بدلة شيك.. نظارة شمس.. سلسلة مفاتيح ذهب.. هذه الاشياء كانت بمثابة الفخ الذي وقعت فيه مني عبدالسلام حينما اعجبت به واغترت بحديثه المعسول حول قدراته المالية في تأثيث حياة زوجية سعيدة.. فعاشت بخيالها مع الشقة الواسعة والاثاث الفاخر الا ان الرياح جاءت بما لاتشتهي به السفن فبعد عقد القران سكنت في شقة ايجار جديد وقامت اسرتها بتأثيثها والانفاق علي ابنتهم وعلي الرغم من ذلك تمسكت بالحياة مع زوجها الذي حرمها من حياتها الخاصة ومن كلمة حب كانت في حاجة لها وانجبت ثلاث زهرات عاشت من اجلهن واضأن لها الطريق ولكن كان ادمان الزوج هو المصيبة الثقيلة التي ساهمت في كسر ظهر الاسرة ماديا ومعنويا فالزوج غرق في بحر الادمان الاسود علي الرغم من انه تاجر خردة واصبح عدم الانفاق وسوء المعاملة الذي يصل إلي الضرب بالحزام للزوجة والبنات روتين يومي فاضطرت مني إلي طلب الخلع مرة وحصلت عليه وعلي حكم بالحبس عن متجمد النفقة الا انها تنازلت من اجل البنات. تزوج زوجها من اخري ميسورة الحال وطلقها وطلب العودة لزوجته مني فرضخت من اجل البنات ولكن عادت "ريما لعادتها القديمة" عاد الزوج للادمان الذي مثل انه عالج نفسه منه وخرجت الزوجة للعمل واصبحت الحياة سهلة واصبح هو "خيال مآتة" وفقدت البنات الامان فقامت برفع دعوي خلع مرة اخري وهي تسأل عن موقف الشرع من غلظة قلب بعض الآباء الذين يسعون إلي خراب مجتمعهم الصغير الا وهو الاسرة بسوء المعاملة واتباع ما حرمه الله؟ عن رأي الدين تشير دكتورة الهام شاهين استاذ مساعد بكلية العقيدة والتربية الاسلامية جامعة الازهر إلي وجوب الانفاق علي الزوجة والابناء فهو امر واجب شرعاً من الكتاب والسنة فالله تعالي يقول في كتابه الكريم: "لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما اتاه الله لايكلف الله نفسا الا ما اتاها" سورة الطلاق: اية .7 وقد كانت اخر وصية للنبي الكريم في حجة الوداع انه اوصي المسلمين بالصلاة واوضي الرجال بالنساء خيراً فقال: "اتقوا الله في النساء فإنهن عوان عندكم اخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف" رواه مسلم. وتضيف: ان هذا الرجل سوف يسأل يوم القياة عن زوجته وأولاده لأنهم رعيته التي ائتمنه الله عليهم فالرسول صلي الله عليه وسلم قال: "ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته والرجل راع في أهل بيته ومسئول عن رعيته" وهذا من اكبر الذنوب واعظمها عند الله لقول رسول الله: "كفي بالمرء اثما ان يضيع من يعول". وتري ان هذا الرجل قد حرم نفسه من خير عظيم كان يمكن ان يعود عليه في حياته وبعد وفاته فكما يرعي ابناءه وينفق عليهم في صغرهم فإنهم سيراعونه ويبرونه في كبره. اما بعد وفاته فإنه حرم نفسه من دعاء ابنائه له بالمغفرة والرحمة فالمرء إذا مات انقطع عمله الا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به آو ولد صالح يدعو له فكيف سيدعو له اولاده بعد وفاته وهو لم يكن القدوة الصالحة لهم ولم يفعل لهم خيراً يذكرونه به ويدعون الله له بالمغفرة والرحمة وقد ورد عن النبي صلي الله عليه وسلم ان رجلاً يقال له "أرق في الجنة درجة فيقول ياربي من اين لي بهذه الدرجة ولم أعمل لها فيقول له من استغفار ولدك لك". من ناحية أخري تقول د.الهام إن المرأة لايجوز لها ان تطلب الطلاق من غير سبب لقول رسول الله "ايما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة" والبأس هو الاذي وهو شديد فالزوج لاينفق وهو نوع من الاذي. وهو مدمن وهذه مرتبة اخري من مراتب الاذي. والادمان يؤدي به إلي الضرب والشتم والاهانة وهذه درجة اعلي في الاذي. فكل هذا الاذي يجيز لهذه المرأة ان تطلب الطلاق وان تتخلص من هذا الرجل بكل الوسائل المتاحة. اما الحالة الوحيدة التي يمكن للمرأة ان تبقي فيها مع مثل هذا الزوج هو ان يكون نادماً علي ادمانه وافعاله في حق زوجته واولاده ويطلب الاستشفاء والانفاق عليهم وفيما عدا هذا فليس لها ان تبقي معه.