يري بعض العلماء أن إخوة يوسف- عليه السلام- الأحد عشر أنبياء مستندين إلي ظاهرة الآيات الأربع: "قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلي إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط........" آية رقم 136 من سورة البقرة "أم تقولون إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هودا أو نصاري......" آيه رقم 140 من نفس السورة. قل آمنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل علي إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والإسباط....." آية رقم 84 من سورة آل عمران. "إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلي نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلي إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط...." آية رقم 163 من سورة النساء. وذلك لأن كلمة الأسباط مذكورة في هذه الآيات الأربع ضمن مجموعة من الأنبياء منهم إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب. والجمهور من العلماء علي أنهم ليسوا بأنبياء قال ابن كثير في تفسيره لقوله تعالي: لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين.." آية رقم 7 من سورة يوسف واعلم أنه لم يقم دليل علي نبوة إخوة يوسف وظاهر هذا السياق يدل علي خلاف ذلك. ومن الناس من يزعم أنهم أوحي إليهم بعد ذلك وفي هذا نظر. ويحتاج مدعي ذلك إلي دليل ولم يذكروا-أي القائلين بنبوة إخوة يوسف- سوي قول الله تعالي:"قولوا آمنا بالله وما آنزل إلينا وما أنزل إلي إبراهيم وإسحق ويعقوب والأسباط....." آية رقم 136 من سورة البقرة وهذا فيه احتمال لأن بطون بني إسرائيل يقال لهم: الأسباط كما يقال للعرب قبائل وللعجم شعوب يذكر تعالي أنه أوحي إلي الأنبياء من أسباط بني إسرائيل فذكرهم إجمالا لأنهم كثيرون ولكن كل سبط من نسل رجل من إخوة يوسف. ولم يقم دليل علي أعيان هؤلاء أنهم أوحي إليهم- والله أعلم- ج2 ص469 تفسير القرآن العظيم. وقال القرطبي عند تفسيره لقوله تعالي:"يلتقطه بعض السيارة....." آية رقم 10 من نفس السورة: وفي هذا ما يدل علي أن إخوة يوسف ما كانوا أنبياء أولا ولا آخراً لأن الأنبياء لا يدبرون في قتل مسلم. بل كانوا مسلمين فارتكبوا معصية ثم تابوا وقيل كانوا أنبياء ولا يستحيل في العقل زلة نبي فكانت هذه زلة منهم وهذا يرده أن الأنبياء معصومون من الكبائر ج5 ص 3362 الجامع لأحكام القرآن. وعلي هذا فإخوة يوسف ليسوا بأنبياء علي الرأي الصحيح لأنهم حسدوا أخاهم وعقوا أباهم وعرضوا أخاهم يوسف للقتل وتلك كبائر ثلاث يستحيل أن تكون في الأنبياء- والله أعلم. عثمان ابراهيم عامر