* يقول سليم عبدالراضي: اعمل في وظيفة محترمة في الصباح.. وطلب مني أصحاب الاعمال ان اعمل معه مساء لحاجته الي تخصصي. فهل اذا قبلت هذا العمل اكون اثما في ظل ما يعانيه الشباب من البطالة؟ ** اجاب الدكتور عبدالوهاب فكري مدرس الفقه بكلية الدراسات الاسلامية باسوان: لا بد أولا من التفريق بين حدود الحلال والحرام وبين مقام الإحسان والازدياد من الخير. فمن حيث حدود الحلال والحرام لا بأس ولا حرج أن يبحث المرء عن عمل إضافي طلبا لزيادة المال. طالما أن العمل نفسه مباح ولايشغل عن الواجبات الشرعية. وقد قال الله تعالي: ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم. "البقرة:198". وقال سبحانه: هو الذي جعل لكم الارض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور."الملك: 15". وقال رسول الله صلي الله وسلم: دعوا الناس يرزق الله بعضهم من بعض. رواه مسلم. وأما إن كان العمل محظورا في ذاته. أو كان يشغل عن واجب من الواجبات الشرعية. أو كان طلبا للرياء والفخر والمباهاة: فهذا مما ينهي عنه. فعن كعب بن عجرة قال: مر علي النبي صلي الله عليه وسلم رجل فرأي أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم من جلده ونشاطه فقالوا: يارسول الله لو كان هذا في سبيل الله؟ فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: إن كان خرج يسعي علي ولده صغارا فهو في سبيل الله. وإن كان خرج يسعي علي أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله. وإن كان خرج يسعي علي نفسه يعفها فهو في سبيل الله. وإن كان خرج يسعي رياء ومفاخرة فهو في سبيل الشيطان" رواه الطبراني. قال المناوي في التيسير: وإن كان خرج يسعي- لا لواجب ولا مندوب بل- رياء ومفاخرة بين الناس فهو في سبيل الشيطان: أي طريقه وعلي ما يحبه ويرضاه. وأمام مقام الإحسان والازدياد من الخير: فلا ريب في أن المرء لو كان مستغنيا فاكتفي بما عنده من وظيفة وترك بقية فرص العمل للمحتاجين من الشباب أنه محسن صالح النية. فإذا أضاف إلي هذا طلب التفرغ لطاعة الله تعالي بأنواعها المختلفة. الذاتية والمتعدية النفع. كان هذا هو السعي للكمال المطلوب. وقد قال الله تعالي: "فإذا فرغت فانصب وإلي ربك فارغب" "الشرح: 7-8". قال ابن كثير: أي إذا فرغت من أمور الدنيا وأشغالها وقطعت علائقها. فانصب في العبادة وقم إليها نشيطا فارغ البال. وأخلص لربك النية والرغبة. وروي عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال: قال الله عز وجل: يا ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غني وأسد فقرك. وإلا تفعل ملأت صدرك شغلا ولم أسد فقرك رواه أحمد والترمذي وابن ماجه. وصححه الألباني. والله أعلم.