شرع الله تعالي لعباده جميعاً الدين الإسلامي. وهو مجموعة من العقائد والقواعد والأحكام والآداب الثابتة. تقوم علي المرونة والثبات والاستقرار علي أصول ومُسلمات شرعية و"عقلية" لا تتبدل ولا تتغير ولا تقبل الاحتيال عليها بتغيير المكان والزمان من الماضي إلي الحاضر ثم المستقبل.. فلا تتغير تحت أي ظرف أو مبرر من المبررات ذات الغرابة والإنكار. كإرضاء التيار العلماني أو مسايرة الحضارة والعولمة الجديدة بمحاولة اللعب والعبث بجميع أمور الدين من قريب أو بعيد.. ومن هم الذين يقدرون علي تغييرها الآن؟ هل هم أصحاب الفتاوي الكاذبة التي تثير الضحك وتبعث علي الاشمئزاز. والدين مرتبط بالقلب. وبدونه يقع الإنسان فريسة التشاؤم واليأس والإحباط ومن ثم الانتحار.. وإذا كانت عند البشر القاعدة أن العقد هو شريعة المتعاقدين. مع ضرورة الالتزام والوفاء بنصوصه وبنوده. فان هناك نوعاً من الناس وعن رضا منه وقناعة تامة وبمحض إرادته يتلاعب بالأديان. ومن آن لآخر يُغيِّر ديانته. رغبة منه في الشهرة الزائفة. مشككاً في الأديان السماوية. جاهراً بالردة مثيراً للفتن وتأليب الرأي العام. مع سعيه ورغبته في تغيير الأوراق الرسمية وبطاقات الهوية بدعوي حرية اختيار الأديان. متخذاً الدين "أرجوحة" و"رايح جاي" بين الدين والآخر. مخترقاً وعورة وخطورة منطقة الأديان.. وبذلك فهو يثير الفتن والمشكلات الراكدة. ويزعزع أمن القوم واستقرار وسلامة الوطن.. فما الداعي لهذا التذبذب إذن؟!. إن هذه أساليب استعمارية عالمية قديمة. مخططة ومدروسة لدراسة المسلمين من حين إلي آخر ومن مكان إلي آخر لمعرفة نقاط ضعفهم وتحديد مستوي فهمهم وانتباههم والوقوف علي حقيقة واقعهم الحالي بالضبط. مستهدفة زرع بذور الفتن وغرس أشجار الاحتقان والكراهية بين أهل أديان البلد الواحد. زاعمة أن طرفاً يمارس تسلطاً وقهراً كذباً وافتراء علي الطرف الآخر. والمشكلة ليست في الأديان نفسها ولكن في نفوس أتباعها من الغُلاة والمتطرفين مثيري الشكوك والفتن والمشكلات. ومن ثم وقوع المجتمع في براثن الخلخلة وشروخ التفكك والانهيار. والمسلم الذي ولد لأبوين مسلمين. وفي أرض إسلامية عاش وتربي وبعد بلوغه وأدائه التكاليف الشرعية. ولضعف في تربيته وثقافته الإسلامية التي يريدونها لمناهجنا الدينية بالمدارس. وفجأة ولمؤثرات خارجية وبدعم من جمعيات ومنظمات اختراق الثقافات الأخري. ولوعود مغرية بمناصب وأموال كثيرة يرتد عن دينه الإسلامي مكمل ومتمم وخاتم الرسالات والأديان السماوية السابقة. والردة عن الإسلام هي الرجوع عن الدين الإسلامي بأحد مظاهر القول بالكفر. والفعل بفعل يحرمه الإسلام تعمداً وعناداً ومكابرة واستخفافاً به. والامتناع عن فعل يوجبه الإسلام مما علم من الدين بالضرورة جحوداً وإنكاراً. وهذا المسلم المرتد عن دينه الإسلامي والمتراجع من الكمال إلي النقصان في التشريعات. منا يحتاج إلي المناقشة والاستتابة المؤقتة لمدة ثلاثة أيام. وإلا صار الأمر مرفوضا. أما إطلاق الاستتابة حتي يعدل المرتد عن فكره. فهو قول ضعيف نسب لبعض أهل العلم. ومع أن الدين الإسلامي عزيز بكتاب الله تعالي وسُنَّة رسوله صلي الله عليه وسلم ورجاله الأشداء المخلصين الكرام. فإنه في غني عن المرتد والخارج عليه وعن أمثاله اللئام.. نحمد الله تعالي أن خلصه منهم. فلا يجوز تغيير المسلم دينه وخروجه علي الإسلام علي أن يترك أمره وحسابه علي الله تعالي يوم القيامة.. فإن هذه المقولة المريضة والفتوي الغريبة دعوة خبيثة وخطيرة لإشاعة الفوضي في أنحاء العالم الإسلامي. حيث يقول تعالي : "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا.." ومحافظة علي أُسس وقواعد وأمن وسلامة واستقرار المجتمع الإسلامي. فإن ارتداد المسلم عن دينه الإسلامي الحنيف يُعرِّضه لفرض العقاب الشرعي للمرتد وأيضاً العقاب القانوني.