السلطان قابوس أول زعىم اجتمع مع الرئىس الإىرانى الجدىد روحانى باهتمام بالغ تابعت العواصم العربية والعالمية أصداء الزيارة التي قام بها السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان لطهران لاسيما أنه أول زعيم عربي وعالمي اجتمع مع الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني بعد توليه الرئاسة ، كما شهدت القمة العُمانية - الإيرانية مباحثات موسعة حول القضايا الراهنة ذات الاهتمام المشترك في ضوء المستجدات الأخيرة علي جميع الساحات. وقد أكدت العديد من التحليلات والتقارير السياسية الدولية أن الزيارة جاءت في توقيت بالغ الأهمية علي خلفية أحداث متلاحقة ، وفي سياق الأدوار الإيجابية التي تضطلع بها السلطنة ، منذ مطلع عقد السبعينيات من القرن الماضي، وتعبر عن مواقف عمانية مبدئية ثابتة تستهدف دعم جميع الجهود الرامية لإحلال السلام إقليميا و عالميا و تفعيل سياسات حسن الجوار ، مع دعم التعاون الدولي بين كافة الشعوب وجميع البلدان ، وإثراء حوار الحضارات ، بعيدا عن مفاهيم التعصب والتحزب وإقامة التكتلات التي تمثل الاختيار المرفوض دائما وأبدا من جانب السلطنة . اتفاقيات لترسيم الحدود علي خلفية القمة العمانية الإيرانية استدعي المحللون السياسيون أصداء مبادرات استراتيجية بعيدة المدي قدمت السلطنة من خلالها طرحا ومنهجا حضاريا للأساليب التي يجب اتباعها علي صعيد العلاقات الثنائية بين الدول المتجاورة ، ويتمثل ذلك الاختيار العُماني في إمكانية بل وضرورة العمل علي تسوية ثم حل جميع القضايا من خلال المفاوضات التي تقود في النهاية إلي إبرام اتفاقيات نهائية تمثل حلولا سلمية عادلة ودائمة . لم تكتف السلطنة بالدعوة إلي هذا التوجه فحسب، إنما اتخذت قرارات نهائية واضحة أثبتت إمكانية تحويله إلي واقع مادي حيث توصلت بالفعل إلي اتفاقيات لترسيم الحدود المشتركة مع جميع البلاد التي تشاركها الجوار الجغرافي . وهكذا فإنها رسمت خريطة طريق مستقيم للسبل التي يمكن أن يؤدي اتباعها إلي أن تصبح المناطق الحدودية جسور مودة ومعابر خير ونقاط تواصل بين الشعوب ، بدلا من أن تكون جبهات للحروب تتأجج فيها النيران لتنشر الإرهاب والفتن وتلتهم الأخضر واليابس وتحرق أحلام وآمال الشعوب ومستقبل أجيال لا ذنب لها. حلول عاجلة في سياق متصل : شهدت الأشهر القليلة الماضية إجراء اتصالات عُمانية مع أهم العواصم العربية والعالمية في إطار مواقف السلطنة الداعية إلي دعم المحاولات الرامية إلي التوصل إلي حلول عاجلة لكافة القضايا والتحديات التي تعد من مظاهر الخلافات بين الدول، وكذلك التي تمثل عنصر تهديد لمناخ الاستقرار والأمن العالميين . في هذا الإطار ما تزال تتتابع علي الصعيد الدولي ردود الفعل الإيجابية المرحبة التي توالت عقب نجاح الجهود الدبلوماسية العُمانية التي أدت الي تبادل أمريكا وإيران - عدة مرات - إطلاق سراح محتجزين من رعايا البلدين ، وهو الإنجاز الذي تم استجابة لدور السلطنة في المجالات المتعلقة بحل المشكلات العالقة خاصة ذات الطابع الإنساني وما يرتبط منها بحقوق الإنسان .