إنتبهوا. الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة يفسّر بعضها البعض.. فالحديث الشريف يقول: "لن يدخل أحدكم الجنة بعمله" والآية الكريمة تقول "وقل إعملوا فسيري الله عملكم" وكذلك "قل بفضل الله وبرحمته". فظاهر المعني يثير تساؤلا: هل هناك فرق بين من يعمل ومن لا يعمل؟ والإجابة: أنه يجب أن نتناول المعني من أعلاه. فمهما تعبد الله تدخل تحت الآية الكريمة "ما قدروا الله حق قدره" يعني معرفتهم بالله بها نقص .. وبالتالي عبادتهم لله بها نقص. وكذلك "وإن تعدّوا نعمة الله لا تحصوها" فأنت لن تحصيها ولن تستطيع أن تؤدي حق شكرها.. بمعني أن النقص في المعرفة يترتب عليه نقص في أداء العبادة وشكر النعم.. بمعني أن الله ما زال له حق لديك.. هذا إذا كان القياس ظاهرياً. ثم نفترض أنك أتقنت العمل يبقي شيء آخر في غاية الأهمية وهو "إنما يتقبل الله من المتقين" ثم ما أدراك أنك من المتقين؟ فالتوفيق للعمل بداية ونهاية من الله هو الأساس.. ثم فضل الله هو الذي يزّكي ويطهّر وينمّي العمل. فحتي لو كنت علي الصراط المستقيم فالأساس لن يدخل أحدكم الجنة بعمله لأنه ناقص وغير مُزّكي من الله. إذا لايبقي إلا فضل الله ورحمته وحول المعاني القرآنية في الكتاب الكريم والحديث الشريف يقدم فضيلة الشيخ/ صلاح الدين القوصي وجبات روحية وشرحا جديدا يروي ظمأ أحباب رسول الله صلي الله عليه وسلم. فهو بداية يقول إن المعاني بالآيات القرآنية والحديث الشريف تكمل بعضها البعض.. وفي كتابه أنوار الإحسان.. وحول الآية الكريمة "ليغفر الله لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخر" يقول إن ألفاظ القرآن لا تؤخذ علي ظواهرها.. وأن النفس النبوية مُعدّة بطريقة أخري غير نفوس الخلق لإستقبال النور الإلهي.. فهي بداية معصومة ومُطهّرة.. فكيف بإمام الأنبياء وسيّدهم صلي الله عليه وعلي آله أجمعين. والغفران لا يكون إلا لذنب.. وذنوب الأنبياء تؤخذ علي معاني أخري.. منها "نقص العلم بالله " فالآيه الكريمة تقول "وقل رب زدني علما" وهي تحمل الأمر لرسول الله بأن يدعو ربه بأن يزيده الله علماً به.. والعلم المقصود.. هو العلم بالله.. وهو العلم العزيز.. العلم بذات الله وصفاته وقدسه وحكمته.. وقضائه وقدره.. وهو حظ الأنبياء. ورسول الله يؤكد ذلك بقوله "لا بارك الله لي في شمس يوم طلعت ولم تزدن علماً بالله" فرسول الله صلي الله علبه وسلم في زيادة يوما بعد يوم.. علما بالله سبحانه وتعالي.. وزيادة العلم تعني زيادة التعظيم والتقديس له سبحانه وتعالي.. فعلمه القديم أقل.. والتعظيم بالنفس النبوية يواكب زيادة المعارف والعلوم بالله. لذا غفر الله لك ما تقدم من ذنبك. وفي شرح آخر يقول: النفس الكاملة تُحدّث نفسها بتقصيرها في الجناب الإلهي.. فيأتيها خبر السماء ليجبر خاطرها. فصلوات ربي وسلامه لخير نبي وأعظم رسول.