أكد الدكتور كمال الهلباوي - المتحدث باسم الإخوان في أوروبا سابقا و أحد القيادات التاريخية للجماعة بعد 23 سنة من الغربة - أن التنظيم الدولي للإخوان نواة لتوحيد الأمة وأنه يأمل أن يشرع في تأسيسه بشكل معلن قريبا. وأن رئيس مصر القادم لم يعلن عن نفسه حتي الآن. وأنهم يقبلون بأي شخص يأتي بشكل ديمقراطي ايا كان انتماؤه.. مشيرا إلي أن الإخوان تحولت بالثورة من ¢المحظورة ¢ إلي ¢ المنصورة¢. وأن الجماعة لا تسعي لإحراز أغلبية برلمانية.وتعاونها مع كتل ليبرالية لتكوين حكومة ائتلافية وارد. أضاف :إحجامنا عن دعم مرشح للرئاسة ليس لعدم المقدرة بل نفي للعالم من كوننا ¢فزاعة¢كما روج النظام السابق وسعيا لتحقيق أكبر قدر من الطمأنينة لدي الشعب المصري ولدي العالم.. حول كل هذا دار حواره ل ¢عقيدتي ¢ والذي تحمله لكم هذه السطور.. * * عدتم إلي مصر بعد 23سنة من الغربة.وبعد أن تحررت.. في رأيكم كيف مصر تتحول إلي الطريق الصحيح؟ * مصر تتغير وتتحول بفضل الله من مرحلة إلي مرحلة. وأن الحريات التي يتمتع بها الشعب المصري الآن - وأنا أحد الأمثلة الواضحة علي ذلك - حريات واسعة والمجلس العسكري بر بوعده بحماية الثورة ومحاكمة الفساد و تقديم الفاسدين إلي المحاكمة و تعديل الدستور وسيظهر أيضا في الانتخابات البرلمانية والتشريعية والرئاسية القادمة ليختار شعبنا ممثليه وحاكمه لأول مرة في تاريخه. وبقي أمر مهم جدا ويجب علي الجميع التعاون فيه وهو التعاون في الجوانب الاقتصادية والتنموية والرقي بالجانب الأخلاقي بشكل عام لأننا لدينا قدرات هائلة اهدرت ولم يستفد منها المصريون وممن يمتلكون تلك القدرات العلمية الهائلة التي أهدرناها ولم نحسن استغلالها العالم الكبير والجراح العالمي الدكتور مجدي يعقوب والدكتور أحمد زويل والدكتور فاروق الباز. والي جانب هذا يجب ان نعيد الارتقاء بجامعاتنا التي تسبب الفساد في النظام السابق ان تتخلف جميعها عن ال ¢500¢ جامعة الأولي علي مستوي العالم. نحن في حاجة إلي إعادة صياغة العلاقة بين الحاكم والمحكوم لتنهض مصر من جديد. * * مارس الإخوان السياسة في الفترات السابقة تحت ضغط والآن ولأول مرة يدخل الإخوان معركته البرلمانية بدون حزب أغلبية.. فأين تري موقعهم من الخارطة السياسية والبرلمانية؟ * أولا الإخوان يفهمون الإسلام فهما شاملا فالإسلام فيه سياسة واقتصاد وعلم وقضاء. فالإسلام دين ودوله. ومصحف وسيف وهذا فهم وسطي شامل للإسلام. فهم شامل لمختلف جوانب الحياة بل هذا منهج حياة اختاره رب العالمين للبشرية. الإخوان مارسوا السياسة وسيمارسونها اذا فتحت أمامهم أبواب الحريات و أنا أقول من "المحظورة" إلي "المنصورة ". * * لكن واقعا هل تري أن الإخوان المسلمين من الممكن أن يحوذوا علي الأغلبية في البرلمان القادم ؟ * لا أظن أنهم يسعون إلي هذا. * * طرحت بعض أحاديث عن مبادرات للتعاون مع بعض الأحزاب الليبرالية سواء في الانتخابات البرلمانية أو حتي في تشكيل حكومة ائتلافية في حال الفوز..فهل هذا ممكن واقعا؟ * هذا وارد ولمَ لا.. ليس هناك محظور شرعي في هذا. * * أنتم الآن الجماعة الأكثر تنظيما داخل المجتمع المصري.. لماذا لا تتقدمون لانتخابات الرئاسة؟ ولمَ الاعتراض علي ترشح الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح؟ * كوننا الجماعة الأكثر تنظيما في مصر الآن فهذا شرف لي وللإخوان. وبالتأكيد نحن نؤمن أن مصر يجب أن تحكم بنظام فيه حرية ومساواة وشوري وصلاح وتقدم. وإذا جاءت أي حكومة تقوم بهذا سيكون الإخوان جنودا لهم. وليس بالضرورة أن نكون نحن في قمة الهرم. وانما نريد أن تحكم مصر حكما راشدا. وأن يختار الشعب من يدير شئونه بنفسه. * * ولكن ماذا لو أصر الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح علي الترشح للرئاسة في ظل تصميم الجماعة علي عدم تقديم مرشح لها.. كيف سيتم التعامل مع الموقف ؟ * الجماعة أعلنوا أنه لن يقدموا مرشحا للرئاسة سعيا منهم لطمأنة الجميع في الداخل والخارج من مسألة الفزاعة التي ساقها النظام للعالم لسنوات. وأنا أعرف أن الدكتور أبو الفتوح لن يستقيل من الجماعة. وبذلك فإن ترشحه للرئاسة حتي لو استقال من الجماعة وواصل سباق الرئاسة فإن الشعب لن يتقبل ذلك قبولا يسيرا ولن يصدق أنه مرشح بعيد عن الإخوان. * * علي ذكر الرئاسة.. هل تري من بين الأسماء المطروحه رئيس مصر القادم؟ * لا أريد التحدث عن الأسماء المطروحة الآن. ولكن رئيس مصر القادم لم يطرح حتي الآن لكني أري في الأفق أشخاصاً يجمعون بين العلم والشجاعة والقرب من الشعب والفهم السليم التي تستطيع أن يجمع عليهم الكثرة من الشعب المصري. وهناك أسماء لم تترشح بعد أري أنها ستكون أكثر قبولا لدي الشارع المصري. * * ولكن هل أنت مع الدولة الدينية أم الدولة المدنية؟ * أنا مع الدوله المدنية 100% لأن القيم التي في الدولة المدنيه من الشوري وحقوق الإنسان وغيرها موجودة في الدوله الإسلامية ثم إن مفهوم الدولة الدينية مفهوم كنسي وليس مفهوما إسلاميا. أي أن كل أحد يؤخذ من قوله ويرد الا المعصوم - صلي الله عليه وسلم - ففي الدوله الدينيه في الغرب نجد رجال الكنيسة معصومين وهو ما لا نجد له وجودا في الإسلام كما نجد تسلط الكنيسة في ظل الدولة الدينية وهو مالا وجود له في الإسلام علي الإطلاق. * * إذن حضرتك شايف مصر رايحة علي فين ؟ * مصر متجهة إلي التقدم والنماء بمشيئة الله. ومبشرات ذلك كثيرة منها ما حدث من شباب التحرير من ثورة عظيمة وما تلا ذلك من فتح باب الحريات واسعا من رفع الحظر عن كافة الجماعات لممارسة العمل السياسي فضلا عن التعاون بين الجيش والشعب والتعديل الدستوري. ومحاكمة الفساد وكلها مبشرات خير. * * شهدت الساحة تناحرا بين مختلف التيارات الدينية فتارة بين السلفيين والإخوان وتارة بين السلفيين والصوفيين.. كيف تري الأمر من وجهة نظرك؟ * أنا حزين لهذا الصراع وكأننا لم نتعلم الدرس من السلف الصالح الذين كم اختلفوا في مناقشة أمور كثيرة لكنهم أبدا لم يتناحروا ولم يتصارعوا.حتي في عصر الصحابة رضوان الله عليهم. وابن تيمية يري أن تعدد المذاهب أمر جائز طالما أنهم جميعا يؤمنون بالكتاب والسنة. فالسلفيون لهم جهد مشكور في قضية العقيدة وتنقية الأحاديث والصوفيون لديهم قدر كبير من تزكية النفس والإخوان لديهم فهم شامل للإسلام بوسطيته والجميع متفقون علي التوحيد بالله ورسوله. * * الجماعات والتيارات الدينية كلها تستعد الآن لممارسة السياسه في مصر بعد أن أحجموا عن ممارستها لسنوات طوال ومنهم السلفية والجماعة الإسلامية وغيرهم ؟ * أقول لهم لكل واحد الحق في ممارسة السياسة. وتلاقي هذه التيارات لا يكون الا بالحوار العام ونبقي علي الحوارات المتعلقة بالمسائل العقدية في الغرف المغلقه بعيدا عن الجماهير. * * دعا البعض لضرورة تلاقي كافة التيارات الإسلامية في مصر تحت عباءة الأزهر..ما رأيكم في هذا الطرح ؟ * ياليت هذا يحدث. وظني أن ذلك لو حدث فلن يعترض عليه الإخوان - ولست في ذلك متحدثا باسمهم-. وأري أن هذا سعي مشكور يجب أن يشارك فيه الإخوان وأعرف أنهم لن يتاونوا عن جهد يوحد الأمة وينظم صفوفها. * * أنت من نجوم الصف الأول في جماعة الإخوان المسلمين. وقيادة تاريخية لها وضعيتها الخاصة..ولكن لكم رؤية خاصة فيما يتعلق بترأس امرأة أو مسيحي للدولة المصرية نود التعرف عليها وعلي مبرراتها؟ * في الجماعة ليس هناك نجوم. بل أنا من كبار السن.. إذا الشعب اختار مسيحيا هل نعارضه ولا نتعاون معه. نحن مع اختيار الشعب بشكل ديمقراطي أيا كانت النتائج دون مخالفة الشريعة. فالديمقراطية لا تناقش أمراً شرعياً. * * حضرتك أحد رموز التنظيم الدولي للإخوان. وإن كان البعض ينكر وجوده لكن ما هو التنظيم الدولي ؟ * التنظيم الدولي هو نواة لتوحيد الأمة الإسلامية. وتعليم الشعوب الفهم الحقيقي الوسطي للإسلام و مهام هذا التنظيم كبيرة لكنه لم يخرج بالكامل إلي التنفيذ. ولم يتحقق الأمل فيه نتيجة الاضطهاد الأمني والمطاردات والمعتقلات والسجون. أما اليوم فيمكن أن نسعي لتنفيذ هذا التنظيم علي أعين الجميع خاصة أنه كان من قبل لا يعدو كونه نوعا من التنسيق. * * هل ينتظر أن يعلن قريبا عن قيام هذا التنظيم ؟ * لمَ لا..؟ ينبغي تنشيط هذا الكيان المهم. وأرجو أن يتم ذلك قريبا.
