أكد د.صبري عبدالرءوف أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف أن صكوك الأضحية إن كان فيها التزام بالأحكام الشرعية.. فلا مانع منها.. أما الإعلانات التي تذاع علي الشاشات التليفزيونية ولا تتفق مع الواقع فهي تعني أن المُعلن غير صادق.. وحينما نسمع عن صك أضحية بسبعمائة جنيه.. فهذا نصب واحتيال.. وعلي المعلن أن يراقب ربه في قوله وفي عمله.. لأن الواقع يختلف تماماً عن هذا الادعاء.. فأين الخروف الذي يصل ثمنه إلي سبعمائة جنيه أو حتي ألف جنيه.. وأين سبع البقرة الذي يكون الصك بها بسبعمائة جنيه.. لأن هذا يعني أن البقرة ثمنها 4900 جنيه.. وهو مبلغ لا يصلح أن يكون ثمناً لعنزة.. ولو كانوا يدعون أنهم يشترون هذه الأضاحي من جهات رخيصة الثمن.. ومن المعلوم أن رخيص الثمن يكون رديئاً جداً.. والله عز وجل يقول: "لن تنالوا البر حتي تنفقوا مما تحبون".. وفي بعض الأحيان نري أمثال هؤلاء يقولون: سنذبح الأضاحي في الصومال.. ثم نقوم بتوزيع اللحوم في مصر.. وهنا نسألهم.. متي يصل اللحم إلي الفقراء والمساكين في مصر؟ بعد أن يمر بالحجر الصحي والجمارك وما شابه ذلك.. وعليه فإنه سيصل بعد العيد.. فما فائدة اللحم للفقير والمسكين بعد العيد؟.. ولهذا والكلام مازال للدكتور صبري أقول لهؤلاء اتقوا الله ولا تسيئوا لسمعة دينكم.. وأخلصوا العمل لأبناء وطنكم. جاء ذلك في الندوة التي عقدت في مسجد الرحمة بقرية كفر حفنا بمحافظة الشرقية.. والتي دعا إليها المهندس شريف الغامري. وتعرض الدكتور صبري عبدالرءوف إلي الدروس المستفادة من قصة سيدنا إبراهيم وولده إسماعيل عليهما السلام.. وأول هذه الدروس طاعة الزوجة العاقلة المتدينة لزوجها والعمل علي إرضائه.. حتي ولو أراد المغرضون الوقيعة بينهما.. هذا سيدنا إبراهيم يترك زوجته السيدة هاجر مع ابنها الرضيع وحدهما في مكان مقفر لا زرع فيه ولا ماء.. وأطاعته وظلت في المكان.. وبعده فترة من الزمن رأي الخليل أنه يذبح ابنه إسماعيل فقص علي ابنه الرؤيا فقال له يا أبتي افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين.. وهذا نتاج لتربية الزوجة المؤمنة الصابرة التي ربت ولدها علي احترام الأب.. وأن أباه نبي يوحي إليه. أضاف: وعلينا أن نعلم أن الأضحية ليست دماً يُراق.. وإنما المقصود منها تذكير الآباء والأبناء بطاعة الله عز وجل .. وأنه من كان مع الله.. كان الله معه.. وعلينا أن نسلم أمرنا لله تعالي .. وحينما نذبح الأضحية علينا أن نذكر الأولاد والأم بالطاعة.. وأن تكون الزوجة عفيفة اللسان لا تخطيء أبداً.. وتعرف كيف تربي أولادها وتحترم زوجها.. والأبناء بارين بالأب والأم.. والزوج ينبغي أن يكون عفيف اللسان.. وإذا أراد أن يعاتب زوجته فلا يعاتبها أمام الأبناء أو الأهل أو الناس. وقال: هذه الأيام الكريمة فيها يوم عرفات.. وهو يوم الرحمات التي تتنزل من عند رب السموات والأرض.. ومن لم يوفقه الله بالحج عليه أن يتشبه بمن ذهب للحج.. والعبرة بالنية.. لذلك من السنة.. من أراد أن يضحي فلا يحلق شعره ولا ذقنه ولا يأتي زوجته.. فالإسلام يريد أن يعلمنا السيطرة علي رغباتنا وشهواتنا لنستعد بالعمل الصالح في هذه الأيام.
