وسط المشاهد السياسية والاجتماعية التي تمر بها هذه الأيام. شدني مشهد مؤثر. أخرجني من اهتماماتي السياسية والعملية حتي والخاصة. المشهد مهيب. تعجز عنه العبارة. تجمعت فيه كل الصفات الإنسانية. والوجدانية. لمشهد.. فقدان شاب في ريعان شبابه. بعد معاناة مريرة مع مرض لعين. المشهد.. المرحوم الشاب ابن رجل ممن يعتلون منصباً كبيراً بالدولة ولكنه أمام الحادث إنسان عادي جداً. فالانفعالات الإنسانية لا تفرق بين وزير وغفير. وكذلك القيم الإيمانية لا تفرق بين كبير ولا صغير. ولا غني ولا فقير. هنا يكون الفارق بين إنسان أي إنسان. وإنسان آخر الالتزام الوجداني والإيماني هو الذي يميز شخصا عن آخر في مثل هذه المشاهد المؤلمة. فهناك نفوس تصل بها مثل هذه الحوادث إلي غضب الله. ومنها ما توصله المصائب إلي رضا الله سبحانه وتعالي. ولذلك وعد الله سبحانه وتعالي الصابرين في مثل هذه المشاهد والمصائب بالجنة فعن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: يقول الله تعالي : ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفَّية من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة" ثم يعد الله سبحانه وتعالي الصابرين بخيري الدنيا والاخرة.. يعدهم بيت الحمد في الجنة.. فإذا مات ولد العبد يقول الله تعالي لملائكته قبضتم ولد عبدي فيقولون: نعم. فيقول تعالي: قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم. فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع فيقول تعالي: ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة. وسموه بيت الحمد" هذه المعاني الإيمانية حينما نمتلك السلوك الوجداني في مثل هذه الحوادث فإنها تصل بصاحبها إلي سعادة الدارين الدنيا بالأمن والسكينة. والآخرة بيت الحمد في جنة الرضوان. كل هذه المعاني.. خلال المشهد الحزين.. سواء الحادث أو الوالد الحزين. أو المشاعر الإنسانية التي انطلقت من أهل الفقيد كلها تجمعت في شخص اللواء محمد أمين وكيل أول هيئة الرقابة الإدارية وهو يودع فلذة كبده الشاب عمر الذي عاني معاناة مع المرضي. ومن فرط هذه المشاعر الإيمانية لدي هذا الوالد فكأنك تشاهده أبا يزف ابنه في ليلة عرسه. ورجلا محتسبا جداً. اسلم أمره إلي الله علامات الرضا تنطق من قسمات وجهه تضفي علي المعزين يقيناً لا يرتد بأن الملك كله لله وإنا لله وإنا إليه راجعون.