القيمة العالية لن تنالها أيدي السفهاء. ومصر قيمة وقمة. قيمة في تكريم الله لها وقمة في الترفع عن الصغائر ونزيهة عن الأحقاد.. لقد ذكرها الله في قرآن يتلي ويتعبد به إلي يوم القيامة. خمس مرات وأن نقف فيها أمام الله وخمس مرات نتلوهم تذكرنا بأمنا التي أنجبتنا من رحمها.. وهي تتعرض للعقوق.. وهي هدف لكل موتور. كتب عليها أن تطعم وتنسي! وإذا فتشت عن السبب تجد أن كل وراء طعنة لمصر وراءها اليهود! الذين تحالفوا مع الشر منذ بدء الخليقة. أليس يقرع مسامعنا قوله تعالي "لعن الذين كفروا من بني إسرائيل علي لسان داود وعيسي بن مريم" ألم يسرقوا مصر عند خروجهم منها مع موسي ألم يوقع معهم النبي بعد هجرته إلي المدينة العهود والمواثيق وهم أول من نقضوها قبل أن يجف مدادها؟ إنهم مصدر الفتن في جميع أنحاء العالم. ما من مصيبة تقع إلا وكانت أياديهم ملطخة بها! لقد غدروا بالنبي وكشروا عن أنيابهم السوداء. فحق عليهم غضب الله ولعنته... ومصر التي تحتضن الجميع بين ذراعيها تعلو فوق هذه الأحقاد.. فعندما دخل الإسلام مصر شعر إخواننا الأقباط بالأمن والأمان الذي افتقدوه في بني جلدتهم؟! لماذا؟ لأن الإسلام دين التسامح ويرسخ حرية الآخرين بمبدأ "لكم دينكم ولي دين" وما الدماء التي سالت في ثورة 19 عنا ببعيدة. عندما احتضن الهلال الصليب وقال قائد الغزاة. لقد وجدت في مصر مصريين! ولم يقل مسلما أو مسيحيا! وأختضبت رمال سيناء في حرب 73 بدماء زكية مشتركة بين الجميع. لم يقل أحدهم أنا مسيحي ومصر مسلمة بل قال وطني أفديه بدمي. مصر التي تحتضن الكنيسة بجوار المسجد ويتجاور فيها المسلم بجوار أخيه المسيحمي. فالدين لله والوطن للجميع.. واللقمة في فم الجميع مصر عزيز غالي وحسني مبارك في أكتوبر 73 ومجدي يعقوب! أنت يا مصر العظيمة أم الحضارات ورائدة التسامح لا ينال منك عدو فأنت مقبرة للموتورين والجاحدين.. كم أزمة تكسرت تحت قدميك وأنت واقفة وشامخة تتلقي السهام من أعداء الإنسانية. ومع ذلك صامدة تفردي ذراعيك لمن يعقك! وصدق رسول الله عندما قال مصر كنانة الله في أرضه. من أرادها بسوء قصمه الله! وقوله إذا دخلتم مصر فاحسنوا إلي أهلها فإن لكم فيها نسباً وصهراً.. قمة التسامح والعطاء ولكن أكثر الناس لا يعلمون!