفق المظلم أشار الدكتور عبدالله بن بيه نائب رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين إلي أن مصر لابد أن تقفز فوق آلامها وفوق مشكلاتها ويجب أن يدرك المصريون أن الفوضي إذا عمت مصر فإن العالم العربي كله سيدخل نفق مظلم لأن في صلاح مصر صلاح العرب جميعاً وفي فساد مصر فساد للعالم العربي كله ولكن للأسف فإن مصر الآ أمام معضلة كبيرة تتمثل في تنامي ظاهرة العنصرية الفكرية رغم أن كثيرا من المفكرين دائما يستشهدون بمصر عند الحديث عن قبول التعددية الفكرية والدينية والثقافية . وأضاف د. بن بيه أن الأزهر الشريف عندما رأي ذلك التطرف في الرأي بين التيارات المختلفة سارع وبالتصدي لهذا الوضع بوثيقته التي جاءت في وقتها لأن الثورة قامت وليس لها مهندس يضع بناءها وجاء الأزهر ليمارس دور المهندس الذي يضع للثورة نموذج رشيد تسير عليه حتي تتحقق غايات كل من شارك فيها. أكد بن بيه أن مفهوم الدولة الدينية الذي يعامل فيها الحاكم كأنه يصدر أحكاماً غير مقبول الاعتراض عليها نموذج مرفوض لأن الحاكم في هذه الدولة لابد أن يكون معصوما من الخطأ والأنبياء هم فقط المعصومون ولأنه لا يوجد أنبياء في هذا العصر فلا وجود للدولة الدينية المشهد وفي الجلسة الثانية التي أدارها الدكتور سامح فوزي نائب مدير منتدي الحوار بمكتية الإسكندرية تحدثت الدكتورة مني أبوزيد أستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة حلوان حيث قالت إن الأزهز يتابع المشهد المصري لحظة بلحظة ويمارس التفكير بمسئولية ولهذا فتح أبوابه لكافة الأطياف الفكرية لإجراء حوار وطني يحافظ علي النسيج المصري وهو بذلك لا يمارس دوراً سياسياً ولكنه يعيد إحياء سنة قديمة حيث كان علماء الأزهر يرتادون الصالونات الثقافية ويلقون الكلمات داخل الجامعة الأمريكية. وأضافت أن الوثيقة مبادرة وطنية وقد قاجأت الكثيرين الذين كانوا يخططون لابعاد الأزهر عن الساحة تماماً ولكن الإمام الأكبر كان موفقاً في مواجهة كل هؤلاء خاصة عندما اصدر بيان مناصرة الثورات العربية ومن هنا فلابد من الاعتراف بدور علماء الأزهر في تعميق ثقافة المجتمع والقضاء علي كل أشكال الفرقة والخلاف والمجتمع في حاجة تامة للالتزام بوثيقة الأزهر حول مستقبل مصر. إقصاء الأزهر وفجر الدكتور حسن الشافعي مستشار شيخ الأزهر مفاجأة كبيرة حينما اعترف بان النظام المصري السابق حرص علي إقصاء الأزهر من المشهد الثقافي المصري ليس هذا فحسب بل إن النظام السابق والأنظمة التي قبله حرصت علي تغييب الأزهر تحت مسمي تطوير المؤسسات الدينية وكان الهدف التخلص من الدور الذي يلعبه علماء الأزهر الشريف ولم يدركوا أنهم بتغييبهم الأزهر ساعدوا في نشر التطرف والأفكار الشاذة والغريبة وهو ما أدي في النهاية إلي انتشار أسلوب التشرذم بشكل لم يعرفه المجتمع المصري من قبل.